ابراهيم سليمان وعزت والعريان !

هى دى مصر مبارك فى لقطة معبرة ، المتهمون فيها بقضايا قتل ونصب وسرقة أموال عامة وتبديد هربوا قبل المحاكمة مثل ممدوح اسماعيل أواثناء المحاكمة مثل راندا الشامى ويوسف عبد الرحمن وهانى سرور وأخرين لا نعلمهم النظام الذى انجبهم وحماهم يعلمهم !

وهكذا شاء العزيز العليم أن يفضح النظام نفسه عندما اعتقل الشرفاء من أبناء الوطن الذين لم يمدوا أيديهم يوما على مال عام ولم ينصبوا يوما على مواطن ورصيدهم من حسن الخلق والعمل الصالح والخيرى يفوق الوصف لكنهم متهمون بالإصلاح فى يقظتهم ونومهم وبسعيهم لفضح الفساد فى مصر بلدهم وبإنشغالهم بنصرة دينهم الحق المرجعية العليا للدستور المصرى  فلم يقبض عليهم يوما فى شغب أو فى اعتداء على حقوق مواطنين ولم ينهبوا مالا من البنوك المفتوحة على مصراعيها لمرتزقة النظام يغرفوا منها ما شاءوا ! فأصبح محمود عزت وعصام العريان وعبد الرحمن البر ومعهم ثلة من العلماء والأطباء والمهندسين رهن السجن الذى ضج من كثرة الزج بالشرفاء فى أركانه ولو نطق لقال

 مابال جوفى يمتلئ بأفاضل الرجال            بينما الحثالة فى وطنى تتحكم برقاب الناس


هم الأحرار رغم القيود والأغلال              وكيف أصمد بالبقاء دونهم فلا معية ولاإحساس

فى الوقت الذى يستدعى فيه حبيب الرئيس والأسرة الحاكمة بأكملها وقد تاجر فى أرض مصر بمشاركة عائلته  وقد نالهم من الوطن جانب ! ورغم خروجه من الوزارة إلا انه قد نال وسام الاستحقاق على ما قدم من خدمات كنا نظنها يوم تكريمه للوطن فاتضح اليوم أنها لحكام هذا الزمان وحواريه ! يتم التحقيق معه ويتم تهريبه من الباب الخلفى لمبنى النيابة حماية له من تطفل الإعلام ! بينما يحقق مع الشرفاء باتهامات ساذجة ومتخلفة لا يصدقها أصحابها !

والقيود فى أيديهم وال15 يوم  والتجديد جاهزين من قبل أن يبدأ التحقيق وقد يطول الوقت وقد يحاكموا أمام قاضى استثنائى – عسكرى – وهم برءاء من أى تهمة مشينة على الإطلاق ! بينما قد يهرب الوزير السابق إذا اقتربت التحقيقات من إدانته ! والمتهم فى الحالتين هو النظام الفاشل الذى يخنق مصر والمصريين ، والعجيب أن هذا النظام الذى يطارد الشرفاء فشل أن ينتج من رحم فساده شريفا أو ناجحا واحدا رغم أنه قد استولى على كل مؤسسات الدولة ومصادر الثروة بها واحتكر النفوذ والسلطات !

وعندما زور الانتخابات كان هناك مبررا قويا وهو أنه يختار الأسوأ حتى يتمكن من إدارتهم بسهولة لذا لم نتعجب عندما سجلت موسوعة جبس المصرية تلك النمازج من النواب  مثل نائب النقوط ، النائب البلطجى ونواب سميحة ونائب القمار ونائب أكياس الدم الفاسدة والنواب القتلة والنائب النائم المزور الأشهر وهذه الأيام ظهر نواب سب الدين والشتائم بجانب نواب القروض والكيف والمخدرات ونواب الهروب من التجنيد ونواب الأمية الذين لا يجيدون القراءة والكتابة وطالما انقلبت موازين السلطة الحاكمة وتدهورت الى هذا الحد المؤسف الذى افتقد البصر والبصيرة وانشفل بمصالحه واحتقر الشعب المصرى واقتنع بجهله وغلبه وعدم قدرته على تغيير ما به من حال ، فليس بمستغرب أن نجد متهما بالسرقة ونهب ثروات الوطن يتم تكريمه عند محاسبته وأن نجد متهما بالمعارضة السياسية تلفق له الاتهامات ويهان فى منزله وفى محبسه بدون وجه حق وهو أمر مثير لغضب كل الأحرار كما هو مستجلب لغضب الله فالظلم ظلمات وسبحانه لا يحب الظلم وينصر المظلوم ولو بعد حين ويستجيب لدعوته ليحيل حياة الظالم الى عذاب وضنك والعياذ بالله  فصبرا أيها الإخوان فقد تحملتم بفضل الله أسوأ نظام حكم مصر ،

لقد حاولتم أن تدفعوا مصر الى الأمام بعلمكم وتخصصاتكم وبذلكم وسعيكم وجهادكم دون أى مقابل بينما أهان النظام مصر والمصريين وتسبب فى كارثة تخلفت مصر على إثرها عشرات السنين حيث انهارت قيم العدل والحرية والمساواة وفسدت الأخلاق والضمائر وتخلفت العقول و العلوم وزادت الرشوة والفساد وانتشرت الأنانية وصار الكذب منجاة وأصبح الظلم من حق الأغلبية الصامتة الى أن يسترد المصرى شهامته ورجولته وخيريته التى تنازل عنها تحت تأثير الفقر والخوف ! لكن لكل حالة نهاية يوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتنى لم أتخذ من فلانا خليلا والله يعلم والمخدعون لا يعلمون

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق