الانتخابات البرلمانية بين إرادة الأعداء وإدارة الأبناء

اللقطة الأولى حيث صرح الدكتور مفيد شهاب (الله يرحمك يا كمال يا شاذلى) فى جريدة الدستور 21 نوفمبر بقوله :حصول الإخوان على 88 مقعدا فى البرلمان خطأ لن يتكرر وكان سببه كراهية الناس للحكومة والحزب الوطنى !! وبمفهوم المخالفة فإن هذا يعنى إن الناس اليوم بتموت فى الحكومة ومش عارفة تعملها ايه من كثرة الدلع والعز الذى يحيا فيه الشعب المصرى !!!! كما يعنى هذا التصريح أن الوزير الذى حاز على أكبر نسبة من غضب الشعب المصرى فى ظل اختفاء الوزير كمال الشاذلى الله يرحمه والمهندس أحمد عز الله يرحمنا فى ظل استمراره أن الحزب الوطنى صار الآن محبوبا لحسن اختياراته للمرشحين وإحساسه الدائم بمشاكل الشعب وحله كافة معوقات الحياة فى مصر فى ظل استجابته السريعة لمطالب الغلابة الذين يمثلون أغلبية الشعب المصرى التى تحركت وصوتت لصالح الإخوان المسلمين !!!! هل يمكن مناقشة مثل هذه التصريحات ؟ أو حتى دراسة الرد عليها فى ظل عدم معقوليتها حيث مارست الحكومة فى السنوات الخمس الماضية وحزبها الوطنى أسوأ ممارسات فى حق الشعب المصرى  فانهارت القيم وترعرع الفساد وزاد نهب ثروات الأمة واستسلمت مصر لأعدائها التاريخيين ودعمت حياتهم بينما عانى الشعب المصرى من المياه الملوثة وقتل فى طوابير العيش والبوتاجاز وزادت بطالة شبابه وعنوسة بناته فكان العذر الذى تبدى على لسان الوزير شهاب أقبح من كل الذنوب التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى !!

اللقطة الثانية حول الرفض القاطع للحكومة المصرية من وجود رقابة دولية للإنتخابات البرلمانية القادمة وهو أكيد غير الإشراف الدولى فالأول مقبول لأن القائم عليه مؤسسات المجتمع الدولى المدنى بينما الثانى هو شكل من أشكال التدخل من إدارات أجنبية فى شئون مصرية وهو ما يرفضه الجميع ! لكن السبب الذى ساقته الحكومة المصرية فى اتصالات دبلوماسية كان يحمل نفس المعانى الكاذبة التى مرت علينا منذ قليل حيث أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة - كما ذكرت جريدة المصريون الاليكترونية فى ذات اليوم 21 نوفمبر 2010- أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط طلب من السفير المصري في واشنطن سامح شكري إبلاغ الجانب الأمريكي رسالة لطمأنته بعدم وجود نوايا لتزوير الانتخابات، وأن عدم قبول مصر بالرقابة الدولية على الانتخابات لا تعني بأي حال من الأحوال وجود مسعى حكومي للتلاعب في العملية الانتخابية.

وتضمنت الرسالة المكلف السفير المصري بنقلها إلى المسئولين في واشنطن، وعودًا بأن الانتخابات البرلمانية ستكون شفافة وحرة، وأن أجهزة الدولة لن تقبل ما يردده البعض عن حدوث عمليات تزوير لصالح مرشحي الحزب "الوطني" الحاكم، وتعهدات بعدم تدخل الدولة لدعم هؤلاء المرشحين بأي صورة من الصور، والتعامل مع كافة المرشحين بمساواة ودون تمييز أمام القانون. ) هل سمعتم ما قاله.؟ بمساواة ودون تمييز أمام القانون !! أين حمرة الخجل؟) يأتي هذا فيما أبلغت واشنطن الحكومة المصرية عبر القنوات الدبلوماسية، احتجاجا شديد اللهجة على المضايقات الأمنية التي يتعرض لها مرشحو المعارضة والمستقلين والمنتمين لـ "الإخوان المسلمين"، خاصة مع تكثيف حملة الاعتقالات التي شملت المئات من أنصار مرشحي الجماعة في العديد من المحافظات المصرية. )  أمريكا تخطر مصر بما أنكرته فى القنوات الدبلوماسية كأننا نعيش على كوكب اخر)

