قذائف الحق (10)

اعتاد رجال نظام مبارك المخلوع على التعامل مع الشعب المصرى بأسلوب البلطجة وهو نمط فى التعامل مارسه الجميع مهما كان مستواه وزيرا أو خفيرا فالبلطجة ونظام الاستعباط كان هو الحاكم فى سلوكهم باعتبار أنه لا فضل لأحد على النظام أو رجاله حتى النواب منهم كان التزوير كفيلا بقطع كل صلة بينهم وبين ناخبيهم الذين لم يتحرك أغلبهم أو لم يمنحهم أحد منهم صوته ! وكانت القوة الأمنية التى تغولت فى عهد النظام البائد تمثل حائط صد لحماية هذه النمازج المشوهة من المسئولين من الرافضين والمقاومين لنهج هذا الأسلوب المتخلف الذى يمثل عارا ويؤكد ضعف من يلجأ اليه !! 

وعلى ذلك كانت النيابة عن الشعب الذى لم يفوض احدا من هؤلاء تمثل منتهى الأمانى لهم والوسيلة الوحيدة التى تجعل الرويبضة منهم ذو شأن ومقام وسط الغلابة من شعب مصر ! بالمناسبة الرويبضة هو الرجل التافه يتكلم فى أمور الناس العامة ! وكانت عضوية المجلس نوع من الاستثمار يدفع للحزب ومسئوليه كى يتم ترشيحه ( وفى الفترة الأخيرة كان الدفع يتم والاستبعاد أيضا يتم !!)  ثم يستثمر بعد ذلك النائب نفوذه فى استعواض ما تم صرفه والخاسر الوحيد هو أيضا الشعب المصرى ! لذا بنظرة سريعة لمرشحين الفلول تجد معظمهم من المضطريين لخوض الانتخابات لحماية ماتبقى من نفوذهم وكل فلوسهم حيث انهم مازالوا يملكون الملايين والمليارات !! وأن من تنحى ولم يقبل الترشيح منهم إنما هو إما عاقل أو عاد اليه رشده بعد صدمة الثورة التى لم يكن أحد يتوقعها أو مغلوب على أمره كان يدخل فى البرلمان كمالة عدد لزوم الموافقات والتصفيقات ! 

وكان الجميع يمارسون استعلاءا وكبرياءا لا مبرر له إلا نقص فى النفوس كلما ازداد ما يملكه من فلوس !! لقد كانت المناصب فى عهد مبارك الفاسد المفسد المستبد حماية من الملاحقة والمحاسبة وتألها على عباد الله  وقد آن لهذه المنظومة أن تختفى من حياتنا بعد الثورة ، لقد وجب أن يدرك كل مسئول فى مصر بداية من رئيس الجمهورية حتى أصغر مسئول أنما هو فى منصبه لخدمة الشعب المصرى ليسهل عليه حياته ومعيشته ليحميه من نوائب الدهر وظلم الظالمين وليحافظ له على حقوقه  ! وليس كما كان ومازال حتى الآن أنه الأفضل والأحق بالمنصب وصاحب الحكمة والرؤية الصائبة وهو من يفهم وغيره لايفهمون !! 

آن الآوان أن يدرك كل مسئول ونائب يتم اختياره فى انتخابات حرة نزيهة أنه جاء فى موقعه ليخدم الشعب ومن هنا أقترح أن ننشر هذا المصطلح على النواب المنتخبين ليكونوا" خدام الشعب" بدلا من نواب الشعب وهو ما سيجعلهم يدركون حقيقة مهمتهم كلما شعروا بأنفسهم أو تعالوا على ناخبيهم المحترمين أصحاب الحقوق ومصدر سلطانهم! فلتكن من الآن حملة تحت اسم " خادم الشعب" بدلا من نائب الشعب عسى أن يدرك المخلصين حقيقة مهمتهم ويحسم الشعب قضية التخلص من الفلول المصرة على حماية ما سرقوه طوال أكثر من ثلاثين عاما بترشحهم فى الانتخابات الحالية اللهم بلغت فاللهم اشهد


دكتور محمد جمال حشمت

22 اكتوبر 2011م

إضافة تعليق