فلنحرس كنائس المصريين وأهلا بالأمريكان!!

نحن نصدق ما قاله البابا شنودة والمجمع الكنسى المقدس بان هناك من تسللوا داخل مظاهرات الأقباط واندسوا واستعملوا العنف ضد قوات الأمن ولكن السؤال من سمح لهم إذا كانت المظاهرات مرتب لها ومعلوم من فيها للمنظمين ! فمن سمح للأغراب بالتسلل داخل صفوف المسيحيين المتظاهرين والسؤال الثانى الذى يجب أن يجاب عليه هو ما تم تصويره لأحد القنوات الفضائية حيث صورت تصريحات للقس ( تقريبا فلوباتير) فى بداية المظاهرة وسب فيها محافظ أسوان وهدد بضربه بالجزمة وتحدث بثقة زائدة جعلته يهدد بموته موته شنيعة! مع إنذار للمشير لبناء الكنيسة وإقالة المحافظ خلال 48 ساعة !!! وللأسف لم تمر حتى حدث ما حدث ! نحن نصدق ما قيل من تسلل البلطجية والفلول لكن ما دور هذه التصريحات التى لم يحاسب صاحبها حتى الآن فى إثارة المصريين المسيحيين رغم أن القضية معروضة على النيابة فى أسوان والكل ينتظر قرارا بالحق ولصالح صاحب الحق ! دعونا نخطو خطوة جديدة حول ردود الأفعال الخارجية لأنها الأخطر وكأنها تنتظر شرارة تنطلق من الداخل !!

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى اتصال هاتفى لـ"سى إن إن"، نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر.

أضافت كلينتون: "نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر".  اليوم السابع الأحد 9 اكتوبر ! وقد نفت السفارة الأمريكية هذا العرض ! وعلى كل الأحوال فقدوم الأمريكان سيتم التعامل معه على أنه غزو واعتداء على أراضى مصرية ولن يسمح به أى مصرى حتى المسيحيين !

اليوم السابع فى تغطيتها للأحداث ساعة بساعة ذكرت الموقف دون تفريق بين المسيحيين الأصلاء الذين يرفعون أصواتهم بشكل سلمى ويمارسون حقا لهم وبين المندسين فى صفوفهم الذين أثاروا قوات الأمن واعتدوا عليها  حيث ذكرت بالنص "

قام الأقباط المتظاهرون أمام ماسبيرو برشق قوات الأمن والشرطة العسكرية ومدرعات الجيش بالحجارة، وحاول شباب من الأقباط التعدى على رجال الشرطة العسكرية بالسيوف والخناجر والسنج.

وقام بعض الأقباط عقب مسيرة لهم من دوران شبرا إلى ماسبيرو بمحاولة حرق سيارتين للشرطة العسكرية، أثناء محاولة تفريق المتظاهرين ومنعهم من مواصلة حرق السيارات التابعة للجيش، وقام الشباب القبطى بضرب رجال الأمن واختراق الحواجز الأمنية، وتفرق المتظاهرون إلى منطقة التحرير ووسط القاهرة . واصل آلاف الأقباط والأهالى اشتباكاتهم خلال المسيرة التى انطلقت من دوران شبرا عصر اليوم الأحد، فى طريقها إلى ماسبيرو، وأشعل عدد من الأقباط مدرعة تابعة للشرطة العسكرية، فور وصولهم إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون"انتهى .

هذا العرض يعيد علينا أهمية دور العقلاء فى وأد الفتنة ورفضنا التام لأى أحداث عنف تراق فيها دماء بريئة لمصريين حركهم حبهم لدينهم ولاشك أن التحقيق المطلوب ليس فقط من النيابة العسكرية والمجلس القومى لحقوق الانسان ولكن أيضا من الكنيسة المصرية والمجمع المقدس  لمعرفة كيف تسلل هؤلاء المجرمون المندسون ؟ وهل هم من تم القبض عليهم أم أنهم فلتوا بجريمتهم ؟!

البعد الأخر هو رد فعل الحكومة المصرية التى صرح رئيسها بأن ما حدث كان مدبرا فى إطار خطة لتفتيت مصر حيث اكد الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أن الأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة ماسبيرو مساء أمس، الأحد، خطة مدبرة لإسقاط الدولة وتفتيتها، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأى عاقل ومخلص لهذا البلد أن يتصور أن الاستمرار فى هذا العبث سيعود عليه أو على الوطن بالنفع، قائلاً: "هذه اليد العابثة لا بد أن تقطع". اليوم السابع والسؤال هنا ما هى الإجراءات التى اتخذتها حكومة شرف مع علمها بخيوط المؤامرة ؟ وكيف حصنت الوطن من اشتعال فتيل البدايات ؟

