هل تختزل مصر من أجل الوريث؟

لاشك أن النظام المصرى وحكومته فى مأزق شديد ولكنهم يركنون الى الحماية الأمنية التى تتوفر لهم على حساب أمن وحرية وكرامة الشعب المصرى بأسره ، كما يعتمدون على حالة الإفقار التى تتسارع والتفزيع والتخويف الذى يمارس على المصريين لضمان هدوءهم بعد يأسهم وسكونهم بعد إحباطهم ! وكل ذلك لم يعد شيئا مضمونا ولا فى عداد المسلمات التى تمنح النظام وأصحابه الاحساس بالآمان الآن بل الأمر جد خطير وفشل النظام فى توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمصريين قد غير الصورة الذى يتمنى الأمن أن تستمر كى يحصل على النياشين والأوسمة والترقيات ومالذ وطاب !!

لقد نجح النظام المصرى بقيادة الرئيس مبارك ومشاركة الإبن فى حصار المصريين وتجويعهم وتفزيعهم بنفس القدر الذى نجح فيه عندما شارك فى حصار وتجويع وتفزيع الشعب الفلسطينى فى غزة لأنهم اخناروا بإرادتهم التى لم تطولها يد التزوير أبناء الحركة الاسلامية لتولى وتصريف أمورهم دون تنازلات للعدو الصهيونى !

كما فشل نظام الرئيس مبارك وابنه فى تحقيق السلام على أرض فلسطين أو استرداد حقوقهم المشروعة أو حتى تحقيق المصالحة كما فشل فى إدارة شئون المصريين فى الداخل بعد أن انهارت البنية الداخلية التى تفاخر بها دوما فغرقت البلاد فى الظلام والصرف الصحى واشتعلت معارك أنابيب البوتجاز ورغيف العيش ودبت الفوضى فى مؤسسات البلد لانتشار الفساد والرشوة فزادت حوادث المرور ومعدلات السرقة والقتل وانتشار المخدرات وانشغل الأمن بحماية الرئيس و مشروع التوريث حتى أن كل من يبلغ عن سرقة سيارته الآن يرشده المخبرون عن المتخصصين فى السرقة وأماكن وجودهم ليسعى  الضحية بمفرده لاسترداد سيارته ثم يلاحقونه – لو نجح فى انقاذها قبل التفكيك- بطلب الحلاوة !!!

زادت معدلات استدعاء مباحث أمن الدولة للإخوان هذه الأيام على كل المستويات لأهداف عديدة أهمها إرسال الرسائل الآتية : الاستفسار عن المرشحين والمرشحات والتأكيد على أن محدش حينجح المرة القادمة وتحذير من كثرة الحركة وطلب وقف النشاط والتهديد بالاعتقال باعتبار أن الأيام الجاية سودة !!!! والعجيب أن الرسائل المتكررة تعبر عن حالة فزع من القادم المجهول بعد زيادة الحركة فى الشارع المصرى وزيادة حدة الغضب من النظام وأمنه وحالة الاحتقان لتدهور الأحوال المعيشية وغموض المستقبل رغم محاولات تمرير الوريث واستجلاب الموافقة الأمريكية والرضا الصهيونى بالسفر الى أمريكا فى مهمة ليس له أى دور فيها ! ويبدو أن تحديد توقيت المفاوضات العبثية بين الصهاينة وفلسطينيى أوسلو بعام واحد فقط يعنى أن المطلوب من تحقيق المصالح الصهيونية إن لم يتحقق فلن تعتمد أوراق الوريث ! وهنا نقول ما قاله بعض الإخوان لضباط مباحث أمن الدولة  أن الفترة القادمة ربما تكون سودة صحيح لكنها ستكون على الجميع ياباشا !

لن تكون مبايعة الكنيسة المصرية للوريث هى المقابل لقيام دولة داخل الدولة تمارس سلطات الاعتداء على الأفراد واحتجازهم دون عرضهم على الجهات القضائية ولا تحدى الأحكام القضائية النهائية ! أظن أن ذلك لعب بالنار لا يتناسب مع حكمة البابا شنودة وقدرته على معرفة العواقب التى قد تحيط بمصر كلها بل وتطيح بالسلام بين عنصرى الأمة فى لحظة نشوة أو إحساس بالقوة نتيجة ضعف النظام وهوانه أمام أعدائه لتمرير التوريث أوبقاء النظام بكل عناصره لمدد أخرى !! لذا ما زلت أسأل هل من عقلاء وحكماء ينزعون فتيل الفتنة من أيدى العابثين المتطرفين فى كلا الطرفين ؟ أوليس الأسلم أن تمارس مؤسسات الدولة القضائية دورها فى الحفاظ على الأمن بعد أن انحاز الأمن نفسه لأحد الطرفين وافسد المناخ فى الشراع المصرى معتمدا فقط على بطشه وغشوميته وسوء سمعته !؟

لن أصدق أن تصريح مبارك الإبن حول عدم جدوى الاستكفاء من القمح محليا تم بعد دراسات علمية واستراتيجية خاصة أنها صدرت فى وقت انهار فيه مصدرى القمح فى العالم لتغيرات مناخية وزادت أسعاره وتأزمت أحوال الشعب المصرى ! فلم أفهم ما الدافع لهذا التصريح ؟ حتى وجدنا الأب يصطحب الابن فى ملف أخر يهم أعداء الوطن ! وهو ملف حماية اسرائيل التى اضطرت مبارك الإب لنشر مقال فى جريدة نيويورك تايمز الأمريكية كان أخطر مافيه قوله" على الدول العربية أن تواصل التدليل على جدية مبادرتها من خلال خطوات تلبى أمال وتبدد مخاوف رجل الشارع الاسرائيلى" !!!!!!!!!!!!!!!  " وأنا أدرك تماما حاجة اسرئيل المشروعة للأمن الذى يمكن أن يتفق مع مطلب الفلسطنيين العادل للانسحاب الكامل من الأراضى المحنلة" ! ! هنا أيضا أدركت لماذا يحب الاسرائيليين شعبا وحكومة الرئيس مبارك حبا لا يحظى به فى مصر !! ولماذا هو كنز استراتيجى لإسرائيل كما صرح الوزير الصهيونى ! وللأسف لم يتحدث مبارك أو ابنه على معاناة الفلسطنيين ولا عن حقوقهم المؤيدة بالشرعية القانونية والشعبية والدولية ولم تحترمها دولة الكيان الصهيونى ! ولا عن مشروعات هدم المسجد الأقصى الذى يجرى على قدم وساق ! فكل ذلك لاقيمة له أمام تحقيق الآمان لإسرائيل وشعب اسرائيل وضمان استمرار الحكام المحافظين على أمن اسرائيل  !!!!!!!!!!!ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم وطالما مصر أعلنت أنها تؤيد الجهود الأمريكية فواجب على أمريكا ان تؤيد وتحمى الوجود الرسمى للرئيس مبارك وابنه حفظهما الله !

وتتجلى الحقائق ويبقى الحق وحده طالما كان له حملة على مستوى حمل الأمانة والقدرة على التضحية ولن تكون القدس أو مصر ثمنا لبقاء نظام مهما كان وضعه أو بطشه فالحق أبلج والباطل لجلج وبحق الأيام الطيبة التى نحياها فى العشر الأواخر من رمضان ندعوك ربنا و نسألك لمن كبت امننا وضيع بلدنا واذل شعبنا وافقر اهلينا وسرق اموالنا وأهدر كرامتنا وفرط فى مقدساتنا, واعتقل شرفاءنا واطلق لصوصنا وقاتلي اهلينا في مصر الحبيسة، اللهم انا نسالك ان ترينا فيهم عجيب قدرتك وشديد بأسك وعاجل نقمتك كما اريتنا فيهم عجيب حلمك يا مولانا الشفيق يارب البيت العتيق يا سامع الصوت وسابق الفوت وكاسي العظام بعد الموت يا قريباغير بعيد وياشاهدا غيرغائب ياودود ياذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد نسألك بنور وجهك الذي ملأ اركان عرشك وبقدرتك التي قدرت بها علي خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ ان تعجل لمصرنا وشعبها بالانعتاق من أسر الظلم والفساد والاستبداد وان ترينا فيمن ظلمهم يوم عيدهم عاجل باسك وشديد غضبك وقوي انتقامك هم واعوانهم واسيادهم اللهم امين اللهم امين امين

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

5 سبتمبر 2010

إضافة تعليق