د.جمال حشمت يكتب : الفن والرياضة مهام وأدوار

لم يكن من المتصور أن تتغلب الرؤية الغربية التى لا منبت لها فى أرضنا للفن والرياضة على واقعنا لولا حالة التردى الفكرى والفقهى والمنهجى التى مرت ومازالت تمر بالأمة الاسلامية وفى القلب منها مصر ! نعلم أن للفن الهادف البرئ الذى لم يتلوث بالنظرة المادية التى أسرفت فى عرض الواقع بكل قصوره وفجوره تأثيره القوى فى بناء الانسان وهو هدف من أهداف الأحزاب الاسلامية التى استشعرت خطورة الهيمنة الأجنبية فى تشكيل عقل وقلب وروح الانسان المصرى بعد ثورة 25 يناير !! فهل الفن يعنى الإساءة الى التاريخ والرموز وتشويه صورتهم بالباطل لحساب أخرين ؟ هل الفن لإشاعة الفاحشة بين الكبار والصغار تحت دعاوى التوظيف الدرامى ! هل الفن يرفع الواقع بكل بؤسه وتفاصيله المخجلة فإذا به بعد أن كان محدودا ومحصورا صار منتشرا ومعلوما ! هل الفن يستعرض المشاكل بكل تفاصيلها المأساوية لمدة طويلة ترسخ الإحباط والقيم الخاطئة ثم إذا تعرض للحلول إذا به يسرع الخطا ليبقى الأثر السلبى مختمرا فى نفوس المشاهدين يشكل عقليتهم ونمط تفكيرهم لسنوات طويلة !؟ لاشك أن ذلك لايحقق ما نصبو اليه من الفن وتبنيه لقضايا المجتمع وإعادة صياغة الانسان المصرى كما يجب فى طريق بناء وطن حر قوى يسوده الحق والعدل محافظا على قيم المجتمع وأخلاق المصريين ! تلك هى الأهداف الكبرى التى نسعى جميعا كى يرسخها الدستور الجديد .


أما عن الرياضة فقل ما شئت عندما تتحول الرياضة الى بيزنس كبير لا هدف منه سوى حصد الأموال وتحصيل الشهرة فليست هى تلك التى أوصانا بها الاسلام ونبى الاسلام عندما شجع على الرماية والسباحة وركوب الخيل ! هل الرياضة تلك التى تورث التعصب الأعمى وتنتج العنف وسوء الخلق ؟ هل الرياضة هى تجارة المواهب التى أثارت غضب الجماهير التى لا تجد قوت يومها ولم تجد أحدا ينشغل باهتماماتها ؟ هل الرياضة نمارسها كى نمزق بها وطن ونعيد صياغة الولاءات فيه طبقا لألوان الفانلات ! لاشك أن تلك الرياضات لن تحقق جسدا قويا ولا روحا متوازنة ولا انتماءا وطنيا وهو ما يجب أن يكون هدفا واضحا تسعى اليه الجمعية التأسيسية عند وضعها للدستور الجديد


الفن والرياضة من القضايا التى ربما لا تشغل بال الكثيرين من المهمومين فى هذا الوطن لكنهما يستحقان الاهتمام لأنهما لو أحسن استخدامهما وتوجيههما لشاركا فى تربية جيل جديد قوى واعى منفتح على الدنيا بمعايير الأديان والقيم التى نلتزم بها والله من وراء القصد


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب برلمانى

25 مارس 2012م

إضافة تعليق