غير أن مصر نفت تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، معتبرة أن ما يتردد خصوصا عن تعرض مرشحي "الإخوان" لمضايقات ما هي إلا اتهامات مرسلة ترددها الجماعة، استباقًا لنتائج الانتخابات القادمة التي تسود توقعات قوية بأن يتراجع فيها نسبة تمثيلها في مجلس الشعب القادم. انتهى

 ولاأدرى كيف يمكن الرد على مسلسل الكذب الذى يحيا فيه نظام الحكم فى مصر حتى بات يصدق نفسه من فرط الإصرار الذى يؤكد فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :ايكون المؤمن بخيلا قال نعم ، أيكون المؤمن جبانا قال نعم ، أيكون المؤمن كذابا قال لا " صدق رسول الله الكريم

 اللقطة الثالثة حيث أعرب تقرير إسرائيلي عن اعتقاده بأن احتمالية فوز "الإخوان المسلمين" بغالبية المقاعد البرلمانية في مجلس الشعب المقبل من شأنها أن تؤدي إلى تراجع فرص جمال مبارك أمين السياسات بالحزب "الوطني" في الوصول إلى السلطة، خلفا لوالده الرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981.

وتحت عنوان: "قطعة لحم لكل ناخب مصري"، قال "موقع نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي    " ولم يخف التقرير مخاوف إسرائيل من إمكانية وصول "الإخوان" أو أي عناصر إسلامية أخرى للسلطة بطرق ديمقراطية أو بأي شكل آخر، متوقعا في تلك الحالة أن يتم طرد أعضاء السفارة الإسرائيلية من القاهرة وغلق السفارة، واستعادة مصر طاقمها الدبلوماسي من تل أبيب.

وعزا توقعاته بشأن مستقبل العلاقة بين مصر وإسرائيل اللتين ترتبطان بمعاهدة سلام ويتبادلان التمثيل الدبلوماسي منذ عام 1979 إلى أن "الإخوان" والإسلاميين عموما يرون إسرائيل "كيانا صهيونيا" ليس له أي حق بالوجود، ولا يرون للنظام المصري أي حق في إقامة علاقات مع إسرائيل.

وأشار إلى أهمية نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر لإسرائيل، خاصة مع بروز فكرة توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس المصري خلال الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام المقبل، فوفقا للدستور على كل مرشح للرئاسة أن يتسلح بمئات التوقيعات من داعميه وسط الشعب المصري، وإذا ما نجح "الإخوان" في الحصول على مقاعد كثيرة بالبرلمان في الانتخابات المرتقبة فلن يتمكن أمين "السياسات" بالحزب الحاكم من الحصول على عدد التوقيعات المطلوب لوصوله للرئاسة. (المصريون 21 نوفمبر2010) انتهى

هذا دعم وتحريض صهيونى ربما ارتقت لمستوى التعليمات بما يجب أن تكون عليه نتائج الانتخابات القادمة وهو ما تؤكده تصريحات الوزير شهاب التى لا عقل ولا منطق لها كأنهم ينطقون من رأس واحده ويرددون أفكارا واحدة ويتخوفون بمشاعر واحدة ولعل وحدة المنطق والأفكار والمشاعر تؤكد أن حكامنا لاينطقون كما ننطق ولا يفكرون كما نفكر ولا يشعرون بما نعانيه فتأتى تصريحاتهم وأرقامهم بعيدة عن واقعنا غريبة عن افكارنا ثم يتشككون فى كراهيتنا لهم !!!! ولا حل إلا بتواجد قوى يظهر كذب هؤلاء بدلا من دعمهم بالسلبية والبعد عن الانتخابات والغياب عن التصويت فتكتمل الدائرة الجهنمية التى يخططون لها لإبعاد الشعب عن ممارسة حقه فى الانتخاب الحر مهما كان بما يزرعونه من عقبات وعوائق فى الطريق أمامنا ليحولوا بيننا وبين حريتنا التى يجب أن تنتزع فهم كما رأيتم لا يستحون ولا يتراجعون ولا سبيل سوى قهرهم بوحدة الصف ووحدة الهدف التى ستتحدد معالمها أكثر عقب الانتخابات البرلمانية القادمة وانشاء مجلس لن يستمر أكثر من عام ونصف حين تتغير شكل الحياة فى مصر !! ويقولون متى هو عسى قل عسى أن يكون قريبا ان شاء الله

دكتور محمد جمال حشمت

22 نوفمبر 2010

إضافة تعليق