من يرث الحزب الوطنى المنحل؟

هناك إحساس لدى بعض المتربصين بالحركة الاسلامية فى مصر وأحزابها أن من يحوذ الأغلبية سيكون حزبا وطنيا اخر لأنه لم يعاصر غيره ورغم أن وراثة الحزب الوطنى المنحل هى من اختصاص أبنائه الذين شكلوا أكثر من ثمانية أحزاب جديدة لا خبرة لها إلا ممارسات الحزب البائد ولاأداء لها غير ما كان يفعل الحزب الفاسد المنحل ! إلا أن البعض ممن فشلوا فى اكتساب ثقة الناخبين فى الانتخابات الأخيرة وبعض فلول الإعلاميين الذين غسلوا أنفسهم فى برامج الثورة بالقنوات الخاصة  يلحون فى ترسيخ معنى أن حزب الحرية والعدالة صار كالحزب الوطنى البائد وأن أعضائه استعلوا عن الناس واستغنوا عنهم فى محاولة لتشويه صورة الحزب وإدانته قبل أن يبدأ العمل !! وهنا الأمر لا يحتاج الى دفاع مستميت أو تفنيد بل يحتاج الى مواجهة وتكذيب لأنه لا يصح إلا الصحيح ! لكن لماذا الآن صار حزب المخلوع سبة وعار على من ينتسب اليه أو يدافع عنه ! الأسباب كثيرة


1- منها أنه كان حزبا للمصالح وبيزنس رجال الأعمال فقد كانت عضويته هى كلمة السر كى تفتح مغارة على بابا بكل خيراتها لهم !


2- منها أنه  لم يكن يحترم إرادة الشعب لذا لم يكن فى يوم من الأيام فى احتياج اليهم فتم تزوير الانتخابات بشكل دائم وعلى كل المستويات وطبعا شخصيات المرشحين لابد وأن تكون مناسبة لقبول التزوير بل والدفاع عنه وللمهمة القادمة التى تجعل منهم أرقاما فقط لترفع أيديها بالموافقة عندما يطلب منها ذلك !!


3- ومنها أن الأموال التى كانت تدفع لخوض الانتخابات كتبرعات للحزب وأصحابه ليست فوق مستوى الشبهات وكذلك كان – بعد النجاح طبعا – استثمار الفلوس والنفوذ لمزيد من نهب ثروات مصر فى مقابل تمرير التشريعات المطلوب إقرارها استكمالا للديكور الديمقراطى !


4- ومنها كذلك أن أحدا من هؤلاء النواب المزورين لا يملك تاريخا مشرفا ومواقف وطنية حاسمة أو أراءا وقفت أمام الفساد والاستبداد والظلم حتى ولو مرة واحدة فى حياة أحدهم !!! كذلك لم يضار أحدا من هؤلاء - المنتسبون للحزب المنحل - فى ماله أو عمله أو أحدا من أسرته فكلهم مستمتعون  بل وحريصون على التقرب من الفرعون وجنوده !!


5- ومنها أن ممارسات الحزب المجرم لم تقدم خيرا لمصر أو المصريين قط فى يوما ما بل سامهم العذاب وأفسد حياتهم وتسبب فى مقتلهم بالأمراض أو بالحرق أو الغرق أو حوادث الطرق أو السرطانات أو الاكتئاب أو السكرى والضغط والفيروسات الكبدية  بل والأخطر أنه تعمد إفقارهم كى يدوروا فى طاحونة أكل العيش الذى لا يكفى ولا يفى بالحد الأدنى من المعيشة الكريمة تللك هى أسباب العار الذى يحمله كل من ينتسب الى حزب المخلوع !!


 فهل يمكن أن يكون حزب الحرية والعدالة بعد حصوله على أكبر كتلة برلمانية فى برلمان الثورة هو وريث الحزب البائد الوطنى المنحل !!؟


الإجابة طبعا مستحيل لأن حزب الحرية والعدالة جنى أصوات المصريين المتفائلين بوجوده فى الساحة السياسية بعد حرمان طويل من المشاركة نتيجة تزوير الانتخابات وهوبذلك أقوى من حصل على شرعية شعبية فى تاريخ المصريين فى انتخابات اتسمت بالخروج القوى للمصريين وبالنزاهة والشفافية فى ظل إشراف قضائى كامل وتحت مظلة أحكام قضائية واجبة التنفيذ فورا مما اضطر اللجنة العليا للرضوخ لها وتنفيذها !


