لاشك أن ما حدث وما يحدث وما سيحدث فى الانتخابات البرلمانية 2010م هو معبر عن درجة النضج السياسى الذى وصل اليه العقل الحزبى لنظام الرئيس مبارك بعد ممارسة للسياسة بمفهوم الحزب الوطنى – طبعا - طوال أكثر من ثلاثين عاما ! قد نختلف معهم أو يتفق أخرون لكن الحقيقة أن السياسة والعمل الشعبى غائب وغير متواجد فى منهج الحزب الحاكم الذى تربع على سدة الحكم نتيجة استمرار العقلية الأمنية التى تتصدر الحياة السياسية وما ترتب على ذلك من انتهاج التزوير منهجا لكل الانتخابات وما يتطلبه ذلك من استخدام صور متعددة للبلطجة و العنف فى مواجهة شعب تم إقصاؤه من الحياة الساسية بشكل أورث ذلا وإحباطا ويأسا من الإصلاح بشكل سلمى !

وبناءا على هذه المقدمة التى هى معلومة عن الفساد بالضرورة يمكن لنا تخيل أن ما يحدث من تضيق وعناد وتجاوزات من الحكومة ضد معارضى النظام – فى عرف من يؤمن بأن الاستعباط هو الحل – انما هو صورة تعبيرية يساء فهمها من المغرضين الذين هم بالضرورة نحن المعارضين الرافضين لاستخذاء النظام أمام أعداء الأمة واستقواءهم على أبناء الشعب الذى ترك لهم الحبل على الغارب !!!

لذا فإن تصريح المستشار رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بأن اللجنة هى المشرفة على العملية للآنتخابات من الألف للياء فى حواره مع الشروق هو صورة تعبيرية لسيطرة الداخلية على كل الخطوات التى تمت حتى الآن – من مراجعة لكشوف الناخبين واصدار قرارات البدء فى تلقى طلبات المرشحين - وهم لا يراعون تجميل صورة رئيس اللجنة الذى صرح بأن اللجان العامة للإنتخابات سوف تستقبل أوراق المرشحين فى مقرات المحاكم الابتدائية فى المحافظات !!

وهو مالم يحدث !!! وكانت مديريات الأمن تحت سيطرة جهاز أمن الدولة فى كل المحافظات هى الأماكن المفروضة لاستقبال المرشحين !! كذلك احتجاز الهلال والجمل كشعارات - مش وزراء- لمرشحى الحزب الوطنى دون التقيد بالترتيب حين تقديم الأوراق ! وذلك انتظارا لمرشحى الحزب الوطنى عند تقدمهم فى أخر أيام قبول الأوراق ! هو الأخر صورة تعبيرية عن المساواة والعدالة الناجزة والشفافية المفرطة من جانب الحزب الوطنى وحكومته !!! ولا ننسى أن المرشحين المستقلين على مبادئ الوطنى والموعودين بالترشح على قوائمه قد بدأوا دعايتهم من شهر مارس2010م وبعضهم من شهر يناير وقلة من قبل ذلك حتى لم تعد هناك أماكن لمزيد من الدعاية ولم تعتبر لجنة الانتخابات ولا رؤساء المدن أن هذا مخالف للقانون ! فقط تنبهوا عندما لصق الإخوان بعض دعايتهم التى تحمل شعارات دون اسماء أحيانا وأسماء بلا شعارات أحيانا أخرى وتم إزالة ما علقوه فورا واعتقال من قام بالتعليق !كما قام بعض من رؤساء المدن بتغريمهم فى صورة تعبيرية عن التمسك بالقانون ضد الخارجين عليه (من الإخوان) وكذلك عن السماحة التى استوعبت دعايات الملتزمين من مرشحى الحزب الوطنى !!!!

وهكذا تستمر الصور التعبيرية التى لا يفهمها أمثالنا من السذج الذين يأملون فى التزام الحكومة وحزبها بالقانون بعيدا عن الاستعباط والبلطجة  التى تتصدر المشهد الانتخابى !! مما يدل على أن القادم أكثر تعبيرية فى نظرة الحزب الوطنى أو أكثر سوداوية فى عيون الشعب المصرى نسأل الله السلامة من مؤمراتهم والتوفيق لفريق المقاومة الراغبين فى الاصلاح والتغيير للأفضل

دكتور محمد جمال حشمت

5 نوفمبر2010