كفى تزويرا ... فالحقائق واضحة

عندما بدات ثورة الشباب المصرى والتى استجابت لها كل طوائف الشعب  رغبة فى الخلاص من البلطجة والفساد و التزوير الدائم  فى 25 يناير 2011 كان لابد للإخوان المسلمين أن يكونوا فى قلب الأحداث حفاظا على استمراريتها وضمانا لسلميتها  فخرجوا بقوة منذ جمعة الغضب فى 28 يناير وكان مشهد الشعب المصرى فى دمنهور  أكثر من كل تخيل وفوق كل توقع  وكان تجمع المصريين أكبر من حسابات الأمن الذى استعد للمواجهة بكل اسباب العنف الذى تدرب عليه ! وقد تحرك الشباب وتحرك معهم الإخوان فى محاولة لتأمين السير فى شوارع دمنهور وما كنا نخشاه حدث فقد تجمع المتظاهرين أمام مبنى المحافظة فى محاولة لاقتحامها تعبيرا عن الغضب ولكن الله سلم فقد استطاع الدكتور جمال حشمت من إقناعهم بترك المبنى الذى يحمل مصالحنا وأوراقنا ليعودوا الى ميدان الساعة وقد اتصل به اللواء شعراوى محافظ البحيرة يشكره على هذا الموقف ويطلب منه المشاركة فى التهدئة وكان طلب الدكتور منه رحيل مبارك لتنتهى هذه الثورة خاصة بعد أن تآمرت وزارة الداخلية على الشعب وأمنه وأصدرت أوامر بترك مقار الأمن وأطلقت سراح الجنائيين المسجونين فى سجون مصر ومراكز الشرطة وتركوا لهم الأسلحة التى استعملوها لترويع أمن المصريين كما جاء فى وثيقة وزارة الداخلية لإشاعة الخوف والفزع فى الشارع المصرى لاعتراض وزير الداخلية على نزول قوات الجيش للمساعدة فى تأمين المنشأت الهامة  وهو ما يحاكم عليه الآن وزير الداخلية السابق حبيب العادلى ! وبعد هذا الانفلات الأمنى تم تكوين لجانا شعبية لحماية الممتلكات والمنشأت التى تخلى عنها رجال الشرطة وقد شارك فيها كل أبناء دمنهور بحماسة شديدة فى عودة للإنتماء الحقيقى وحب مصر الذى اختفى نتيجة القمع الدائم للنظام وسرقة ثروات الوطن فى حراسة أمنية تواجه كل من يحاول الاعتراض على سياساته الفاشلة ، هذا هو المكسب الأول أما العلاقة الحقيقية بين المسلمين والمسحييين فقد تبدت على أحسن وجه بعد اختفاء الأجهزة الأمنية التى مارست سياسة فرق تسد لتسيطر على الجميع فقد تآلف الجميع ولم نر اعتداءا أو خطرا على الكنائس او ممتلكات الإخوة المسحيين رغم الفوضى التى احدثها نظام مبارك ! ولعل ما جاء من أخبار نشرتها المخابرات البريطانية عن مسئولية وزارة الداخلية المصرية عما حدث من تفجيرات فى كنيسة القديسين بالأسكندرية !! يؤكد على حجم الإجرام الذى تم فى حق الشعب المصرى مهما كان الثمن ! ولعل المواجهات العنيفة التى تمت فى مواجهة المتظاهرين وما ترتب عليه من قتل أكثر من 400 شهيد وإصابة أكثر من 6000 مصاب يصب فى نفس الكارثة  التى خرجت بجهاز الشرطة من مهمته الوطنية لحفظ أمن وامان المصريين الى مهمة خاصة لحماية نظام مبارك وأعوانه الذين استولوا على حق الشعب المصرى فى ثروات وطنهم !!


أهلنا فى دمنهور


بعد أن تم جمع أكثر من ستة آلاف قطعة سلاح وصناديق من الذخيرة التى تسربت الى أيدى البلطجية من مخازن الشرطة وتسليمها للجيش بمعاونة أهالى دمنهور الشرفاء يتم الآن توجيه شائعات تتهم الشرفاء بترويع المواطنين بالسلاح ! !ولعلنى شخصيا قد تأثرت ليس بالشائعة التى اتهمتنى باطلاق النار بل بمن صدقها ولم يدافع عنى فى غيبتى وذهبت للمشاركة فى مظاهرات الاسكندرية إعلانا عن غضبى ممن أساءوا الى والى أخرين من الشرفاء !!!  وهو ما يؤكد على استمرار حالة الكذب والتلفيق التى ينهجها الجهاز الأمنى وتابعيه من البلطجية والذين لم يتخذ ضدهم أى إجراء حتى الآن رغم ما ارتكبوه من جرائم فى حق مصر الأهل والوطن !


أهلنا الكرام


إن ما حدث ثورة حقيقية وكل ما قدم حتى الآن هى وعود لم ينفذ منها شئ حتى ! فقط تغيرت وجوه ومازالت السياسات لم تتغير وانهالت  الوعود ولم ينفذ منها شئ غير الإصرار على بقاء الرئيس حتى لومات الشباب وخسر الاقتصاد وتوقفت الحياة فى مصر فلا المصداقية موجودة ولا نية الإصلاح متوفرة !  وكل المطلوب منا هو الصبر لإنهاء ماضى لا يحب احدا منا عودته مرة ثانية والدعاء للشباب الذى يعرض نفسه للخطر مصرا على إبعاد مبارك الذى انهارت مصر على يديه ولنعلم ان الأسعار لم ترتفع اليوم كما ارتفعت فى حال الاستقرار المزعوم والله اكبر والنصر للمصريين


دكتور محمد جمال حشمت

9 فبراير 2011

إضافة تعليق