إلا أن الأمر لم يستمر غموضه فترة طويلة حيث صرح  أحد قيادات القوات المسلحة بتصريح خطير ليوضح المؤامرة ومن ورائها للمرة الأولى التى توجه فيها مثل هذه الاتهامات لقوى دولية مارست فرض إرادتها على مصر عشرات السنين بواسطة الرئيس المصرى المخلوع – أذله الله – فقد  كشف اللواء فؤاد يوسف فيود، المستشار العسكري بإدارة الشئون المعنوية، أن القوات المسلحة ممثلةً في المجلس العسكري أحبطت مخططاتٍ أمريكيةً لفرض التدخل الأجنبي في شئون البلاد حوالي 3 مرات منذ ثورة 25 يناير، لافتًا إلى أن أحداث ماسبيرو إحدى هذه المحاولات (إخوان البحيرة)!!

دعونا الآن نرصد كيف تفاعلت بعض القوى الداخلية مع الحدث المفجع فقد تناول بعض قيادات اليسار – فريدة الشوباشى فى الجزيرة مباشر مصر- الأمر تحريضا على الاسلاميين متذكرة واقعة قطع الأذن وإقامة الحدود وهو مالم يثبت فى حق أحدا من السلفيين أو من الإسلاميين !كما شككت فى كل شئ وأثبتت فشل الجميع فى التعامل مع كل أحداث الفتن بمعلومات بعضها مغلوط وناقص فى محاولة لتأكيد حالة العداء الاستراتيجية مع الاسلاميين المنتشرين فى كل ربوع مصر !! كما لم يثبت أحدا ظهور الاسلاميين فى مظاهرات الأمس وخلال الاعتداءات التى تمت مع قوات الأمن ! والحمد لله أن أحدا من المندسين لم ينتبه لتمرير اثنين أو ثلاثة ممن يطلقون لحاهم لإثارة الشبهات وتأجيج نار الفتنة !! وحتى بعض المحامين المسيحيين وجدوا أنها فرصة لتضخيم دورهم وتبيان حرصهم على حماية المسيحيين حتى لو ولعت البلاد وخسر الجميع !

 وأعتقد أن محاولات كل هؤلاء سوف تبوء بالفشل فالنسيج المصرى أقوى من افتعال الأزمات وأعصى عن الاستجابة للتحريض العلنى الواضح بل ولأن المتطرفين فى اى مكان قد أتضحت رؤيتهم وتحددت أدوارهم وعلمت أسماؤهم وصار تصديقهم نوع من المخاطرة التى لا ينبنى عليها عمل فى صالح المسيحيين أو فى مصلحة مصر ! فلن تفلح محاولاتهم ! ولأن المرحلة التى تمر بها مصر تحتاج لحالة من الصبر والاحتمال من كل المصريين مسلمين ومسيحيين حتى تستقر و تتشكل مؤسسات الدولة التى هى أقدر بقوة انتخابها من الشعب  فى اتخاذ قرارات قوية تأد الفتنة فى مهدها وتشرع قوانين فاعلة تحقق العدل وتحفظ الحقوق فتهدأ النفوس ويتوقف مسلسل الإحساس بالغبن وهو أشد وأصعب ما يلقاه مواطن فى وطنه !

هنا أتقدم باقتراح محدد بإعادة تشكيل لجان للوحدة الوطنية فى كل منطقة لحماية الكنائس والمساجد واخرى شعبية لحماية الممتلكات والمنشأت حتى ولو من العاملين فى كل مؤسسة ولن يتأخر أحد من المصريين فى مد فترة وجوده فى مناوبات خاصة مع دخول الانتخابات ورغبة البعض فى إثارة الفوضى وكما صرح المسئولون المدنيون والعسكريون  بوجود مخطط من صنع أعتى أجهزة المخابرات الكارهة لمصر والمتآمرة على أمنها واستقرارها فهل من مجيب؟ فلنحمى نحن المسلمون  كنائس مصر وليشارك المسيحيون فى حراسة المساجد وليتشارك الجميع فى حراسة مصر لتعود روح ميدان التحرير مرة أخرى وهى القادرة على  وأد الفتن وإخراس المغرضين فى الداخل وتيئييس المتأمرين فى الخارج!!

رحم الله شهداء المصريين فى كل وقت وكل حين ، ونحن نطالب بإعلان تفاصيل التحقيقات وتنفيذ القانون على كل من أخطأ والقصاص من كل قاتل حماية لدماء المصريين التى هى أغلى من كل شئ على ارض مصر ! فلتسلم مصر من كل سوء وليحيا المصريون أعزاء كرماء متحابون وحسبنا الله ونعم الوكيل


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى وبرلمانى سابق

11 أكتوبر 2011م

إضافة تعليق