د. جمال حشمت يكتب : الغياب الأمنى فى مصر ....من ورائه؟

بعد مواجهات بين قوات الشرطة والشعب لم يتهيأ لها كلاهما عجزت الشرطة عن إخماد غضب المتظاهرين خاصة بعدما تسبب الأمن المصرى فى قتل واصابة مواطنين كلهم من الشباب فى مظاهرات سلمية ! وهو ما يستوجب المحاكمة والعقاب دون تأخير، لكن اختفى الأمن من شوارع مصر حتى هذه اللحظة ومن نزل منهم كشرطة المرور تنزل يوم ويوم ! المخبرون يتجمعون وقيادات الشرطة التى مارست السادية على شعب مصر وتسببت فى الاعتداءات على المتظاهرين مؤخرا قتل منهم 365 مواطن بعدد أيام السنة وأصابوا الآلاف ولم يحاسبهم أحد حتى اليوم ! لم يغادر احدا من القتلة مكانه ! لم يحاكم أحد بسبب ما ارتكبه من إجرام فى حق المواطنين ! فما معنى ذلك ؟ مادور حكومة تسيير الأعمال حتى الآن ؟ لم تنتظم الدراسة ولم تواجه الاعتداءات على مساكن المواطنين والاستيلاء عليها بغير حق ولم تمنع تجريف الأرض الزراعية أو تتصدر له ولم تبدأ فى انزال قوات الشرطة للخدمات لأنها لم تحاكم المتورطين منهم فخاف الشرفاء منهم النزول بل زادت أعداد الاستقالات التى تقدم بها الكثير من ضباط الشرطة ! فياترى ماذا فعلت الوزارة المحسوبة على النظام السابق والحزب الوطنى المحظور ! هل سهلت تحويل الأموال للخارج حتى إذا تم تجميد الأموال لن نجد شيئا ؟ أم صمتت على تدمير مستندات الإدانة لكل المتورطين من النظام البائد فيصعب إدانة سدنة النظام ؟ أم سهلت هروب البعض الذى لم تصدر قرارات بحظر سفرهم ؟ لماذا تقف السياحة فى شرم الشيخ بسبب وجود الرئيس المخلوع  ومن يتحمل تكلفة ذلك الانهيار ؟ بكل وضوح وبمنتهى الجدية الثورة فى خطر لأن غياب الوزارة وبطء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يثير الريبة فى الوقت الذى تتجمع فيه فلول الحزب والبلطجية  وبواقى الأمن الذى لم يجد أحد يضرب على يديه بعد ما أهلك الحرث والنسل لإعلان الوفاء لمن غدر بمصر والمصريين ! لمن أصدر الأوامر بضرب تظاهرات المصريين طوال السبع سنوات الماضية بشكل مباشر كما صرح حبيبه الوزير السابق ! الوفاء بمن أذل مصر وهمش دورها الإقليمى والدولى وجعلنا جميعا رقما لمصلحة المشروع الصهيونى الأمريكى فى المنطقة ! لمن أفقر المصريين وأمرضهم وراقبهم وحاصرهم وعذبهم فى السجون وملأها بالأبرياء وتحالف مع البلطجية لتزوير الانتخابات وأفسد الحياة السياسية وأشاع الفاحشة بإعلام فاسد مفسد !!! لم يجد هؤلاء فى كل ما قدم الرئيس المخلوع ما يسئ لمصر ولا المصريين مما يدل على انهم ليسوا بأسوياء لا يملكون عقلا ولا يشعرون بحال الشعب المصرى الذى فرح فرحا عارما بخلع الرئيس بل فرحت معه الدنيا كلها فكانوا كالنغمة النشاز فى سيمفونية الحب لمصر والحرية للمصريين !


هناك ما يدور ويستحق اليقظة والوعى بخطورة المرحلة ويحتاج لحالة استنفار دائم  لا تهدأ حتى تتحقق كل أهداف الثورة ندائى لكل من يحب مصر وشارك فى هذه الثورة أو أيدها خذوا حذركم وانفروا عندما تتعرض الثورة لمؤمرات المتآمرين


تطهير البلاد واجب وحق الوقت ، والإفراج عن المظلومين منذ عشرات السنين حق العباد بعد التعسف رغم الأحكام القضائية المتعددة ، والغاء حالة الطوارئ تطور طبيعى خاصة فى غياب الشرطة ويقظة الشعب المصرى لحقوقه الانسانية ، تكوين مجلس رئاسى خطوة ضرورية لإشراك مدنيين لضمان نقل السلطة بعيدا عن العسكر ، حل حكومة التسيير دون أى تعديلات ضرورة لمنع كل محاولات الإفلات من المحاسبة والمحاكمة للمفسدين !


إذا غاب الأمن أكثر من ذلك فقرار الفلول البائسة هو العودة بالتدريج لحالة التفزيع والإهانات والانتقام من الشعب الذى رفض وجودهم ! إذا استمرت الوجوه القديمة المسئولة عن فساد واستبداد وجرائم الماضى فدائرة الانتقام والفوضى فى الطريق ! اللهم جنب مصر شرورهم واحفظها من كيدهم وأرنا فيهم يوما اسودا كما عاش المصريين طوال ثلاثين عاما لا تشفيا لكن قصاصا عادلا ومحاكمة مدنية أمام قاضيهم الطبيعى بلا تدخلات أو ضغوط اللهم آمين


دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق