وقت بيع مصر!

تهنئة من القلب بقدوم شهر رمضان المبارك نسأل الله أن يعيده علينا ونحن الى الله أقرب وفى أوطاننا أعز وأكرم

كل عام وأنتم بخير

دكتور محمد جمال حشمت

تمر مصر اليوم بأوقات عصيبة فحكامها فقدوا شرعية وجودهم على سدة الحكم منذ زمن طويل لذا تحولت مصر الى إدارة بوليسية وتحول فيها المسئول كبيرا كان أوصغيرا الى ما يشبه مهمة المخبر الذى يؤمر فيطيع أو يحرض فيستجاب له للحفاظ على مصالح شخصية ضيقة ! وفى ظل غياب محاسبة جادة للفساد رغم وجود هياكل لأجهزة رقابية اشجعها من ينجح فى اصدار تقرير يدين الفساد لامتصاص الغضب البادى فى صفوف الشعب دون خطوة حقيقية لمحاكمة الجانى الأصلى!

وباستقراء أهم الأوقات التى تتم فيها التنازلات من العصبة الحاكمة وجدت أنها فى مثل هذا الوقت الذى فيه انتهاء انعقاد المجلس التشريعى لقرب الانتخابات البرلمانية مع غياب أعضاء مشاكسون بعدد غير مسبوق و أيضا في نهاية فترة رئاسية  حالية ورغبة من العصبة الحاكمة لتوريث المقعد الرئاسى بشكل انتخابات متعددة فى ظل قيود دستورية وتدخلات أمنية رغبة فى التزوير !! ولعل تاريخ توقيع اتفاقية الغاز فى 30 يونيو 2005- على سبيل المثال- كان مشابها لهذا الوقت الذى نحن فيه!! تلك الاتفاقية  التى يدفع ثمنها المواطن المصرى لمصلحة الكيان الصهيونى والعصابة الحاكمة فى مصر ولا يصدقن أحد أن قطع الكهرباء هذه الأيام لكثرة الأحمال كما قال السيد الوزير بل هناك فائضا كم نشرت الصحف !ولكن السبب الحقيقى هو كثرة الأعطال نتيجة لتحويل العمل بالمحطات من الغاز (غير المتوافر) الى السولار !

 فماذا ياترى تم عقده من اتفاقات فى ظل هذا الضعف البادى على الأداء السياسى لنظام الحكم فى مصر هذه الأيام !؟

أتصور أن رفض مصر لورقة التفاهمات التى تمت بين حماس وفتح هو تصرف غير مقبول من طرف مهمته التقريب بين الفصيلين واتمام المصالحة ! والرفض هنا مشبوه لأنه يؤكد استمرار الحصار البائس على الشعب الفسطينى وتخلى عن دور المصلح الإجبارى والمفوض من أمريكا والصهاينة والجامعة العربية التى لاحول لها ولاقوة !

أتصور كذلك أن بدء الدعاية لحملة الوريث فى ذات التوقيت وكما قال البعض ان هناك ضوءا أخضر من أمريكا – برضه يا محاسن الصدف- للبدء فى حملة التلميع وهو ما يؤكد أن الصفقات الخارجية قد بدأت رغم تصريح مسئول الاعلام فى لجنة السياسات الذى اعتبر الحديث عن مرشحى الرئاسة فى ظل وجود رئيس حالى هو نوع من قلة الأدب ! وربما يفسرون ذلك الآن بأن العيب لما يخرج من أهل العيب يبقى مش عيب !!!  وهذا يذكرنى بموافقة أمريكا وعدم ممانعتها لهجوم صدام حسين على الكويت والذى أعقبه احتلال أمريكى دولى العراق واعدام صدام نفسه ! ويبدو أن احدا لا يقرأ التاريخ حتى وأن قرأ فلا قيمة له فى ظل ضعف بادى ورغبة جامحة للبقاء والسيطرة رغم اختلاف الظروف التى ساءت على المصريين ولم يجدوا فائدة واحدة عادت عليهم أو على أبنائهم من استمرار حكم الرئيس وأسرته !!

أتصور أيضا أن ورقة مياه النيل الضاغطة على مصر من دول أفريقية كانت يوما ما صديقة لا تستغنى عن مصر وتحت مظلة أمريكية وصهيونية تمثل ورفة ضاغطة فى هذا الوقت لتكريس انفصال فى السودان مصر متضررة منه على مستوى الأمن القومى حتى صارت مصالح العصبة الحاكمة توزن بمصالح الأمن القومى المصرى فى الشرق والجنوب ورغم ذلك ترجح كفة المصالح الضيقة للنظام الحاكم مؤسس ومطور نموزج الدولة البوليسية فى مصر والمخول لها وحدها التعامل مع المصريين بأى شكل وفى أى وقت!

وأخيرا اتصور أن الرد العملى لمسلسل الانهيار وتلك التنازلات هو الوقوف بشدة أمامها وفضحها ورفضها بأى شكل وفى كل وقت بشرط أن تعلو القوى الوطنية والسياسية والأحزاب فوق خلافاتها ليصبحوا على قدر المسئولية للتصدى لهذا النظام فى وقت يحصل كل طرف مصلحته ويبقى الخاسر الأكبر هو الشعب المصرى لخوفه وخلافاته !

ولعل ونحن على أهبة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان شهر القوة والتغيير و الجهاد والانتصارات بالعبادة والتضرع الى الله لتوحيد الصفوف وبث الأمل فى النفوس ونزع الخوف من القلوب أن نعى حربا من نوع أخر حربا درامية عبثية تسرق منا نفحات الشهر الكريم زاد المؤمنين وعدة الصابرين لمقاومة الظلم والفساد والاستبداد ببرامج ومسلسلات تغزو قلوب المصريين وتنفث جزء من غضبهم وتشوه تاريخهم ليبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء الى الله وحسبنا الله ونعم الوكيل  

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

9 أغسطس 2010

إضافة تعليق