التغيير مطلب الثورة يا دكتور شرف!

لا يمكن قبول أداء وزارة تسيير الأعمال دون إحداث تغيير فى كل عمل تقوم به أو كل قرار تتخذه أو كل متابعة تنفذها فلقد كفر المصريون بأداء الحكومات خلال ستين عاما لم يجدوا إلا وعودا كاذبة وأمال مستحيلة وادعاءات باطلة كل ما قدمته تخلفا فى التفكير وعارا فى المنطق وفسادا فى الأداء وذلا فى الواقع فكانت النتيجة الدائمة فقرا ومهانة وإهانة وسحقا للكرامة الانسانية للشعب المصرى وهذا الإرث الثقيل يتطلب من وزارة ميدان التحرير أداءا مختلفا عن كل ما تم طوال هذه السنوات العجاف ! فلسنا فى حاجة الى قرارات غير مدروسة تصدر ثم لا تجد من ينفذها فالمساكن التى أعلن عنها أيام الثورة طلعت كده وكده ! وتعيين مدرسى الحصة والمتعاقدين طلع مالوش ميزانية !! وقرار علاج المصابين طلع شو إعلامى ردا على الضغط الإعلامى ولا تعويض ولا علاج على نفقة الدولة !!! وإلغاء جهاز أمن الدولة طلع تغيير فى الإسم لكن وظائفه مازالت هى هى حتى أفراده الذين نؤيد معرفة أسمائهم فى كل محافظة إذا كان شغلهم لاعلاقة له بالجماهير لأن بقاء القديم دون إعادة تأهيل فيه خطورة على الوضع الأمنى للشعب المصرى !! أما محاكمة الوزراء وقيادات النظام السابق فتتضيع للوقت دون أى عدالة فى توزيع الهموم التى يعانى منها مساجين مصر ! فأضرب بعضهم طلبا للعلاج فى شرم الشيخ مثلما يعالج وينام الرئيس الذى لم يجعل مصرى واحد شريف يهنأ بنومة ! فضوا وألغوا مجلسى الشعب والشورى ثم صرفوا بدل جلسات لنواب الحزب الوطنى المنحل والمحظور عن شهور يناير وفبراير ومارس !!!! صرحوا بضرورة حل المجالس المحلية ولم يصدر القرار مع تأخير متعمد لإعداد بدلاء باسم اللجان الشعبية وائتلافات شباب الثورة بعد أن تسرب أعضاء الحزب الوطنى وكثير من البلطجية الى ائتلافات شباب الثورة التى يجب أن تحل وتتحول الى أحزاب طبقا لقانون الأحزاب المعدل منعا من التشتت وتبييض الفلول والمجرمين باسم الثورة !!! وأخيرا صدر حكم القضاء بحل المجالس المحلية ولم نعرف ألية إنشاء المجالس المؤقتة ؟ !! قالوا عن محاسبة رجال الأمن الذين تسببوا فى عذابات الشعب المصرى بشهدائه ومصابيه ولم يتم القبض على واحد بل تم الإفراج عن كل المقبوض عليهم تحت ذمة القضايا فى الوقت الذى لم يكن أحدا من المعارضين بما فيهم الإخوان المسلمين وكلهم إما علماء أو أساتذة أو أطباء ومهندسين أو معلمين أو رجال أعمال يتمتع أحدهم بالإفراج عنه بضمان وظيفته ويستمر حبسه شهورا طويلة !! بل والأعجب أن أغلب هؤلاء الضباط والأمناء والجنود ما زالوا فى السلطة يباشرون أعمالهم التى من خلالها يمكن تهديد الشهود أو التأثير عليهم !فى أى شرع أو عرف أو قانون يتم ذلك !!!!


