د. جمال حشمت يكتب : اليس منكم رجل رشيد؟

تساؤلات كثيرة ترد على أذهان المصريين لماذا كلما اقتربنا من الاستقرار وبدء مواجهة الواقع من غياب أمنى – متعمد – وتكوين مؤسسات شرعية قوية لمصر يحدث بفعل فاعل اضطراب فى مصر تتعدد أشكاله لكنه يتسم دائما بالفوضى والعنف!!


لماذا يتواجد شباب مصرى بشكل دائم فى الميادين دون تحضير أو اتفاق أو هدف واضح !؟ فلقد تعددت حوادث اختراقهم والتحرش بهم من قبل البلطجية تارة والباعة الجائلين تارة وأخرين مندسين من جهات مجهولة تعلى من تشددهم أو تثير شغبا يدفع فيه الشباب المصرى الشريف ثمن طهارتهم ورغبتهم فى الإصلاح لغياب الشكل التنظيمى الذى يحول بينهم وبين فوضى الراغبين فى عدم الاستقرار !


لقد قلنا مرارا وتكرارا أن الانتخابات البرلمانية هى البداية الحقيقية لاسترداد حقوق الشهداء والمصابين وهى الوسيلة التى تؤكد على أن الشعب المصرى قد استرد دوره فى رسم مستقبله وهو من اليوم الذى تنجح فيه الانتخابات قد صار مصدرا للسلطة !


فمن له مصلحة فى إفساد الانتخابات وإثارة الشغب وإراقة الدماء وإصابة الشباب المتبقى والمتواجد فى التحرير ومجلس الوزراء ؟ من له مصلحة فى إسقاط هيبة الدولة عندما تعجز وزارة فى التواجد فى مقرها فى قلب القاهرة اختلفنا أو اتفقنا معها بسبب مباراة كرة قدم يلعبها شباب فى شارع المجلس ؟ ومن المستفيد من الإصرار بالزج بلفظ شباب الثورة والثوار ولاتظاهر فى ميدان التحرير فى كل واقعة دموية قد تترك انطباعا سلبيا لدى المصريين الذين نزلوا فى التظاهرات  وتحرم المصريين من حق أثبت جدواه كلما كان منظما ومهدفا وذلك عندما تجد أن الأمر قد تحول الى ملهاة وفقد قيمته بين شد وجذب واتهامات بالتخوين والتفريط  وإثارة الفوضى وما لذلك من أثر سلبى على الاستفادة من الميدان عند الحاجة اليه !!


أرى أنه قد كان من الأسلم أن تتوحد الإرادات الى المشاركة فى عمل واحد، إن ثبت عدم جدواه فى الحفاظ على الثورة ولم يحقق أهدافها انتقلنا كلنا أو معظمنا الى عمل أخر ووسيلة ثانية لكن الفرقة التى شجع عليها بعض الموتورين الذين لا يجدون عيشا من الناحية الشعورية أو النفسية أو المادية إلا فى مناخ الفوضى يحرضون عليها ويرفضون وهم غالبا العلماء والخبراء والمتخصصون حوار المنطق والعقل وفقه الأولويات لقد ثار هذا الشباب الذى استمر أسابيع طويلة وقد بدا له أن منطق الثائر الدائم والرفض اللازم وإملاء الشروط دون أن يبذل جهدا فى حشد عدد أكبر وتحديد هدف واضح ضاعت فرصة تحقيقه يجتمع عليه الجميع هو السبيل الوحيد للحفاظ على الثورة ولم يدرك ولم يوضح له أحد ممن يستمعون لهم أن لكل مرحلة تصور وطريق وأدوات تختلف لكن الروح واحدة والهدف واضح لا يتغير كى تتحرر مصر من ذل الاستكانة ورغبة البعض فى إفساد فرحة التحول الديمقراطى واستمرار نظام المخلوع بأسماء وأشكال أخرى! أليس فى المجلس الأعلى رجل رشيد يوقف سيل التصريحات التى تثير الجدل وتزيد المخاوف لدى عموم المصريين ؟


أليس هناك من يوقف تعرض الشباب للعنف والقتل والترويع ليفتح حوارا وننهى أزمة يستعملها البعض فى تعكير مزاج الوطن كل فترة بتجديد الأحزان والاعتداء على التاريخ والحجر والشجر! ويحقق عدالة ناجزة لمحاسبة المتورطين فى كل مرة يتم فيها الاعتداء على المصريين وترويعهم ؟ اليس هناك رجل رشيد فى الأحزاب والقوى السياسية تقف وقفة رجل واحد للحفاظ على الشباب والميدان من الانتهاكات الدائمة ؟ اليس هناك  فى الإعلام رشيد يثمن مصلحة الوطن العليا فى الاستقرار بدلا من ممارسة إعلامية مشحونة ضد توجه شعبى بانت ملامحه فى نتائج المرحلة الأولى تحت تأثير ايدويلوجى أو حزبى أو شخصى !


من يرغب فى اشعال مصر بالتقارير المحرضة وأحاديث التوك شو المنحازة والتى تثير الفزع والخوف فى قلوب من يشاهدهم؟ !! أليس هناك رجل رشيد فى اللجنة العليا للإنتخابات لوقف المخالفات والإجراءات التى  لاتتسم بالشفافية فى إعلان النتائج حتى ظننا أن أمن الدولة مازال يمارس نفس الدور بشكل جديد نتائج متأخرة وريبة حول لجنة الفرز فى غياب المرشحين عن المنصة رغم وجود حكم قضائى يلزم حضورهم!!


الشجون كثيرة وكلما هممنا أن نستشعر رحيق الحرية ونستمتع بنتاج الثورة التى حركت الشعب المصرى ليمارس دوره لأول مرة بفرحة تحرك المجرمون والمتربصين فى الداخل والخارج لسرقة الثورة والفرحة من المصريين وفى النهاية على المسئول الأول عن كل ما يحدث والذى يملك القرار والسيطرة وهو المجلس الأعلى العسكرى أن ياخذ دوره لحماية مصر والمصريين


اللهم بلغت اللهم فاشهد

إضافة تعليق