هلك الكاذبون المتنطعون

أخر مقالة قبل القبض على د جمال حشمت

الكذب وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق،

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا

وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].

والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).

قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).

قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [مالك].

والكذاب  لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام

علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.

المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقال صلى

الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) [مسلم].

وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا سمع من يمدحه

يقول: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني

خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون

تلك مقدمة كان لابد منها عندما نستعرض مواقف مسئولينا عندما تخلوا عن وعودهم وكذبوا على شعبهم  دون حياء ولا إحساس بالذنب طوال أكثر من خمسين عاما !! وأخرهم كان النائب المزور الذى لم ينجح بأصوات أهالى سيناء بل بالتزوير- أى بالكذب-  وأشرف على ذلك المهندس أحمد عز بنفسه فى العريش حتى أطمئن الى نجاح مرشحه الذى أدى أداءا سيئا طوال الخمس سنوات فى المجلس ولم يشعر به أحد سوى يوم سب الدين فى قاعات المجلس وعندما قال فى لجنتى حقوق الانسان والدفاع والأمن القومى " أنه زعلان من وزارة الداخلية لأنها لم تطلق الرصاص على المتظاهرين من الشباب الذى لم ير يوما واحد فى حياته يقر عدلا أو يحفظ كرامة أو يحقق حدا أدنى لمعيشة كريمة فى ظل هؤلاء النواب ومن أتى بهم ! وذلك فى مظاهرات 6 ابريل الماضية !! ثم خرج فى الفضائيات فى نفس اليوم ليعلن نفس الكلام ونفس المطالب ! ثم عندما لاقى حديثه استنكارا وتحركا قانونيا وشعبيا ضده كذب وقال أنه لم يذكر ذلك وانما أسئ فهم حديثه ! ودافع عنه رئيس المجلس الذى أفسد الحياة البرلمانية فى مصر ! ثم بدأ الهجوم عليه من رموز الحزب الوطنى للخروج من المأزق الذى وضعهم فيه النائب الكذاب سابب دين الأغلبية ! فكان اللجوء للمضبطة وتفريغها وهنا وضعت يدى على قلبى لأن التفريغ يتم تحت اشراف الأمين العام المصاحب لرئيس المجلس فى منصبه والذى يعرض على الرئيس كل كبيرة وصغيرة حتى المضابط قبل طبعها لابد أن تراجع لحذف ما يروه مناسبا تزويرا للتاريخ !! ومضابط جلسة إبطال عضويتى شاهدة على ذلك ! المهم لأن الفجور والثقة كانا هما الغالبين على تصرف القصاص نائب الرصاص ! فقد أكدت المضابط نطقه بما سبق أن أنكره جبنا وخوفا ! وانتفض المجلس كله ثم قبل الاعتذار الذى تقدم به النائب المزور وأعلن العقوبة الرادعة التى تناسب الفعل الأخير (لأن واقعة سب الدين لم يصدر فيها قرار حتى اليوم !!!) وهى اللوم ! واعتذر بشدة عنه من جاء به عز بيه ! طب الحزب الوطنى قبل الاعتذار عن الكلمات المحرضة على القتل فى قاعات المجلس فما عقوبة الكذب التى ثبتت فى حق النائب المزور ؟ ! اليست تلك تحتاج عقوبة أشد وأردع ! ؟ أوليس الذى يكذب ويستسهل الكذب غير أمين على تمثيل الشعب الطيب المؤمن بمسلميه ومسيحييه ؟ ألا يرى السيد رئيس المجلس عارا فيمن يكذب ؟ هل الكذب صار عرفا لمن يعمل منهم بالسياسة فلا حرج ولا تأثيم ! ألا يدلنا ذلك على أن هؤلاء لا يصلحون لنا حكاما ولا مسئولين لأنهم خانوا الأمانة وقبلوا بالتزوير ودافعوا عنه وقبلوا بالكذب وساندوه أو على الأقل تجاهلوه ورضوا بالفساد ووفروا حماية للمفسدين من الملاحقة الرقابية والمحاسبة الجنائية كما فعل المجلس الموقر فى ميزانية مصر الخفية التى تدار فى الخفاء بمبلغ تريليون و272 مليار جنيه مصرى كانت لو وزعت على المصريين لمنحت الفرد الواحد 16 مليون جنيها !! والناس تحيا تحت خط الفقر والكرامة الانسانية لا نستثنى أحدا سوى اولئك المرتبطين بمؤسسة الفساد الحاكمة فى مصر !

إخص عليك يا مجلس العار الذى ضم كل أشكال الموبقات التى أتى بها نواب الحزب الوطنى على مدار تاريخه وقد حماهم وطارد الشرفاء من نوابه وأوقع بهم العقوبات المبالغ فيها إقصاءا وحصارا وشاء الله أن يفتضح المجلس ونواب العار المزورين على الملأ وثبت أن السلطة التشريعية فى ظل هذه الهيمنة أضعف من أن تطارد فاسدا أو تقر حقا أو تشرع ما يحقق مصالح الشعب لذا لن نتعجب عندما تبقى واقعة سب الدين وواقعة الكذب فى طى النسيان دون تحقيق أو عقوبة لأنهما دين وأخلاق والحزب الوطنى يؤمن أنه لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة إعلاءا لنص المواطنة فوق نص الدين والشريعة الدستورى وهم فى ذلك مخلصين لشيطانهم ألا بئسا لفهمهم ومنهجهم ولا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم

دكتور محمد جمال حشمت

3مايو 2010م

إضافة تعليق