مصر وتركيا وإيلان تشايم جرابيل

هذا هو اسم الجاسوس الاسرائيلى الذى تم القبض عليه فى القاهرة يوم الأحد الماضى 12 يونيو 2011م ! هل لذلك من معنى ؟ وهل من هذا درس يستفاد منه ؟


فلم يكتف الكيان الصهيونى بالحذر والتهديد والمتابعة عن بعد بل ارسل جواسيسه الى ميدان التحرير و الذى منهم إيلان لأن المهمة أكبر من شخص واحد ونرجو أن يتساقط الباقون قبل الهروب ! وقد اندمج هذا التشايم فى الميدان يرفع شعارات الإدانة لأوباما شخصيا ليستميل المصريين الذين يدركون ان من اعظم انجازات الثورة مصريتها الخالصة وقوة دفعها الذاتية بدون أى دعم امريكى اللهم التخلى عن مبارك لأنه أصبح ورقة محروقة ! ورغم كل ذلك استطاعت المخابرات المصرية – حماها الله- ان تكشف هذا الجرابيل وتوقع به ! فتحية واجبة من كل مصرى لرجال المخابرات المصرية .  هنا ندرك خطورة المؤامرة التى تستهدف  مصر بعد نجاح ثورتها الرائعة فى زمن قياسى بفضل الله تعالى فالخطر يحيط بمصر من خارجها ونرجو أن يتكاتف داخلها حتى لا تتسبب الفرقة فى تهديد مكتسبات الثورة ! وعلى كل المحبين لمصر من كل الاتجاهات أن يعوا أن جهودهم وطاقتهم وحماستهم التى تنطلق فى معاداة بعضهم البعض لا تصح ولا يجب أن تستمر أكثر من ذلك تقديرا ووعيا بحجم الأخطار التى تحوط مصر وهى فى شهر العسل كبداية لحياة أفضل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا ! فهل نجود على مصر بالتوافق والتفرغ للبناء كل فى تخصصه وإبداعه ، لقد ضربت لنا القوات المسلحة – رغم كل الملاحظات التى يبديها البعض عليها عقب تولى السلطة فى مصر – المثل فى الانشغال بالمهمة ولو استجابت للتحريض المستمر ضدها  لما تفرغت لحماية مصر من الخارج ومن الداخل وسقوط الجاسوس شاهد على ذلك !


فى علم التاريخ السياسى يتبادل كثيرون الرأى فى البلدان التى تحولت ديمقراطيا بعد ثورات اقتلعت الاستبداد ولم تنجح اغلبها فى هذا التحول رغم مرور سنوات طويلة ويتفق البعض على أن من أكثر من 16 دولة تحررت بعد سقوط الاتحاد السوفيتى لم تنجح إلا ثلاث دول البلطيق (لاتوانيا – لاتفيا – استونيا) فى التحول الى نظام ديمقراطى مستقر وقد اتضح أن وضع دستور ديمقراطى متوافق عليه قد استغرق فترات طويلة تراوحت بين 6 شهور و8 سنوات كما حدث فى بولندا بمتوسط بلغ 18 شهرا تقريبا لذا أرجو من كل التيارات والأحزاب أن تبدأ فى دراسة هذه التجارب – بالإضافة الى تجارب أمريكا اللاتينية بشكل علمى منهجى للخروج بتصور تتلمس به مصر طريقها الى ديمقراطية وحرية حقيقية بدلا من الانشغال بتقطيع هدوم بعضهم البعض !


لايمكن أن نغفل هنا نتائج الانتخابات فى تركيا التى يمكن تلخيصها فى تأكيد العلاقة بين الأخلاق والسياسة والإحساس بالمسئولية من شباب أياديهم طاهرة ونظيفة وقد حققوا المعجزة فى تركيا ! وتجديد الثقة هو العنوان الذى يؤكد خطأ من روج لإنفصام العلاقة بين الدين والسياسة بكلام تافه مثل الزيت والمياه والمطلق والنسبى ! نقول لهم نرجوكم على الأقل اصمتوا يرحمكم الله !


