عندما تغيب الدولة وينشغل الحاكم بنفسه !

كانت صدمتى مروعة عند الاستماع الى حادث كنيسة القديسين بالأسكندرية فى أول ساعات عام 2011م واستمرت حتى الآن لكنى فقدت الرغبة فى التعليق عليها عقب وقوعها ! وجلست أترقب ردود الأفعال التى صدرت من كل الأطراف نظام ورجاله ، أحزاب وقياداتها ، جماعات ومواقفها ، مسيحيين فى الداخل والخارج ورموزهم ، إعلام وتخريجاته للحادث ، أعداء وأصدقاء الخارج وتعليقاتهم وتصريحاتهم فالكل أدلى بدلوه ووجدت أن أخطرهم تأثيرا كان النظام الحاكم فى مصر فضعفه البادى لكل المتابعين وهشاشته التى جعلته غير قادر على حسم أى قضية تحتاج فقط للعدل ! لكنه كيف يعدل وقد أهان دولة القانون وغيبها ولم يعد يهتم سوى بكيفية بقائه وحماية ثرواته التى نهبها من حقوق المصريين بأى شكل وبأى ثمن ! ! ! يليهم فى الخطورة مجموعة أقباط المهجر التى تحالفت مع الكيان الصهيونى علنا وأصدرت بيانات تحرض على احتلال مصر وترحب بزيارتهم غير المشروعة والتى لم يتقبلها الشعب المصرى – مثل مولد أبو حصيرة – وتسب دين الأغلبية وتتهم نظام مبارك بل وثورة يوليو بأنهم من تنظيم الإخوان المسلمين ! فى مفارقة عجيبة لم نسمعها إلا من موريس صادق ومجموعته !! يليهم فى الخطورة المتطرفون فى الجانبين وهما إما نشطاء أو عوام أولئك هم بادؤا الفتنة وناشروها تغييبا للعقل والمنطق وأسس الشريعة التى ترفض الظلم والإثارة وقتل النفس بغير حق ، ثم ظهر المزايدين من كل الطوائف الذين أرادوا تصفية الحسابات مع خصومهم أو تحقيق مكاسب رخيصة على حساب الدماء البريئة التى أريقت بغير وجه حق . ولعلى أحذر من تدخل الإف بى أى فى السفارة الأمريكية وقد طلب التحقيقات وما تم من تحريات للمشاركة فى كشف أسرار الحادث الذى ازعم أنه لم يكن بعيدا عن أصابع أمريكية لذا أخشى من طمس حقائق أو توجيه البحث فى اتجاه معاكس او سحب القضية بعيدا عن مرتكبيها الحقيقيين ليبدو عجز النظام البائس الذى يفتح أبوابه للأعداء  ويتعقب أبناء الوطن بعد أن يغلق فى وجوههم أبواب الأمل والتغيير للأفضل !!!

إن مرتكبى جريمة كنيسة القديسين سينكشف أمرهم بعد فترة من الزمان عندما نعدد مكاسب كل طرف والتى ستتمثل وقتها فى إعتداءا على حقوق الأخرين أوإنتقاصا منها أو تشكل ابتزازا لضعف النظام أو مبررا لمزيد من التشريعات الخانقة للحريات أو إشعالا لفتنة تفرق بين أبناء الوطن الواحد تحقيقا لتقارير وتصريحات عاموس يادين رئيس مخابرات الكيان الصهيونى السابق الذى كشف فيها رغبة الصهاينة لتفتيت مصر وإثارة الفتن فيها ! باختصار كل من يساعد فى تحقيق هذه المصائب هو خائن لدينه ووطنه ، وعلى كل الوطنيين المحبين لمصر أن يجعلوا من هذه الأحداث فرصة حقيقية لتلاحم الصف الوطنى بما فيه الإخوة المسيحيين للإنفتاح على مشاكل مصر التى يعانى منها المسلم والمسيحى والتعامل الإيجابى معها بما يحقق المعنى الحقيقى للمواطنة ، لتكن بداية يحمل فيها المصريين كل المصريين نفس الأمال كما يتحملوا معا نفس الآلام ! وأعتقد أن هذا هو الحل فى مواجهة غياب الدولة وانشغال الحاكم بنفسه لعل الله يخرج من هذه المحنة منحة تجمع كل أحباب مصر بحق فى خندق واحد فلم يستفد احد من الفرقة بل ترسخت سياسة فرق تسد ، وليتعرف كل فصيل على نقاط ضعفه فيعالجها  ونقاط قوته فيدعمها بوحدة الصف حتى يفتح الله على مصر أبواب الحرية والعدالة والمساواة والكرامة وإلا إذا استمر الحال على ماهو عليه قبل جريمة رأس السنة فسيصب ذلك مكاسب فى يد النظام الغائب ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم  ولا ننسى أن نهنئ كل المصريين بأعياد الميلاد وكل عام وانتم بخير أعاده الله علينا ونحن الى الله أقرب وفى أوطاننا أعز وأكرم

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

7 يناير 2011م

إضافة تعليق