الطوارئ قدر مصر مع مبارك

لن يتنازل النظام المصرى عن الطوارئ بأى حال وتحت أى ضغوط ! لقد تسببت حالة الطوارئ فى اشكاليات تعانى منها الحكومات المصرية طوال أكثر من ثلاثين عاما منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-  أن هناك صلاحيات كثيرة قد تم منحها دون أدنى مسئولية تربى عليها كل المسئولين ولا فرصة لسحبها أو محاسبتهم لو انتهت الطوارئ!

2-  حتى رتبة لواء فى جهاز الشرطة تربى فى ظل الطوارئ مما تسبب فى ضمور كامل للملكات التى تصنع من الشرطى شرطيا ناجحا يعتمد على المحاورة والدراسة والاستنتاج والتحليل العلمى ولم تنمو لديهم الا أفكار العنف والتعذيب وانتزاع الاعترافات فضمر العقل وتضخمت العضلات !! وما قيمتها بدون طوارئ!؟

3- فى ظل الطوارئ تربت أجيال من الشعب المصرى تؤمن أن ما أخذ بالبلطجة  والعنف لا يمكن استرداده او الرد عليه إلا بالبلطجة والعنف فصارت الغلبة لمن يملك ثروة يوظفها ترغيبا لتحقيق مصالحه أو سلطة يوظفها قهرا وتعنيفا ايضا لتحقيق مصالح أو نهب حقوق وهم يمثلون الآن قوة فى مجتمع اختلط فيه الحابل بالنابل!

4- كما حدث الضمور فى العقلية الأمنية حدث أيضا فى العقلية السياسية  واعتمادا على البلطجة والتزوير تربت أجيال من السياسيين على الصعود الدائم دون بذل أى مجهود أو ابداء أى قدرة على المواجهة أو الحوار او الإقناع فاستسلموا لقانون العنف الانتخابى الرسمى من قبل الدولة الذى ينتج حالة من التزوير التى تجرس من يقبل بها فتضعه أمام ناخبيه فى موقع ضعيف ولا يجد مفر من البلطجة والاستعباط والكذب والإصرار على أنه نجح بإرادة الناس بينما هو لا يقدم خدمة لوجه الله لأى مواطن لأنه يدرك فى قراراة نفسه أنه لم يحصل على صوت أحد نتيجة التزوير!

5- أن حجم النهب والسرقة التى تعرضت له مصادر الثروة فى مصر على كل أشكالها وحماية هذا المخطط بقانون الطوارئ جعل موقف الناهبين والسارقين ومن وفر لهم الحماية ضعيفا وبالتالى لا مفر من استمرار الطوارئ لأنها الحالة الطبيعية لبقاء هؤلاء دون محاسبة أو أى تهديد يمكن أن يلاحقهم فيما بعد !

6- أن مؤسسات الدولة فى غياب الشفافية والمحاسبة وانهيار القانون الطبيعى للمكافآت والجزاءات قد أورثت المسئولين المدنيين ونسبتهم لا تتعدى ال 40% من الإدارة العليا  (بينما ال60% على الأقل من رجال الجيش والشرطة) سلوك الطوارئ والعنف والاستكبار وضاعت كل ما يمكن أن تقرأ عنه فى التنمية البشرية من إدارة وتخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقويم وتحفيز وعمل بروح الفريق كل ذلك اختفى من العمل الحكومى الذى تتدهور بفعل سياسات الطوارئ وعقلية الطوارئ التى حكمت ومازالت للأسف خلال النصف قرن الأخير وهو ما يهدد هذه المؤسسات بالإنهيار عند غياب فكر الطوائ (الجديد)

والخلاصة أننا نتحدى أن يتخلى نظام مبارك عن الطوارئ ولو رجالة ينطق حد منهم بالرغبة فى انهاء حالة الطوارئ وأن مصر ليست فى حاجة اليها بعد كل الخسائر التى لحقت بنا وستلحق بأبنائنا لو استمر الحال على ماهو عليه !! لذا نقولها بكل يقين لا للطوارئ التى خربت بيوت المصريين وأضاعت منهم حاضرهم ومستقبلهم على المدى القريب !!

دكتور محمد جمال حشمت

1 مايو 2010

إضافة تعليق