طبعا مستحيل لأن رجال الحرية والعدالة هم رجال الإخوان المسلمين الذين ذاقوا الأمرين على أيدى الأنظمة التى حكمت مصر كلها رغم اختلاف توجهاتهم !! وقد سجنوا ومات منهم من مات تحت وطاة التعذيب والإهمال وقد نهبت أموالهم وسرقت مشروعاتهم وحرموا من حرياتهم فهل يمكن لمثل هؤلاء أن يحرم أحد من حريته أو يمارسون فسادا أو يقلدون جلاديهم !!؟


طبعا مستحيل لأن رجال الحرية والعدالة والإخوان المسلمين قد تربوا على مائدة القرآن والسنة الشريفة وعلموا أن الدين المعاملة وقد تواصلوا مع الجميع حتى فى ظل أشد الضغوط التى كانت تمارس ضدهم لمنعهم من التواصل مع الحياة العامة وفى ظل إصرار شديد على تشويه صورتهم !


طبعا مستحيل لأن الإخوان شبابا وشيبة رجالا ونساءا  قد خدموا أوطانهم رغم المطاردة والحصار والمراقبة والمنع والحرمان ولم يستطع النظام البائد من منعهم من خدمة أبناء مصر فى كل مكان مما يجعل انتخابهم أمرا طبيعيا بعيدا عن التشبه برجال الحزب المجرم المنحل وقد قالها لى أحد المواطنيين بكل براءة وبساطة " خدمتمونا وانتم أيديكم مكبلة وراء ظهوركم فماذا ستفعلون وأيديكم حرة طليقة ؟!"


طبعا مستحيل لأن أموال الإخوان من جيوبهم شاء أن يصدق من شاء وأبى من أبى ! لذلك هم يدركون قيمة المال الذى جاء من جهد وعرق ويجتهدون فى وضعه فى محله


طبعا مستحيل لأن أعضاء حزب الحرية والعدالة وباقى الإخوان يجتمعون على الخير ومصلحة دينهم ووطنهم وهم قوم عمليون لا يتكلمون كثيرا بل يتحركون كثيرا وسط أبناء شعبهم ويدركون أن الحق والعدل والمساواة هى أركان فى دولة مرجعيتها القرآن والسنة أى أنهم يتعبدون الى الله بذلك ، فكل مواطن له كامل الحقوق دون تمييز لذا لا يعتبرون عضوية حزبهم أو حاملى كارنيه حزبهم أسيادا وغيرهم عبيد أو أنهم يتمتعون بوضع ومعاملة خاصة أو أن على رأسهم ريشة فكل ذلك مستحيل تصوره وعلى من يدعى وراثة حزب الحرية والعدالة لأخلاق وسلوك الحزب المنحل المشين أن يراجع نفسه ليرى كيف تكون أغلبية الحق والباطل ؟ وكيف تتمايز الشخصيات وينطق التاريخ بالحق ليميز الخبيث من الطيب؟


الخلاصة لقد قامت فكرة الحزب الوطنى المنحل على إقصاء الجميع ليبقى هو فى الساحة ! واعتمد على مجهود غيره ليبدوا عملاقا فاندمج مع مؤسسات الدولة وهيكلها ! وحول مصر الى دولة بوليسية كى يفرض إرادته بشكل دائم فى ظل التزوير الدائم للإنتخابات ! واستمرأ فرض قانون الطوارئ لتغييب العدالة والقضاء الحر المستقل ! فهل طالب حزب الحرية والعدالة بإقصاء أحد أو وضع برنامجه على دمج الدولة فى الحزب ؟  هل طالب الحزب بهيمنة بوليسية أو طرح رؤية تؤيد هذا العسف فى مواجهة أبناء مصر ؟ إقرأوا برنامجه وتذكروا من كان يهتف للقضاة فى ظل أحلك الأوقات إن فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله !!؟


أرجو أن يمتنع المفلسون عن ترديد هذه النغمة ويبحثوا عن غيرها فقد نفذ رصيدهم!


صندوق الشكاوى

تحذير من الشعب المصرى ونوابه لحكومة الجنزورى من استمرار غياب الشرطة التى مازال رجال العادلى وعدلى فى المواقع القيادية بالوزارة  يحملون مرارات من الثورة ويحلمون بثورة مضادة تصيب البلاد بفوضى ! وإلا لماذا الصمت الأمنى حتى الآن؟ ولماذا تعليق الضباط والأمناء مع كل بلاغ للشرطة " خللى الثورة تنفعكم " !!!


تحذير أخير من إعادة انتاج الماضى بتولى نفس الشخصيات التى فشلت فى الأداء فى المحليات وتدويرها فى مناصب تحتاج الى عقلية جديدة كى نشعر جميعا بتغيير حقيقى


ورغم أننا نؤمن بالتدرج إلا أننا حتى الآن لم نضع أقدامنا على الطريق الصحيح والذى يشعرنا على الأقل أننا نسير فى اتجاه المستقبل والأمل فى غد أكثر إشراقا ان شاء الله


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان المصرى

11 يناير 2012م

إضافة تعليق