يا دكتور شرف بدون حسم أو تغيير فى الأداء ستفقد وزارتكم قيمتها وقدرتها على أداء مهمتها الصعبة فى الوقت الحرج وربما الأمر لا يحتاج إلا قرار يتم مراقبة تنفيذه بدقة مثل إلغاء بقاء كل من تعدى سن المعاش فى وظيفة شرفية ، تحديد حد أقصى للأجور مع الحد الأدنى الجديد ، مراجعة وتنفيذ كل القرارات التى صدرت مؤخرا بعد الثورة ومتابعة ذلك بفريق مؤتمن يصدقك القول ، وقف تعيين القيادات من صفيحة زبالة النظام البائد واختيار كفاءات لحين وضع نظام انتخابات يضمن الرضا العام عن المسئولين وحسابهم على قراراتهم ، محاسبة كل من أهدر مال عام بعد توليكم الوزارة وجعلها جريمة أمن دولة يحاسب عليها الكبير قبل الصغير وليكن شعارك القوى فيكم ضعيف عندى حتى أخذ الحق منه والضعيف فيكم قوى عندى حتى أخذ الحق له !! احسم أمر وزارة الداخلية يا دكتور شرف إذا كان اللواءا بيجاملوا بعض ! فليكن وزير الداخلية القادم من القوات المسلحة ولتكن كل الرتب معه من مقدم وانت نازل ويحال باقى القيادات الى الاستيداع لمحاسبة المقصر والمرتشى منهم كما حدث فى الجيش عقب هزيمة 1967 ! فإن ما تسببوا فيه أسوأ مائة مرة مما حدث على أيدى أعدائنا !!


يادكتور شرف نحتاج مسئولين فى الشوارع والمصالح والمؤسسات يتابعون الأعمال ويتفقدون الناس ويحاسبون المقصر كى يطمئن قلبنا بدلا من البهوات الذين لا يغادرون مكاتبهم ويختبئون ورائها من غضب الناس الذين لا يجدون من يحميهم أو يحسن معاملتهم أو ينهى مصالحهم دون قلة أدب أو طلب رشوة وقد عادت سيرتها الأولى رغم أنه فقط قرار من مجلس الوزراء بالإبلاغ عن أى رشوة وتجريمها ورفع عقوبتها بمحاكمات عادلة وسريعة فى دوائر مخصوصة لردع المرتشين ووقف انتشارها الذى أعاد اليأس لكثير من أبناء الشعب المصرى الذى يأمل ألا يرى اثرا للنظام الفاسد فى حياته بعد توليكم رئاسة الوزراء فى ميدان التحرير وما أدراكم ما ميدان التحرير ! انت نسيت يا دكتور الإصرار على التغيير ورفع سقف المطالب مع أهل العناد الظالمين الفاسدين المستبدين ! هل تدعو بذلك الشعب للنزول مرة ثانية لتغرق مصر فى الفوضى بين مؤيد ومعارض ! بصراحة يادكتور بعد واقعة الجمل أقصد حادثة الدكتور يحى الجمل الذى قبلت استقالته ولم يقبلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة هل أنتم لا تملكون قرارا وأن صلاحيتكم منقوصة لذا لا استجابة لكل المناشدات التى نتوجه بها إليكم ؟! أفيدونا أفادكم الله قرارات بسيطة ومتابعات دقيقة تنهى مأسى كثيرة وتحل إشكاليات مزمنة وترفع الروح المعنوية للشعب المصرى ويرى كل يوم أية من آيات النصر الذى من الله به عليه فى تغيير ما لم يكن يتصور أحد تغييره ! لقد انتهى مبارك وحبيب العادلى وجمال مبارك واحمد عز ألا تنتهى تعسفات وظلمات الإدارة فى أى مؤسسة فى كل مكان ! ألا تختفى مظاهر البلطجة التى ملئت الشارع المصرى ومل منها المصريون فى مقابل برود امنى فى المرور والمرافق والخدمات والتموين ! ألن نرى استقلالا حقيقيا لمؤسسة القضاء وللجامعات المصرية يحرر الإرادة ويمنح الحقوق بكرامة لمن يستحقها بعد طول إذلال ؟ ألم تكن أستاذ جامعيا وستعود اليها يوما ما ؟ لم نفهم كثيرا طول صمتكم وقد عرضنا عليكم لقاءا إعلاميا للشعب اسبوعيا نعرف ما يحدث فى مصر والمعوقات التى تقابلك ربما أمكن للشعب المصرى الرائع أن يساعدكم ! وربما استطاعتم أن تفسروا للشعب شيئا من أسئلته التى تملأ عقله ولا يجد من يجيب عنها ! نفس ماكان يحدث فى عهد المخلوع ( صمت وعناد وتجاهل ) فهل هذا التغيير الذى كنا نطمح فيه وهل هذه نصائح من حولك لإبعادك عن الشعب وإفشال تجربة ولاية الشعب لرئيس الوزراء فى ميدان الثورة !؟ على العموم مازال هناك امل ان تصلك مثل هذه النداءات لبدء التغيير الحقيقى فننظر ماذا أنت فاعل فيها ! إما تحقيق مطالب الثورة أو دعم مطالب أعداء الثورة ! اللهم بلغت اللهم فاشهد


دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

28 يونيو 2011م

إضافة تعليق