د. محمد جمال حشمت يكتب: كشف المستور !

تساؤلات كثيرة حول الدعوة لمليونية قادمة تضم كما نشرت الصحف الليبراليين والعلمانيين والأقباط وقد أذهلنى عنوان جريدة الدستور يوم الأحد الماضى وعنوانه " الأحزاب الليبرالية تنضم للطرق الصوفية فى مليونية الجمعة المقبلة" وهو خبر جدير بالدراسة والتحليل وعلى على أخف الاحتمالات فهو تحالف جديد لم تشهده الساحة المصرية من قبل ونزول للشارع كما حدث فى جمعة 29 يوليو عندما نزل السلفييون لأول مرة مع باقي الحركات والأحزاب الاسلامية ! لكن هذه المرة دون توافق أو حوار مسبق ولاشك أن مناخ الحرية التى تحياه مصر يسمح بذلك لكن التوليفة تحتاج الى تفسير يجتهد فيه المجتهدين من استنباط عوامل مشتركة ومستهدفات متقاربة جمعت بين التيارات سالفة الذكر وحتى لايتسم تحليلنا بالسطحية عندما نذكر أن ذلك جاء ردا على المليونية السابقة وان القوى الليبرالية والعلمانية والقبطية – كما جاء فى الخبر –تريد زخما بشريا تنطوى تحت لوائه يستطيع ان يجمع ملايين الصوفيين عندما يريد وهو اختبار جديد من نوعه يجعلنا أيضا نفكر فى نوعية الشعارات التى سترفع ومدى تأثيرهاعلى وحدة الصف الوطنى المصرى! ولعل مشاركة حزب التجمع الذى يعادى الحركات الاسلامية يؤسس لتحالف جديد مع الصوفية التى قال عنها الدكتور نبيل ذكى بأن علاقتنا بالأخوة الصوفيين ممتازة !!! وفى ظل تفكيرى وعجزى عن توقع الشكل النهائى لخريطة التحالفات والاستقطابات الحادثة داخل المجتمع المصرى بعد الانفراجة التى من الله بها على الشعب المصرى ورزقنا بها من حيث لا نحتسب ! تذكرت تقريرا شهير المؤسسة راند الأمريكية صدر عام 2007 يصنف الحركات الاسلامية ويحدد الموقف منها ونظرة الغرب لها فى معادلة المعتدل والمتطرف يمكن أن يساعدنا فى تفسير جمع شملا لصوفى والليبرالى  وفى دراسة للأستاذ محمد جمال عرفة حول تقرير راند يقول:


  من هو " المعتدل ".. أمريكيًّا ؟


 من يقرأ التقرير سوف يلحظ بوضوح أنه يخلط بشكل مستمر وشبه متعمد ما بين "الإسلاميين" و"الراديكاليين" و"المتطرفين"،ولكنه يطالب بدعم أو خلق تيار "اعتدال" ليبرالي مسلم جديد أو Moderate andliberal Muslims ، ويضع تعريفات محددة لهذا " الاعتدال الأمريكي " ، بل وشروط معينة من تنطبق عليه فهو " معتدل " - وفقًا للمفهوم الأمريكي للاعتدال، ومن لا تنطبق عليه فهو متطرف.


ووفقًا لما يذكره التقرير، فالتيار (الإسلامي) المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي :


  1 - يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.


  2 - يؤمن بحرية المرأة في اختيار "الرفيق"، وليس الزوج.


  3 - يؤمن بحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة.


 4 -  يدعم التيارات الليبرالية.


  5 - يؤمن بتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي" - يصفونه بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور (!) - وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه " التيار الوهابي ".


 ويلاحظ هنا أن التقرير يستشهد بمقولة لدينس روس المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط يتحدث فيها عن ضرورة إنشاء ما يسميه (سيكولار– secular - دعوة) أو (دعوة علمانية) ! ، والمقصود هنا هو إنشاء مؤسسات علمانية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات الإسلامية ، سواء كانت قوافل طبية أو كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها.


هذا جزء من التقرير الذى يؤكد على معايير الاعتدال المطلوبة فى التيار الاسلامى منوجهة نظر أمريكية


وهومقدمة السؤال الذى نتوجه به للقوى الليبرالية والعلمانية فى مصر هل أنتم مع ماتوصل اليه تقرير مؤسسة راند أم لا ؟! وهل أنتم تطبقون هذه المعايير أم لا؟


الدراسة تضع 11 سؤالاً لمعرفة ما هو تعريف (المعتدل) - من وجهة النظر الأمريكية - وتكون بمثابة اختبار يعطي للشخص المعرفة إذا كان معتدلاً أم لا ؟. وهذه المعايير هي :


  1 - أن الديمقراطية هي المضمون الغربي للديمقراطية.


  2 - أنها تعني معارضة "مبادئ دولة إسلامية".


