كل عام ومصر أعز وأكرم

أجمل مافى العيد إحساسنا بالحرية وتفاؤلنا بالمستقبل بعيدا عن الظلم والفساد والاستبداد بعيدا عن الوجوه الكالحة التى ظلت تطل علينا أكثر من خمسين عاما ، أجمل مافى العيد إن شعوبنا العربية عرفت طريقها للحفاظ على العزة والكرامة وحماية معتقداتها وثرواتها وكان لمصر فضل السبق مع تونس ، أجمل مافى العيد أنه جاء بعد أن فشلت كل محاولات إثارة الفتن بين اتجاهات وتوجهات الشعب المصرى وما علينا إلا الانتباه الشديد فى الأيام المقبلة لعلهم يعاودون الكرة مرة أخرى فمصر ستبقى مستهدفة من الداخل والخارج  ولن ينجيها إلا توفيق الله لشعبها كى يبقى يدا واحدة تستعصى على الفرقة والخلاف أما الاختلاف فهى سنة كونية يتم بها التدافع لإعمار الأرض ولاحرج فيها طالما لا إهانة ولا تخوين فيها  ، أجمل ما فى العيد جمال العيد بعد تمام العبادة فى شهر رمضان عسى الله أن يتقبل منا ومنكم


ما بعد العيد!


سيناريو ما بعد العيد يجب أن تتوافق عليه كل القوى الوطنية المتصدرة وأن يحظى بالقبول الشعبى حيث تتضح معالم خارطة الطريق الى دولة المؤسسات فى مصر وهو واجب الوقت حتى يمكن السيطرة على الشارع المصرى المنفلت بفعل الفلول والبلطجة وهى الخطوة الأولى لإتمام انتخابات برلمانية أمنة وضمان أمنها الأكبر حركة الناخبين الجادة نحو الصناديق تلك التى تعيد للشعب حقه كمصدر للسلطات .


القضاة واستقلالهم


يحزننى ويحزن كل مصرى محب لوطنه أن تعلو أصوات الخلاف بين القضاة وكل يدعى وصالا باستقلال القضاة وقد اتضح أن دوافع شخصية هى التى تحرك البعض تخفيا وراء نصوص قوانين ولوائح لكن حجم الكيد والتشويه للأخرين تفضح النوايا فهل من موقف جماعى يحسم تلك الخلافات؟ لقد وقف قضاة الاستقلال وقفة مشهودة ضد الظالم وفى عنفوان دولة الظلم والفساد وهو ما يحسب لهم فى وقت صمت فيه الأخرين وتم استخدام بعضهم لتأديب قضاة الحق والاستقلال ولا يجب أن ننسى تلك المواقف التى هى بمثابة كلمة حق عند حاكم جائر .


