قذائف الحق... صوت الشعب ....والبرلمان!

كنت أول من طالب بتخصيص قناة فضائية لإذاعة جلسات المجلس لضمان الرقابة الشعبية وهى الوحيدة ذات الشرعية والتى يمكن القبول بها بعيدا عن الجمعيات والإئتلافات التى تمنح نفسها قدرا أكبر من حجمها عندما تعين نفسها رقيبا على الأداء بالمجلس !! وفعلا تم تخصيص تردد قناة دراما 2 لتقوم بالمهمة وقد احتكرت هذا البث من داخل القاعة الرئيسية !  

الحقيقة أن هذه القناة والقائمين عليها جندوا كل إمكانات استوديو التحليل فى خدمة اتجاه محدد دون الأخر بشكل عمدى ومستفز أثار معظم من تابع ضيوفها على مدار يومى المجلس  23 و 24 يناير 2012 حتى توالت الاتصالات تسأل أين انتم ؟ فكل الضيوف عينة واحدة من حيث الفكر والرؤية  ولعل بعضهم كان يثير قلقا متعمدا ثم يختفى من داخل قاعة المجلس حيث يتم استضافته مباشرة فى بعض القنوات الفضائية وقناة المجلس "صوت الشعب " تلك التى تمول بأموال المصريين ثم تنحاز الى فئة دون أخرى مما يستلزم مساءلتها حتى لا نعيد انتاج المناخ الاعلامى السابق للثورة الذى كان يسمح لأشخاص أو لأفكار يستأثرون بالتواجد الاعلامى لحساب الأغلبية التى جاءت بالتزوير وغابت عن التواجد الجماهيرى ! واليوم يدار نفس أسلوب الإقصاء لكان لصالح الأقلية زاعقة الصوت وهو ما يجب أن يعاد النظر فيه حرصا على نجاح التجربة  وإقرار لمصداقية الاستديو التحليلى الذى يجب أن يعرض كل الأراء وكل الرؤى الممثلة فى البرلمان !  

الدور المطلوب من الإعلام من داخل مجلس الشعب الذى يضم كل الاتجاهات ومعظم الأحزاب يستلزم شئ من الأمانة والعقل والحكمة فى إدارة الحوار بغرض تقليل الفجوة والتركيز على مصالح الوطن العليا ومصالح المصريين المهملة منذ عشرات السنيين !  ليس لإثارة الخلاف وتأجيج المنافسة وإيغار الصدور وتصعيد الأزمات جريا وراء سبق إعلامى لاقيمة له عندما تسوء التجربة وتفشل المحاولة  فى نقل حالة الميدان التوافقية الى البرلمان مما يوحى بأن الإعلام المصرى مازال فى سبات يعانى من التخلف ويشجع الاستقطاب ويحمل إرثا سوداويا يجب أن يتطهر منه وإلا سيتم ترجمة الجلسات الى معانى تخدم تيارا واحدا مادامت فرصة الظهور مقصورة على رموز هذا التيار دون غيرهم حتى لو سمح للبعض منهم ممن لا خبرة لهم فى الأداء الإعلامى بالظهور مقابل قيادات محترفة ولها وجود إعلامى طاغى !!! صوت الشعب حتى الآن منحاز يحتاج الى مراجعة نرجو أن تكون ذاتية لاستدراك ما فاته من حيادية تجلب الاحترام  والتقدير لدور إعلامى غير مسبوق ما كان له أن يظهر لولا دماء الشهداء ووجود برلمان قوى يمثل كل أطياف الشعب المصرى ! فهل تتم المراجعة ؟ نتمنى ذلك!


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان

29 يناير 2012م

إضافة تعليق