قذائف الحق...أفة الإعلام المصرى!!

المقال الذى رفضت جريدة الدستور نشره

كان للإعلام المصرى دورا مزدوجا فى فترة ماقبل ثورة 25 يناير فقد كانت الصحف الحكومية المسماة على سبيل الغش الصحف القومية تميل الى النظام الحاكم تدافع عنه بالحق والباطل وتبرر مصائبه وتروج لفشله على إنها انجازات إلا قليلا من الصحفيين الشرفاء الذين دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية من حياتهم الوظيفية والمالية وقد حذا حذوهم بعض الصحف الخاصة غير واسعة الانتشار التى ظلت تدافع عن النظام البائد سعيا وراء الإستمرار والدعم والمصالح الشخصية ولم تكن الكلمة خالصة لوجه الله أو الوطن وقد ساعد ذلك على تزوير الوعى العام وتشويه المنافسين و فى المقابل كانت هناك بعض الصحف المستقلة التى كانت تنطق بما يعبر عن حالة الغضب التى انتابت شعبا مقهورا و مظلوما يحيا فى ظل نظام مستبد فكانت بمثابة الصمام الذى ينفس حالة الغليان كما كانت شكلا استعمله النظام الفاسد السابق كى يدعى وجود حريات يتمتع بها المصريون منها حرية الصحافة ! أما بعد الثورة فقد تغيرت الصورة بشكل جوهرى إذ توحدت كل الاتجاهات التى وجدت أن رصيدها فى الشارع المصرى بسيطا لا يعبر عن طموحها الزائد فى تولى المسئوليات بعد الثورة ! فلقد تكاتف الجميع للهجوم على من حازوا ثقة الأغلبية تارة باتهامهم بالصفقات وأخرى بالمؤامرات وتارة بتشبيههم بأغلبية الحزب الوطنى المنحل ! وذلك عن طريق استدراج البعض منهم لتصريحات مسيئة أو اختلاق تصريحات لاصحة لها ! أو ادعاءات كاذبة دون أدلة أو مستندات وعلى المتهمين أن يثبتوا براءتهم !!!! 

ولاشك أن هناك ما يستحق النقد وهناك من يبالغ فى  إظهار السلبيات وربما يحتاج الأمر اليوم الى مراجعة النفس وأقصر طريق لها هو الموضوعية دون إسراف أو تقتير ولعل ما يفرض علينا مراجعة القضية هو الرغبة العارمة لدى كثيرين فى معرفة الحقيقة وقد أصابهم الملل من كثرة البرامج الحوارية التى شككت فى كل شئ وأفسدت كل شئ ومهدت لانفلات أمنى يثير الرعب ويؤكد حالة عدم الاستقرار كما هو أيضا فى حاجة لعودة السياسات التى تحقق الاستقرار وتطمئن الخائف  وتزيد الاستثمارات !! فكيف يتم ذلك فى هذه الجو المشحون  والمتربص بكل ماهو اسلامى أو وطنى أوحر ؟ أفة الاعلام المصرى أنه قابل الحرية بانفلات صار هدفه الفوز بسبق صحفى بغض النظر عن مصداقيته رغم أن ذلك يتسبب فى خسارته على المدى البعيد ! أفة الاعلام المصرى أنه صار مهنة من لا مهنة له ! وتلك هى ذات الأسباب التى أفسدت التعليم المصرى من قبل ! فقد صارت الدروس الخصوصية هى الهدف ودخل فى المهنة من لا يجيد فنها فكانت الإساءة ثم التدهور والانهيار هى النتائج المتوقعة ! وهو ما نربأ برجال الاعلام الحقيقيين أن يقعوا فيه فى تلك الفترة الحرجة التى تمر بها مصر والله على ما نقول شهيد


دكتور محمد جمال حشمت
استاذ جامعى ونائب بالبرلمان المصرى
17 مارس 2011

إضافة تعليق