الجامعات بين الثورة والقانون


كانت كل المطالب التى أرادها المصريون من دعوتهم للنزول يوم 25 يناير تركز على التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ولو ملك النظام البائد أمره وحكم عقله بعيدا عن الغباء المتحكم فى أدائه لاستطاع أن يقدم ماقدمه فى منتصف الطريق بعدما سالت دماء المصريين وأحدث استجابة أطالت فى عمره ولكنا نريد والله يفعل ما يريد ! فتغابى وأهدر الدماء وتعامل بعنف فارتفع سقف المطالب حتى طالت رأس النظام بل والنظام كله ! ولأن الثورة لم يكن لها قائد سوى أهدافها التى أجمع عليها كل المصريين فقد نجح التوافق والتقارب بين كل أبناء الشعب لكن فجأة انضمت رأسا للثوار كان لها موقفا مشهودا شريفا كريما تلك هى القوات المسلحة فصار القرار ليس بأيدى الثوار وأصبحت الإدارة فى يد من لم يبدأ الثورة وهنا حدث البطء فى تحقيق أهداف الثورة ولم تكن القرارات على قدر أمال الثورة التى جاءت لتغيير نمطى قوى فى شكل الأداء والسياسات والأفراد التى أساءت لمصر طوال عشرات السنيين ! حتى صارت المليونيات والمظاهرات هى المتنفس الوحيد للثوار لمتابعة تحقيق أهداف الثورة ! تلك هى الإشكالية التى تواجه الجامعات المصرية بعد استجابة بدت من مجلس الوزراء لإقالة كافة القيادات الجامعية بمرسوم ثورى أكثر منه قانونى ثم تراجع أيضا من الوزارة لإجراء الانتخابات فقط فى الأماكن التى شغرت بخروج أصحابها المعاش أو انتهاء مدة رئاستهم إعلاءا للقانون بعيدا عن روح الثورة التى طالبت ببدء صفحة جديدة تتساوى فيها الرؤوس ! والحقيقة أن هذا الإضطراب الحادث فى عقل مجلس الوزراء وغموض المجلس الأعلى يجعلنا نتسائل هل نحقق أهداف الثورة بشكل قانونى أم نطبق القانون بروح الثورة ؟! أيها الفضلاء لن يحدث انسجام بين قيادات فى جامعة واحدة أو كلية واحدة أحدهما منتخب والأخر معين من نظام سابق تم خلعه بإرادة شعبية حقيقية ! أعيدوا النظر وتواصلوا مع أساتذة الجامعات لضمان بدء عام دراسى جديد المفروض أن يكون نقطة فارقة فى التعليم الجامعى والبحث العلمى بعيدا عن العناد أو رأى المستشارين فقط !


صندوق الشكاوى


أولا : بكل التقدير اتصل بى وقابلنى الأستاذ الدكتور عميد معهد الخدمة الاجتماعية بدمنهور بعد المقالة الأخيرة لتوضيح أمور وقد فند لى كل ما جاء بالمقالة  وقد وعدته أن أنشر رده عندما تأتينى مستنداته وقد وعدنى بأن كل كلمة قالها لى لها مستندها وها أنا مازلت فى انتظار مستندات البراءة رغم أنى نشرت جزءا يسيرا من مستندات الاتهامات ! ويسعدنى كثيرا ظهور الحقيقة وإن كنت افضل دائما أن تنتهى مشاكل الجامعات فى مواجهات على مائدة الحوار بين جميع المشاركين فى العملية التعليمية والإدارية والفنية ولعل ذلك يكون النهج الجديد بعيدا عن التراشق بالاتهامات التى قد يكون حق لكن دوافعه شخصية فى بعض الأحيان ! دعونا نفتح ملفات الماضى لإيجاد حلول منطقية ترفع من شأن الصالح العام ومصلحة شعب مصر ودعونا - بالمراقبة الجادة والعمل المتواصل والشفافية وحسن التواصل - لا نفتح ملفات جديدة فى المستقبل فمصر تحتاج كل جهد ووقت يستنفذ بغير حق وبلا طائل وتفهموا جيدا نداء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينادى على أصحابه عند وقوفهم بين يدى الله تبارك وتعالى " لينوا فى أيدى إخوانكم واستقيموا يرحكمكم الله" ونحن أولى بهذه المعانى ونحن فى معترك الحياة فهل من مدكر؟


ثانيا: وصلت ملفات مشروع شركة ال بى بى البترولية على ساحل أدكو ورشيد وملفات مشروع الرصف الانتاجى بمحافظة البحيرة وتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وغيرها كثير الى أيدى السيد المهندس محافظ البحيرة الجديد وقد علمنا عنه فى الفترة القصير خيرا وننتظر منه حسما فقد طال وقت المواءمات والحلول المؤقتة التى تبقى على من أفسد وتمتع بأموال المصريين بغير وجه حق ونسأل الله له التوفيق


دكتور محمد جمال حشمت

استاذ جامعى وبرلمانى سابق وقيادى بحزب الحرية والعدالة

30أغسطس 2011م

إضافة تعليق