جمعة ناجحة فلم الخوف إذن؟

احتفى المتخوفون من الإخوان فى كل وسائل الإعلام بنجاح مظاهرة الجمعة 27 مايو 2011 دون مشاركة الإخوان واستعملوا فى ذلك أفظع التعبيرات وأسوأ التشبيهات رغم أنها كانت – من وجهة نظرى - فتحا كبيرا أكد أن الشعب المصرى قد أخذ دوره الحقيقى كحامى لأهداف الثورة التى لا يختلف عليها اثنان وقد قدر الله الأسباب التى غيبت الإخوان وأغلب من قال نعم فى الاستفتاء من التواجد فى تظاهرة ترفع ضمن مطالب متعددة مطلب يقفز على نتيجة الاستفتاء ويهدر رأى الأغلبية التى ارتضت انهاء مهمة المجلس الأعلى العسكرى خلال 9 شهور ليتم انتخاب برلمان جديد ومن ثم تحديد هيئة تأسيسية من غير أعضاء المجلس يمثلون كل الشعب المصرى لوضع دستور توافقى يناسب مصر ومستقبلها الواعد دون أى قدرة لحزب أو فصيل أن ينفرد بذلك وسط استنفار الشعب المصرى ! ثم انتخاب لرئيس جمهورية فى ظل صلاحيات محددة سلفا فى الدستور الجديد لتبدأ مصر فى النهوض بقوة  ! ولعل من توفيق الله أن يتجمع المصريون بمئات الألوف دون حشد من الإخوان مما يبطل حجج النخب الفضائية التى تفزع المصريين من قوة الإخوان وتخوفهم من تفردهم بالساحة السياسية وادعاء باكتساحهم الانتخابات القادمة مما يؤكد حاجة مصر لتأجيل الانتخابات ! وهنا سقط فى أيد مشعلوا الفتن وخرج علينا الأذكياء منهم بدعوة جديدة بعد أن ثبت أن الإخوان يملكون تنظيما قويا صحيح لكنه لا يمثل الأغلبية بدليل امتلاء الميدان بالشباب والشيوخ رجالا ونساءا ، تتمثل هذه الفرية فى ان إجراء الانتخابات فى موعدها فيه خطورة ودماء فى ظل انتشار البلطجة والانفلات الأمنى !!! وبدلا من المطالبة بضرورة سرعة عودة الأمن ومحاسبة القيادات الفاسدة فى الوزارة الذيم مازالو ا فى مناصبهم وإن تغيرت أماكنهم ! واعتقال البلطجية المعروفون لجهاز الأمن ! إذا بهولاء الخبراء يطالبون بتأجيل الانتخابات ولم نعرف بعد هل هم يمتلئون حزنا على البلطجة التى انتشرت فى مصر أم يستشعرون سعادة مكتومة لأن مبرر التأجيل قد اتضح بعد أن فشلت فزاعة الإخوان بعد نجاح تظاهرة الغضب الثانية !؟


النصيحة التى أنصحها لهؤلاء بدلا من الانشغال  بسب الإخوان ونقدهم والتشكيك فيهم عليهم أن يهتموا بالنزول للشارع الذى برع فيه الإخوان ! والتواصل مع الناس وطرح أفكارهم  لربما هذا يقلل من خوفهم من صندوق الانتخابات الذى ذكره د وحيد عبد المجيد فى مقالته بالمصرى اليوم !!


لقد حشد بعضهم الشباب المصرى تحت عناوين "سرعة محاسبة النظام وحل المحليات وعودة الأمن وإقالة د/يحى الجمل "وغير ذلك مما لا يختلف عليه أحد ثم وضعوا وسط كل ذلك " دستور جديد قبل الانتخابات ومجلس رئاسى بديلا عن العسكرى " وللأسف أن هذا ما تصدر المشهد بعد ذلك بعيدا عن إرادة الشباب العظيم الذى نزل الى ميدان التحرير  وكان تعقيب ال بى بى سى الوحيد هو " نزول الآلاف من المصريين الى ميدان التحرير للمطالبة بدستور جديد قبل الانتخابات البرلمانية " لماذا اهتمت البى بى سى بهذا المطلب فقط ؟ هل الخارج أيضا يخشى من الانتخابات الحرة ويريد أن تغرق البلد فى فوضى لوضع دستور لا نعرف كيف يتم اختيارهيئته التأسيسية من ملايين المصريين أو مجلس رئاسى يجد كثير من المصريين فى أنفسهم القدرة والكفاءة للتواجد فيه فمن يختار ومن يوافق !! إن نجاح مظاهرة الغضب بدون الإخوان أسقط ورقة من أيدى الكارهين للإسلاميين بشكل عام وظهرت ورقة البلطجة التى  نخشى أن يكون هناك من يتمنى استمرارها فقط لتأجيل الانتخابات البرلمانية !!