  3 - أن الخط الفاصل بين المسلم المعتدل والمسلم المتطرف هو تطبيق الشريعة.


  4 - أن المعتدل هو من يفسر واقع المرأة على أنه الواقع المعاصر، وليس ما كان عليه وضعها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.


  5 - هل تدعم وتوافق على العنف؟ وهل دعمته في حياتك من قبل أو وافقت عليه؟.


 6 -  هل توافق على الديمقراطية بمعناها الواسع.. أي حقوق الإنسان الغربية (بما فيها الشذوذ وغيره)؟.


  7 - هل لديك أي استثناءات على هذه الديمقراطية (مثل حرية الفرد في تغيير دينه)؟


 8 -  هل تؤمن بحق الإنسان في تغيير دينه؟.


 9 -  هل تعتقد أن الدولة يجب أن تطبق الجانب الجنائي من الشريعة؟ وهل توافق على تطبيق الشريعة في جانبها المدني فقط (الأخلاق وغيره)؟، هل توافق على أن الشريعة يمكن أنتقبل تحت غطاء علماني (أي القبول بتشريعات أخرى من غير الشريعة)؟.


  10- هل تعتقد أنه يمكن للأقليات أن تتولى المناصب العليا ؟ وهل يمكن لغير المسلم أن يبني بحرية معابده في الدول الإسلامية ؟.


 وبحسب الإجابة على هذه الأسئلة سوف يتم تصنيفه هل هو معتدل ( أمريكيًّا ) أم متطرف ؟!


ويذكر التقرير ثلاثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم الإسلامي، وهم :


 (أولاً) : العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدور للدين.


 (ثانيًا) : "أعداء المشايخ".. ويقصدبهم هنا من يسميهم التقرير " الأتاتوركيين " - أنصار العلمانية التركية -وبعض " التونسيين " .


(ثالثًا) : الإسلاميون الذين لا يرون مشكلة فيتعارض الديمقراطية الغربية مع الإسلام.


 ثم يقول بوضوح إن التيار المعتدل هم من : يزورونا لأضرحة، والمتصوفون ومن لا يجتهدون


 انتهى الاقتباس من نصوص الدراسة التى صدرت منذ أربع سنوات والسؤال ماهى علاقة نتائج هذه الدراسة بالتحالف الذى ظهرت بوادره بالخبر المنشور فى جريدة الدستور سالف الذكر !وهل هذا يعتبر كشفا للمستور أم أنا لأمر واضح لا يجهله إلا مسطول !


صندوق الشكاوى


تحت نفس العنوان "كشف المستور" جائتنى وثائق ومستندات تخص للأسف أطباءمسئولين فى مديرية الصحة بمحافظة البحيرة – المحافظة المنكوبة بمسئوليها منذ سنوات طويلة - وهذا الأمر أضعه بين يدى الوزير الثائر دكتور عمرو حلمى الذى تعرفنا عليه أستاذا عالما فى تخصصه يقول كلمة الحق ويعارض الاستبداد وقد منحه الله فرصة مطاردة الفساد فى وزارة الصحة وما أكثره !! تقول المستندات التى سنقدمها له لو طلبالإطلاع عليها وذلك قبل أن يفلت عيار الغضب الذى تملك كل موظفى المديرية بسبب سيطرة نمازج سيئة من فلول الحزب الوطنى المحظور الذى أنشأ الفساد ورعى منفذي هو أسبغ عليهم الحماية لسنوات طويلة حتى فشلت تلك الحفنة فى أن تتطهر أو تعلن توبتها أو تغير من سلوكها أو تكبح جماح طمعها فثار عليها المظلومين ! فماذا قالوا ؟ أنت حايلا يتم وفسادا يقع فى تعيين مستشارين لا لزوم لهم  يحصلون على مكافأت لا حق لهم فيها طبقا للقانون! وتوزيع مكافأت بمبالغ كبيرة لبعض العاملين وحرمان الأغلبية من حوافز صندوق الخدمة الذى بلغت حصيلة إيراداته من بند واحد (إجراء الفحص الطبى للراغبين فى الزواج) أكثر من 3،5 مليون جنيه ونظرا لأن القرار الوزارى ترك وضع قواعد التوزيع لمدير المديرية واعتمادها من المحافظ !!! فقد ولف السيد المستشار القانونى للمديرية تقسيمة لاترضى الله بل ترضى وكيل الوزارة والمسئولين المرضى عنهم ناهيك عن الأطباء والعاملين الذين لاحق لهم أصلا إلا الفتات !! نداء أخير لوزير الصحة نظف وزارتك لأن مجهودك لن يشعر به أحد أو كما يقول أهل الصوفية " التخلية قبل التحلية"


-----------------------


استاذ جامعى ونائب سابق وقيادى بحزب الحرية والعدالة

 g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق