قذائف الحق... أضعف الإيمان مجنن النظام !

منذ أن بدأت وقفات القوى السياسية وحركات الاحتجاج الإجتماعى فى الشوارع والنظام يراهن على خمود الحركة  سريعا بحصارها أو التعامل العنيف معها أو عدم الاستجابة لها أو تشويهها بوسائل إعلامه المتأمره معه ضد مصالح الشعب والوطن وبفضل الله حتى اليوم ومنذ أكثر منذ ست سنوات لم تنجح خطط النظام فى إخماد جذوة وشعلة الغضب التى تنتاب الشعب المصرى خاصة وأن النظام قدم وقودا مناسبا لهذا اللهيب الذى يأكل صدور المصريين جميعا بقراراته المثيرة والمضطربة التى فشلت فى حل مشاكل الشعب بل ضاعفت من خوفه وقلقه على حاضره ومستقبل أبنائه ! وبمواقفه الصادمة للرأى العام من استمرار للتزوير والتعذيب والاستسلام المهين للعدو الصهيونى والتفريط فى حقوق الوطن شمالا وجنوبا !

واليوم تزداد حدة السعى للتخلص من النظام المصرى الذى أهان مصر والمصريين مع ظهور الدكتور البرادعى وتكوين الجمعية الوطنية للتغيير وبدء جمع توقيعات على المطالب السبعة التى تمثل الحد الأدنى لبداية اصلاح شامل وعمرة كاملة للوطن الذى يسرق أمام أعيننا ليل نهار فى حراسة مسلحة ! ولعل النضال السلمى الدستورى الذى تلجأ اليه كافة القوى والأحزاب فى مصر بطبيعته المتدرجة البطيئة الى حد ما مقارنة بالثورات والانقلابات العسكرية يحتاج الى وقت حيث تتفاوت النظرة فى وتختلف التصورات فى عملية التغيير المنشودة رغم اتفاق الجميع على ضرورته ! وهو أمر طبيعى يجب ألا ننزعج منه بل يجب توظيف الرغبة التى تجتاح الشعب المصرى كله حسب قدرات وأفكار وتصورات كل فئة !

أقصد من ذلك أن بعض المتخوفين الذين لم ينكسر لديهم حاجز الخوف من ارهاب الدولة التى لا تملك الآن فى مواجهة شعبها إلا قوتها المسلحة ومنهج العنف لعل ذلك يردع الجميع  ويريح دماغ قادة أخر الزمان ! ولذلك أتصور ان التوقيع المطلوب من كل مواطن على أرض مصر يمثل الحد الأدنى المطلوب لإعلان – مجرد اعلان – الرغبة فى التغيير ورفض الواقع الذى حان وقت رحيله ولامانع  دون مشاركة فعلية فى حركات الاحتجاج أو رفض الظلم بشكل عملى – مؤقتا على الأقل-  هنا ندرك أن هذا العمل البسيط المستمر يمثل رعبا لدى النظام  حيث أن زيادة أعداد الموقعين مدعما بهوياتهم (رقم قومى أو جواز السفر) يؤكد كسر حاجز الخوف واستمرار الدفع فى اتجاه التغيير الذى صار أمرا ملحا وموثقا برغبة المصريين ! ودليل ذلك أن زيارة الرئيس الأخيرة لأحد حفلات التخرج لأحدى الكليات العسكرية أجبرت الإدارة على تغيير لوحة ضخمة فى قلب الكلية تحمل صور كل قيادات ورموز مصر فقط من أجل نزع صورة الدكتور البرادعى من وسط اللوحة الضخمة !!

فإذا تم ذلك برغبة المسئولين عن الزيارة ترضية للرئيس فتلك مصيبة توضح مدى الفزع الذى انتاب هذه القيادات وإن كان بناءا على رغبة الرئاسة فالمصيبة أعظم وتلك عاجل  بشرى المصريين أن هناك من يفزع رغم حصونه وأسلحته من مجرد صورة وتوقيع والحمدلله رب العالمين

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

17 يوليو 2010

إضافة تعليق