هل يقدم مبارك على صلح ويمتثل الفقى للتحقيق !

ماذا لو أقدم الرئيس مبارك على مبادرة لإعلان الصلح مع الشعب المصرى خاصة وأن ما يملكه حتى اليوم بعد 30 عام من حكمه هو المشاركة فى حرب أكتوبر تحت قيادة الرئيس السادات ولم يقدم للوطن حتى اليوم سوى بقاء وجوه فى مناصب المسئولية مل منها الشعب المصرى تحت دعاوى الاستقرار!!  وفى ظل وجودهم تدهورت الحياة بالشعب المصرى وخسرت مصر ميادين كثيرة كانت فيها الرائدة ! وقد امتلك الرئيس السادات القدرة والشجاعة على الاتجاه لأعداء الأمة لاسترداد ما تبقى- كما كان يظن- من أرض الوطن بالسلام بعد أن عجز بالحرب عن استرداد كافة الحقوق الوطنية المشروعة !

فهل لا يملك الرئيس مبارك وسط حالة الإحتقان والإحباط والركود التى تتملك الشعب المصرى بكل أطيافه بحيث لم يشذ أحد مهما كان مستواه من هذا الإحساس باليأس من الإصلاح والتغيير الى الأحسن ! هل لايملك الشجاعة الكافية للإعتراف بكل الأخطاء التى وقعت فى عصره ويتحمل المسئولية التضامنية لفشل أغلب من تولوا المسئولية بناءا على أختياراته  ويتقدم فى طريقه ليدخل قلوب المصريين قبل أن يدخل التاريخ لإصلاح ما أفسده رجاله طوال عشرات السنين مما أعاد الشعب المصرى الى عصور مظلمة رغم وجود النت والمحمول وتكنولوجيا العصر فى بضع الخدمات !

ان التقارير التى ترفع للرئيس من داخل مصر وتلك التى تقيم أوضاع البلد الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتعليمية والسياسية وعلى مستوى الحريات والعدالة والشفافية والاستثمار وفكلها تؤكد انتشار الفساد والفقر وتدنى الخدمات وانتشار الأمراض البيئية والنفسية !! اليس فى تلك التقارير وذلك الواقع الذى يغيب عن الرئيس بفعل من حوله تستحق تلك المبادرة من الرئيس مع شعبه للمصالحة ولإشراكه فى حكم نفسه بعد طول غياب كما أقدم السادات على مبادرة  الصلح مع أعداء الأمة ! سؤال واجب فى نهاية المشهد الرئاسى لنظام إما ينجح فى إصلاح ما أفسده فى الدقيقة الأخيرة من حكمه أو ينجح فى استمرار فساده حتى تعم الفوضى على يد شعب انسحقت كرامته ولم ينل حقه ولم يحظ بحد أدنى من الحياة الكريمة طوال فترة حكم لم تمتلك لا الشرعية القانونية ولا الشرعية الشعبية !!

تم التحقيق معى لدى المدعى العام العسكرى عندما تكلمت فيما هو معلوم من اعتداء طلبة الكلية الحربية على أحد أقسام الشرطة حيث تم نشر التفاصيل على الانترنت بالصوت والصورة !لأنى أفشيت أسرارا عسكرية وربما أدى النشر خاصة فى الصحف الورقية الى تداعيات أخطر وهى وجهة نظر على كل الأحوال اختلفنا أو اتفقنا تحترم ولزمنى الصمت! لكن اليوم من يحقق مع الدكتور مصطفى الفقى النائب المزور ورئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب المصرى عندما أقحم القوات المسلحة فى شأن سياسى وأعلن موافقتها على توريث الحكم بقوله ردا على السؤال : " فى اعتقادك، هل من الممكن أن يكون هناك مرشح آخر للحزب الوطنى غير جمال مبارك؟

- لا أعتقد، ومن خلال معرفتى بطبيعة وتركيبة الوضع كله فإن هذا لن يكون متاحا فى الحزب الوطنى.

إذن نستطيع القول بأن جمال مبارك هو مرشح الحزب الوطنى فى حالة فراغ المنصب؟

 - المرشح المنتظر للحزب فى حالة فراغ المنصب.  وماذا عن موقف المؤسسة العسكرية؟ - أعتقد أن المؤسسة العسكرية ستبارك ذلك.

ويصبح جمال مبارك أول رئيس مدنى لمصر؟

- هو رئيس مدنى لكن ابن رئيس عسكرى وتعيينه أو اختياره جزء من الولاء لابيه أولاً، وأن اختياره أكثر طرق الاستقرار فى ظل عدم وجود نائب للرئيس وفى ظل تعدد الأسماء المطروحة" المصرى اليوم 12يناير 2010

فهل تصمت المؤسسة العسكرية على هذا الإقحام رغم حيادها المعلن فيتأكد ما قاله د مصطفى الفقى أم تتدخل وتحقق مع من ادعى انحياز القوات المسلحة واستهانتها  باختيارات الشعب المصرى لتؤيد التوريث ولاءا وودا للرئيس رغم أن ولاء الجيش المصرى للدستور ولمصر والشعب المصرى وخياراته؟ هل يمكن استخدام الجيش فى تدعيم الفساد الحالى والمتوقع بعد مساندته وموافقته على التوريث كما صرح د مصطفى الفقى ؟!

هل ما صرح به د مصطفى الفقى أهون مما كتبت وتم التحقيق معى فيه؟ هل يمكن أن نفهم أن عمود فى جريدة الكرامة محدودة الانتشار عن حادثة معلومة للكافة نقلت فيها ما تردد وطالبت باتخاذ موقف حاسم لوأد الفتنة أخطر من حوار فى جريدة المصرى اليوم واسعة الانتشار يقحم فيها القوات المسلحة كى تميل مع توريث الحكم لأن المرشح مدنى ابن رئيس عسكرى تعبيرا عن الولاء لأبيه !!! ؟ الأمر خطير ونحن فى انتظار موقف حاسم من المدعى العام العسكرى لطلب رفع الحصانة والتحقيق فيما نسب الى الفقى حتى لايظن أن ما قاله بالونة اختبار متفق عليها لتهيئة الشعب المصرى وإرعابه بان الوريث الذى لم ينجح فى اكتساب أى شعبية سوف يتولى حكم مصر بإرادة أمريكية وعدم اعتراض اسرائيلى ودعم من القوات المسلحة فى مصر ويا ويل من يعترض !!!

وأقول قولى هذا وأستغفر الله أن أشك فى حياد القوات المسلحة المصرية أو فى ذكاء المصريين و يدركوا أن الطنطنة عن السيادة والأمن القومى هو ضحك على الذقون لأنه خاضع لموافقة أمريكا وعدم اعتراض اسرائيل ولنتابع الموقف فى الأيام القادمة! ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

 دكتور محمد جمال حشمت

16 يناير 2010

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق