قذائف الحق ... الى القاطنين فى طرة !

ونحن نستقبل عام جديد نراجع أنفسنا عما نكون قصرنا فيه وننشغل بالقضية الرئيسية التى تشغل المصريين المخلصين الآن وهى قضية التوافق والتعاون بين كل فصائل المجتمع السياسية ونحن نبنى مصر بنفس مخلصة ويد قوية وعزيمة صادقة ، وقد مر العام 2011 بما فيه من خير وشر فننشغل بالمؤمرة التى تستهدف استقرار مصر وهنا تتواتر أخبار عن دور فاعل لرجال نظام مبارك المخلوع رغم وجودهم فى سجن مزرعة طرة ! ولعل بقائهم مع بعضهم البعض يزيد من هذا الاحتمال ! وربما حرية الحركة التى تتمتع بها زوجة الرئيس المخلوع بعد الإفراج عنها فى تصرف قانونى غير مبرر حيث تنازلت عن ثروتها فى مقابل الإفراج عنها وهو مالم يعتمد فى التعامل مع بقية العصابة التى استولت على مصر ومقدراتها وثرواتها خلال عشرات الأعوام الماضية ! ومعلوم انها غير ممنوعة من السفر ولا نعتقد أن تحركاتها مراقبة وحتى لو مراقبة فلن يطالها شئ ! هكذا نستقرأ الأحداث!  


والعجيب فى هؤلاء أن أحدا منهم لم يعلن توبته وبراءته من ممارسات العهد الماضى ولم يستطع أحد منهم أن يكون شاهد ملك فى أى قضية متهما فيها مما يعنى أحد أمرين إما أنهم من الإخلاص والشهامة بحيث لن يتخلى احدهم عن ولى النعم الذى مرغهم فى العز والمنجهة طوال عشرات السنين أو أنهم موعودين بإنهاء القضايا المتهمين فيها دون اى جزاءات مبالغ فيها مع صمودهم فى عدم الاعتراف بمكان الأموال التى أودعوها بالخارج !!! ولا أعتقد أنهم مستسلمون أو محبطين فهؤلاء يملكون تاريخا من الاستعلاء والعناد والاستكبار يؤهلهم للموت صامدين !


ولاشك أن هناك أحداثا مرت على مصر ربما تكشفها التحقيقات أو التاريخ عن دور هؤلاء فى التسبب فيها أو ربما نكتشف أنهم هم اللهو الخفى الذى مول وأدار هذه الفوضى التى صاحبت حركة الشباب الثورى فى الميدان رغبة فى تشويه شباب مصر أو إثارة الرعب والحزن والخوف فى ربوع مصر طوال الفترة القادمة لتأجيل حالة الاستقرار التى نعمت بها تونس عندما تحولت من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ! وأسألهم إذا كانوا برءاء ويدعون حب مصر كما كانوا يصدعون أدمغتنا طوال وجودهم على رأس مؤسسات الدولة عشرات السنيين هل فقدتم قدرتكم على قول الحق مرة وتصدقون فى الكشف عمن يقتل المصريين فى شوارع مصر بدم بارد ؟ هل يقبل احدكم احتراق مصر ثمنا لمحاكمتهم ومحاولة الكشف عن حقيقة ما حدث لمصر طوال عهدكم واسترداد حق الشعب المصرى منكم ؟ هل الشهامة والوفاء الذى تدعونه الآن لكبيركم المتمارض ليست صفات أساسية لديكم وإلا كان الوفاء لمصر الأم التى تمتعتم بها كما لم يتمتع أحد مثلكم أولى بقدر من الوفاء وجزء من الشهامة التى تصرون عليها لرئيسكم المخلوع !؟


أيها القاطنون فى طرة وقد أورثكم الله أماكننا لن تفلتوا من العقاب إن شاء الله  فإن لم يتم فى الدنيا فعذاب الأخرة أشد وأنكى وفى هذا علامة من علامات سوء الخاتمة لكم ولزعيمكم وقد نزع الله الملك من بين أيديكم وانتم شهود تتمتعون بموفور الصحة ! ولن تتأخر محاكماتكم أكثر من ذلك ولن تحاكموا أمام محاكمات عسكرية بل محاكمات عادلة مدنية تلك التى بخلتم بها علي معارضيكم وهم البرءاء ! ولن تفلح محاولات إثارة الفتنة التى تديرونها! كما لن تثمر إن شاء الله كل محاولات رجالكم الإعلاميين الذين يؤسسون لإمبراطورية إعلامية تهدف فقط للغواية وتشويه صورة منافسيكم وتفزيع الشعب المصرى وتخويفه من المستقبل الذى يخلوا من وجودكم كم تهدف الى شعور المصريين بالندم على قيام الثورة التى أقصتكم وفضحتكم وسجنتكم لحين الفصل فى قضاياكم باحكام نهائية !


لم ينجح الإعلام الذى فقد مصداقيته لدى الشعب المصرى وكانت بوادر هذا الفشل الحضور الكثيف للمصريين فى الانتخابات البرلمانية رغم كل المجهود الذى بذل لإرعابهم من مجرد النزول للإدلاء بأصواتهم فأخزاهم الله وقدم المصريين المعجزة الثانية التى أذهلت العالم فى عام 2011 بعد ثورة 25 يناير التى اندلعت بلا رأس وأسقطت أعتى الأنظمة الفاشية البوليسية فى 18 يوم بمظاهرات سلمية دفع ومازال فيها المصريين من دمائهم  ثمنا لحرية مصر ولاسترداد كرامة وعزة شعبها وقد انفتح للمصريين فيهما أبواب الأمل فى التغيير الى الأحسن كى ينعمون بخيرات و ثروات بلدهم بعد طول غياب وعذاب وصدق الله العظيم "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون "


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان المصرى

الأول من يناير 2012م

إضافة تعليق