قذائف الحق ... عندما تغيب الحصافة عن الصحافة!

بالخط العريض فى صدر الصفحة الأولى قرأنا وللأسف مازلنا نقرأ تحريضا وإثارة للفتنة فى مصر بعضا منها مثل : الاستبداد فى تشكيل الجمعية التأسيسية سينتج دستورا أعرج لا يعبر عن مصر ، اقتراحات داخل البرلمان بتوزيع غنيمة الدستور بين الإخوان والسلفيين والفتات لباقى الأحزاب (4 مارس) ! الشارع المصرى يعلن الانقلاب على الإخوان ، سقوط مروع لجميع قيادات الإخوان فى نقابة المحامين فى جميع محافظات مصر ، لا يحق للإخوان الحديث باسم الشارع من الآن ! (8 مارس) ! ومن قبل نقرأ مانشيتات يكتبها فرد كاره فيقول : سيناريو الإخوان صورة طبق الأصل لسيناريو مبارك ، مبار كان يعد نجله لخلافته وكان ينكر والإخوان يخططون لتحويل مصر الى دولة دينية وليست مدنية وينكرون أيضا !!! (7 مارس) لكن الأكثر إثارة والأسوأ فى العمل الصحفى المحترف المهنى المحترم هى مانشيتات يوم 6 مارس فقد كانت كالتالى : برلمان 2012 .. وضع يد ، كيف نثق فى برلمان مطعون فى شرعيته أن يقدم دستورا سليما ونزيها ؟ انتخابات 2012 لم تكن نزيهة أو شفافة فمن يقول نعم للإخوان والسلفيين دخل الجنة ومن يقول لا دخل النار .. ألم يكن هذا تزويرا؟ عمليات الإملاء للناخبين لصالح الحرية والعدالة وحزب النور داخل اللجان وخارجها على مرأى ومسمع من الجميع .. ألم يكن هذا تزويرا ؟ مصر على أبواب ثورة ثانية الثورة الأولى أطاحت بالنظام أما الثانية فستطيح بالبلاد !!! والخطورة تزداد عندما يعلن نفس الشخص المتخصص فى كتابة هذه المانشيتات بقوله أن مصر على وشك الخضوع للوصاية الدولية ! أو كما قال  !!!!!! 

والسؤال هنا من أين أتى بهذا اليقين فى إلقاء التهم ودق جرس الإنذار لانهيار مصر واحتلالها وخضوعها لثورة ثانية ؟ وإذا كانت الكراهية لممثلى الحركة الاسلامية تملئ قلوب هؤلاء فلماذا لا يحترم قرائه ويتلمس الموضوعية أو على الأقل يأتى بالبينة على ما يدعيه ولا نطلب منه صدقا فقد يعز عليه ! والسؤال هنا لحساب من ينتهك شرف فصيل وطنى مثل الإخوان قدم الكثير من أجل مصر دون مقابل مغرى رغم كثرة الصفقات! قاوم وبنى قواعد شعبية له فى طول مصر وعرضها فى ظل مطاردة لم تهدأ يوما ما ! ثم ماذا قدم هؤلاء الذين يدعون البطولة وهم يتهمون الإخوان فكأنى ويسبونهم بعد أن شبهوهم بالحزب الوطنى المنحل وقد كانوا يخشونه من قبل ! الحقيقة أن جريدة محترمة مثل الدستور ليست فى حاجة الى تبنى هذا الموقف غير المحايد كأنى أتابع شخصا امتلأ غيظا وغضبا وغيرة من خصمه فكال له تهما مرسله وحرض عليه استهزاءا وتقليلا من قدره لكنه أوهن قرنيه من النطح دون أن يحقق شيئا سوى إثارة الفتنة ونشر الإحباط ورسم صورة سوداء لمستقبل مصر! فمن له مصلحة فى ذلك ؟  لقد تساءلت كثيرا عن مغزى ما يكتب وينشر يوميا ويحمل هذا القدر من الإحباط والتشكيك فى كل شئ تم انجازه! لكن لم أتلق ردا يشفى الصدور فقررت أن أعلن بصوت عال رفضى لهذا النهج البائس فى تلك الفترة الحرجة من حياة مصر والمصريين ولا أدرى كيف يدافع عن نفسه من فعل ذلك !؟ ليس حرصا أو خوفا على الإخوان بل انزعاجا من تصفية حساب معهم على حساب أمن واستقرارمصر !


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان المصرى

10 مارس 2012

إضافة تعليق