قذائف الحق (2)...الطابور الخامس

الى كل المثبطين لأمال الشعب المصرى فى حياة كريمة بعد 25 يناير ، الى كل الرافعين لأعلام الخوف والفزع من الغد ، الى كل الداعمين لإثارة الفتن بين أبناء الشعب المصرى الواحد ، الى كل المتأمرين على أمن مصر واستقرار المصريين ، الى كل الناشرين لأخبار الفزع والتهديدات  كى يشعر الشعب المصرى بالندم على فوات أيام كانت أسود من قرن الخروب  نقول لهم موتوا بغيظكم ! فلا التهديدات تنفع ولا التفزيع يصلح ولا الفتن تدوم  ! وليعلم هؤلاء الذين وزعوا الأدوار بينهم بترتيب أو بدون ترتيب لحرمان الشعب المصرى من الفرحة بثورته التى لا مثيل لها فى التاريخ القديم أو المعاصر أن جهدهم سيتناثر فى الهواء تزروه الرياح لأن ما بنى على باطل فهو باطل هذا أولا ، ثم لأن الشعب المصرى الذى تكلموا باسمه كثيرا -وهم لا يعبرون عنه بل عن مصالحهم فقط - قد استرد وعيه وشجاعته ورغبته فى التغيير فلن تؤثر فيه تلك المحاولات اليائسة البائسة لهولاء الذين يلعبون دور الطابور الخامس الذى يخدم أعداء الأمة بدءا من إبليس اللعين الى الصهاينة المجرمين وعملائهم من النظام المخلوع ! وعلى كل من كان مرتبطا بهذا النظام أن يعيد تدوير نفسه مرة أخرى إن لم يكن ممن شاركوا فى الفساد والإفساد وباب التوبة مفتوح ليرى الله منهم صدق الملجأ وليرى الشعب منهم حسن الأداء تكفيرا عما اقترفوه ضد مصالح هذا الشعب العظيم  ولعل من نافلة القول بدلا من التفصيل فى مسلك هؤلاء الكارهين لحرية الشعب المصرى ولحقه فى العدالة والكرامة الانسانية أن نستعرض عددا من الثوابت التى حققتها ثورة 25 يناير فى المجتمع المصرى منها


أولا أن النظام البائد الفاسد المفسد المستبد قد ولى بكل رموزه بفضل الله ولن يعود مرة أخرى


 ثانيا أن مصر قد استعادت دور شعبها فى المعادلة السياسية التى أبعد عنها منذ عشرات السنيين فقزمت دور مصر وأهانت كرامة المصريين


  ثالثا  أن هوية مصر لم تكن فى يوم من الأيام محل خلاف كما حدث عقب الثورة لرغبة البعض فى اختطاف مصر من تاريخها وأمتها لكن بفضل الله تجاوزنا هذه المرحلة لتظل مصر تحمل الاسلام باعتداله ووسطيته وريادتها لكل العالم العربى والاسلامى بما تقدمه من فكر وأداء ونموزج يبهر العالم كله


 رابعا أن صندوق الانتخابات الآن هو الفيصل فى تولى المسؤليات فى مصر تحقيقا لاستعادة الشعب المصرى دوره كمصدر للسلطات


خامسا أن مصر لن يتم بنائها وتنميتها فى مستقبل الأيام إلا بالتوافق العام بين كل أبناء الشعب المصرى بنفس القدر الذى تم فى ميدان التحرير وتنزل بسببه نصر الله على المصريين مما يؤكد أنه ليس فى مقدور احد كائنا من كان أن يبنى مصر ويحافظ على وحدتها ويحقق ريادتها بمفرده وأن الخلاف والتحزب وإثارة الشكوك فى المسلمات التى ينبغى أن نجتمع عليها تؤخر تحقيق الأهداف وإنجاز المأمول


 سادسا أن خارطة طريق استعادة مصر الى حكومة مدنية بعيدا عن العسكر الذين نكن لهم كل الإحترام على الدور الذى اختاروه لأنفسهم منذ بداية الثورة لينشغلوا بتأمين مصر من أطماع الأعداء خارج مصر قد تحددت وعلينا السعى لتنفيذها وسط إجماع لا فرقة فيه


 تلك هى فى عجالة بعض الثوابت التى ترسخت بفضل الله طوال الشهور الستة الماضية عسى الله أن يكفينا شر أنفسنا لتسلم مصر من كل كيد وليحفظها رب العالمين بحفظه اللهم آمين  


دكتور محمد جمال حشمت

استاذ جامعى وبرلمانى سابق

27 أغسطس 2011م

إضافة تعليق