المرحلة الثانية ووقود الحرية الحقيقية!

مرت المرحلة الأولى من الانتخابات وقد نال الاسلاميون والليبراليون نصيبهم من الأصوات التى ورغم بعض المخالفات إلا أنها كانت تعبر عن إرادة الشعب المصرى بعيدا عن توبيخ بعض النخبة للشعب المصرى الجاهل غير المثقف الذى لا يجيد فن الاختيار ويحتاج الى فترة كى يتم تأهيله للممارسة الديمقراطية الحقيقية !!! وهو نفس الكلام الذى كنا نسمعه من نظام مبارك المخلوع طالما أن فرص الاسلامييين هى الأكبر ! لكن تتبقى بعض الملاحظات التى تستحق إعادة نظر من اللجنة العليا والمجلس العسكرى منها ما طالبنا به مرارا وهو فرز النتائج فى اللجان الفرعية بدلا من تتضييع الوقت والصناديق احيانا ! وهو ما تم رفعه للمجلس الأعلى وحق عليه أن يستجيب لرغبة المختصين بالعملية الانتخابية ! أيضا وقف الحملات الدعائية التى تتم من القنوات الفضائية ضد أحزاب بعينها تلميحا وتصريحا بعد انتهاء الوقت الرسمى للدعاية وهو ما يستوجب من المرشحين اتخاذ إجراء قانونى لمحاسبة الإعلاميين وضيوفهم الذين يسخرون او يقذفون الأحزاب الاسلامية وغيرها بتهم مزورة لا صحة فيها على الإطلاق تشويها أو تفزيعا ومن أسف أن البعض يعرض نفسه عدوا كارها لتيار بعينه بلا أى مصداقية  مما يعد تحيزا غير مقبول وتأثيرا فى الرأى العام وعلى كل من مارس هذا الخطأ أن يحاسب على فعلته !


نقطة فى غاية الأهمية وجدناها منتشرة فى دمنهور والبحيرة وهى تسجيل ألاف الأسماء من الناخبين فى غير مكان إقامتها فوصلنا من قاطنى حوش عيسى وايتاى  البارود ودمنهور أن أبنائهم مسجلون على غير الحقيقة فى كفر الدوار ! وقد راسلنا السيد مدير الأمن فقال أن مسئولية السى دى الذى تم توزيعه ملقاة على عاتق وزارة التنمية المحلية وما كان للشرطة سوى توزيع هذه الأرقام  على مقار اللجان الفرعية فى كل مكان  ! وهذا خللا من المفروض ألا يكون لأن به شبهة وأعنقد أن من غير الممكن التسليم بكل ما تأتى به الحكومة  ! وهنا اوجه ندائى الى كل المسئولين لتدارك نقل ألاف الاسماء القاطنة فى مكان لتصوت فى مكان أخر وقد فرقوا بذلك بين الأم وابنتها أو الأب وأبنائه !


كان الإقبال الجماهيرى على الانتخابات هو الذى أخرص المرجفون فى المدينة فلم ينالوا خيرا ولا تحقق لهم ما ادعوه ، واليوم تحتاجنا كل مصر من أجل البناء واعتقد أن النزول للإنتخابات هنا سيكون اقوى انشاء الله  وستزداد أعداد المصريين المقدمين على المشاركة الحقيقية  فى بناء مستقبل مصر فى رسالة عميقة المغزى للكارهين للثورة فى الداخل والخارج !


ندين لشعب مصر بكل الحب الذى يلقانا به فى جولاتنا وهو ما يلقى على اكتافنا أعباءا أكثر ومهمة  ثقيلة ما تعودنا عليها أيام المخلوع فلقد كان هدف النيابة وقتها وقف مسلسل العنف والتهييج ضد جماعات العنف فوصل لنا تهديد بالصمت وكشف وفضح الفساد والمفسدين فى كل مكان وكذلك المساعدة قدر الإمكان لتخفيف حدة الفقر والاضطهاد الذى كان يلقاه المواطنين على أيدى مؤسسات فاسدة كما كان هناك دور فى محاولة منع القوانين التى تخالف الشريعة أو تسبب إرهاقا للشعب المصرى كله  ولا تخدم إلا رجال الرئيس المخلوع وابنه وزوجته ! أما نيابة اليوم بعد 25 يناير فهى تختلف جملة وتفصيلا حيث يتم التركيز على قيام ركيزة لدولة مدنية دستورية ديمقراطية تحمى الحريات وتحفظ الحقوق وتحقق الشورى فى ظل سيادة القانون الذى يجعل كل المصريين أمامه سواء ثم نؤسس لعدالة اجتماعية تمنح المصرى حقه فى ثروات بلده وتجعل منه رجلا فارسا بحماية الله عز وجل ثم التأسيس لتنمية حقيقية على كل المستويات بشريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا حتى نصل الى مرحلة الريادة التى بها ينعم المصريون ويقدمون أنفسهم نموذجا يتم الاقتداء به


لذا فنحن نأمل من الشعب المصرى أن تجتاز الأرقام التى ستتوجه الى الانتخابات فى المرحلة الثانية تلك التى كانت فى المرحلة الأولى !!! فليشارك كل الشعب المصرى فى اختيار نوابه ويرسم خطوات مستقبل وطنه دون وصاية من أحد كما أحدث ثورة اهتز لها العالم دون مساعدة من احد ، نسال الله التوفيق لكل مخلص واعى بمهمته   متحمس لها داعين الله  تبارك وتعالى  أن يجنب مصر شر الفتن وأخطار الفلول وضعاف النفوس لتخرج مصر مهابة الجانب عزيزة النفس قوية الإرادة ان شاء الله


دكتور محمد جمال حشمت

استاذ جامعى ونائب سابق

7 ديسمبر 2011

إضافة تعليق