صندوق الشكاوى


1-  مدرسو الحصة هم ألاف من شباب مصر أصحاب مؤهلات عليا أنفقت أسرهم عليهم من أجل خير هذا الوطن وسعادتهم ، أغلقت فى وجوههم فرص التعيين فى تخصصهم رغم الاحتياج اليهم فانشغلوا بانفسهم وعندما تم توظيفهم فى عهد المخلوع ساموهم سوء العذاب ولم يأخذوا حقا لهم بل استمروا فى التدريس ب 105 جنيه شهريا وقد يعملون شهورا بلا مقابل ثم قامت ثورة 25 يناير لياخذوا حقوقهم دون تعويض عن السنوات السابقة التى مرت دون انجاز فى حياتهم يذكر ظلما وقهرا وفسادا ! وصدر قرار وزير التربية والتعليم رقم 75 فى مارس 2011 بعد الاتفاق مع وزير المالية وجهاز التنظيم والإدارة لكنهم حتى هذه اللحظة لم يوقعوا عقدا أو يرد عليهم أحد من المسئولين التابعين للنظام المخلوع فى مفارقة شديدة ! لماذا لا يمنحونهم الآمان الوظيفى بعد أكثر من عشر سنوات تحملوا فيها الظلم والجبروت ؟ لماذا يدفعونهم للتظاهر للفت الأنظار طالما أن احدا لم يرد أو يوضح لماذا لم ينفذ القرار الوزارى ؟ سؤال إجابته عند وزير التربية والتعليم الذى أصدر القرار ثم تخلى عن أبنائه !


2- صار الانفلات الاعلامى محرضا فى كثير من الأحيان على الانفلات الأمنى للحصول على سبق أو إظهارا للقدرات فى استضافة من يجيدون إثارة الفتن والموضوعات التى لا ينبنى عليها عمل مفيد لذا وجب التنبيه مرة أخرى خوفا من الوصول الى قناعة تصنيف الفضائيات والصحف والبرامج الى محرض على الفتنة أو منحاز الى الطائفية أو راغب فى تصفية الحسابات ونتيجة ذلك كله تحذير أن انتبهوا الوطن يرجع الى الخلف !


3- حادثة كوم حمادة فى محاولة اختطاف فتاة بواسطة بلطجية مسجلون خطر وقتل احدهم بيد أمين شرطة دافع عن الفتاة وعن نفسه بشكل واضح وجرئ لا تقارن بحادثة قسم شرطة الأزبكية التى ضاع فيها دم القتيل المخالف للقانون بأيدى مدنيين لا يمكن تحديدهم فى وجود الشرطة التى سمحت بمواجهة غير مقبولة حيث أن دور الأمن هو حفظ حياة المتهم حتى ولو مخالف أو مواجهته عندما تستشعر خطرا منه تجاه أى إنسان كما فعل أمين الشرطة فى كوم حمادة ! أرجو أن تخضع الحادثتين الى دراسة وتحليل من المتخصصين للسلوك الأمنى فى الحالتين ونحن نبدا عهدا جديدا نرفع فيه شعار " الشرطة فى خدمة الشعب "


4- أعضاء  هيئات التدريس بالجامعات المصرية لهم مطالب تم عرضها بشكل حضارى دون التهديد بتعطيل الامتحانات أو التصحيح أو إعلان النتائج وتلخصت فى مؤتمرهم بالأسكندرية الذى تعذر على حضوره فى المطالب الاتية:


- إنهاء عمل جميع القيادات الجامعية الحالية قبل 31/7/2011 وانتخاب قيادات جامعية جديدة طبقا لمبدأ الانتخاب الحر المباشر مع استبعاد كافة قيادات الحزب الوطني المنحل


- زيادة ميزانية التعليم والبحث العلمي لتحقيق التنمية الشاملة للنهوض بالوطن وضرورة وضع حد أقصى لدخول قيادات أعضاء هيئة التدريس وتعديل جدول المرتبات بما يحفظ لأساتذة الجامعة استقرارهم المادي وكرامتهم


-  تبني المؤتمر المطالب المشروعة للمعيدين والمدرسين المساعدين بصفتهم النواة المستقبلية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات0- تشكيل نقابة واحدة ممثلة لأعضاء هيئة التدريس بجميع الجامعات المصرية


- إرسال التوصيات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء ووزير التعليم والبحث العلمي لاتخاذ اللازم


وزارة الدكتور عصام شرف التى مازلت أقول عنها أنها متميزة تحتاج الى تهدئة المطالب الفئوية بالحوار ثم بتنفيذ القرارات التى اتخذتها لمزيد من الاستقرار ولعل فى التخلص من ألاف المستشارين الذين لا لزوم لهم فى كل الوزارات والالتزام بسن الستين للتقاعد عن العمل الحكومى إعمالا لمبدأ المساواة وتحديد حد اقصى للأجور أى إعادة هيكلة الأجور احيازا للأفقر فى مصر


الحل لتوفير التمويل اللازم لكل المطالب الفئوية دون تحميل على موازنة الدولة ! فهل هذا يمثل صعوبة فى اتخاذ هذه القرارات ؟ أرجو أن تمر مصر من هذه المرحلة الانتقالية بشكل حضارى يؤسس لثقة متبادلة بين الشعب وحكومته افتقدناها منذ عشرات السنين فهل من مجيب ؟


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى وبرلمانى سابق

g.hishmat@gmail.com

15 يونيو 2011م

إضافة تعليق