على كل الأحوال يجب أن نتأكد أن الذين كانوا يذهبون الى صندوق الانتخابات فى عصر الرئيس المخلوع والحزب المحظور والجهاز المنحل ثلاثة أصناف : الأول هم أصحاب الرسالة والفكرة ومحبيهم والمتعاطفين معهم والكارهين للنظام البائد والثانى هم أصحاب المبادئ الذين كانوا يستشعرون أن ذهابهم للصندوق نوع من الشهادة ومن يكتمها فأنه أثم قلبه ، والثالث هم أصحاب المصالح الذين يتم شراؤهم بنصف كيلو كبدة أو بطانية أو عشرين جنيه (أفقروهم ثم اشتروهم المجرمين)  ومجموع هؤلاء كان لا يتعدى من 5 -7 % من مجموع الناخبين واليوم بعد ان تحرك فى الاستفتاء الذى لا منافسة فيه ولأول مرة 40% من الناخبين فكيف ستكون الانتخابات البرلمانية التى تتسم بالمنافسة الشديدة والعصبية تلك التى  يفزعون الناس من سيطرة الإخوان عليها ؟!  لايقل عن 90% من الناخبين سيتحركون فأين إذن أغلبية الإخوان؟ لن نبالغ إذا قلنا أنه لا يمكن لقوة مهما كانت أن تحوذ أغلبية فى  أى انتخابات لعشر سنوات قادمة ! ولعل ذلك ما جعل الإخوان يرفعون نسب مرشحيهم لأن ليس كل مرشحيهم سينجحون ! فكانوا أكثر واقعية ممن يريدون أن ينجحوا دون أن يبذلوا مجهودا أو سعيا وسط الناس بل يستمرون فى الصراخ والولولة  التى اشتكى منها السفير مارك فرانكو رئيس وفد المفوضية الأوربية فى القاهرة قائلا " أنا تعبت ومللت من النقاش حول الإخوان المسلمين فى كل مكان توقفوا عن الشكوى من أن طرفا أخر أقوى وابدءوا فى تقوية أنفسكم ، اذهبوا للصعيد واعرضوا برامجكم وأظهروا ما نجحتم فيه " الشروق 28-5-2011م! هل هناك نصيحة أكثر توفيقا من تلك التى تمثل طوق النجاة فلا السباب ولا الاتهامات للإخوان تحققان أى نصر لأحد بل تجربة النظام البائد بحزبه وأمنه ضد الإخوان قد حققت شعبية أكثر للإخوان كما يعلمون ! فأرجو مخلصا ألا تقع القوى السياسية أو الأحزاب الناشئة فى هذا الخطأ الاستراتيجى مرة أخرى حيث أن السعيد من اتعظ بغيره والشقى من اتعظ بنفسه !


صندوق الشكاوى:


أولا أتقدم بالشكر للدكتور حسن يونس على سرعة استجابته بتحويل موضوع لوحة توزيع الجهد العالى فى شركة انتاج الكهرباء بالبحيرة التى نشرت العدد الماضى الى التحقيق كما ابلغنى مكتبه! وسنتابع مع القراء ماتم من إجراءات والمستندات موجودة لو تعذر الوصول اليها.


ثانيا مازال إهدار المال العام هو المسيطر على جهات الإدارة المحلية ولدينا مستندات تثبت أن ديوان عام محافظة البحيرة بمسئوليه يأخذون أكثر مما يستحقوا وبتواريخ بعد ثورة 25 يناير كأن شيئا لم يحدث وعندما أراد الموظفين الثورة على هؤلاء تم تفريغ الديوان من الموظفين أكثر من شهر لمنع تجمعهم وتلاحظ أن التغييرات التى تمت حتى الان لا تحقق شفافية ولا إبعادا للمفسدين ولا إنصافا للمظلومين والفرصة متاحة لمحافظ جديد نرجو الا يفوض احدا فى صلاحياته من كثرة المشاكل فنحن نعلم أن المهمة ثقيلة والمطلوب يحتاج لقوة وأمانة نرجو أن نلحظها فى الأيام القادمة ان شاء الله


دكتور محمد جمال حشمت

31 مايو 2011م

إضافة تعليق