قوبلت وزارة الدكتور هشام قنديل بهجوم ورفض وإساءة لم تحدث مع أى حكومة من قبل وذلك قبل أن تختبر فى موقف أو قضية أو حتى تصريح ولعل دوافع ذلك تختلف باختلاف الناقدين فمنهم حاقد ومنهم غيران ومنهم غضبان ومنهم متشائم ومنهم كاره وقليل منهم الموضوعى الذى يرى أن بعض الشخصيات التى تم اختيارها مارسوا عملا إداريا سابقا وكان أداؤه سيئا إن لم يكن على المستوى المطلوب ! بل بعضهم كان متهما أمام النيابة فى قضايا غش ونهب مال عام !! والبعض كان حارسا فى محافظته لأراضى تم الاستيلاء عليها لحساب الكبار وزبانيتهم والخلاصة أن هناك من الوزراء من أفسد طوال فترة مسئوليته فما هى مسوغات تعيينهم فى أول حكومة للثورة بعد انتخابات الرئاسة ؟ ربما لا يستحق الصنف الأول الذين حكموا بالإعدام على الوزارة قبل أن تبدأ فاؤلئك موتورين مرتجفين حاقدين يملئ قلوبهم الحقد وتملئ نفوسهم الكراهية ولا أمل فى حوارهم أو مناقشتهم والرد عليهم !!
أما الصنف الثانى الموضوعى فلهم كل الاحترام والتقدير ولابد من بذل الجهد معهم لمحاولة فك طلاسم التشكيل الوزارى الذى استغرق فترة طالت أكثر من شهر ما بين تحديد اسم رئيس الوزراء أو اختيار الوزراء أنفسهم !!! أقول لعل المدخلات التى كانت فى ظل النظام البائد السابق والمناخ الغالب على العمل السياسى والفساد المستشرى فى الحياة الاقتصادية والغموض الذى لف عمل الأجهزة الرقابية كل ذلك مهد لصناعة وتشكيل منظومة للفساد انتشرت جذورها فى كل أنحاء الوطن وشجعت هؤلاء وغيرهم لممارسة أدوار يندى لها الجبين وتهان فيها الأخلاق !! ونحن فى مواجهتهم - رغم قلة عددهم فى الوزارة الجديدة – نتوقع أن وجود رئيس يخاف الله ويستشعر المسئولية ويمارس دوره بمسئولية مع رئيس وزراء نظيف شكلا وموضوعا يقظ لمهمته وفى وجود أجهزة رقابية لا أحد يملى عليها رأيا أو موقفا ، مطلوب منها أداء دورها بأمانة شديدة !
كل ذلك يجعل أحسن ما فى هؤلاء الوزراء من خبرة وعلم يخرج دون أى محاولة منهم لتكرار الماضى الذى اختفت مفرداته وإن لم تختف أسبابه بعد ! فالرقابة الشعبية والإعلام الواعى المتابع وليس إعلام الغجر الذى يمارس دورا مخزيا هذه الأيام سيكتب عنه التاريخ ما يستحقه من أداء متدنى ومهنية غائبة وتدليس فاجر وكذب بواح وتشكيك وتخوين دون أن يقدم عملا جليلا يفيد المصريين ويخدم الوطن ويحقق التوعية ويستثمر الأوقات فيما ينفع !! كل ذلك سيوف على رقاب الوزراء وبالتالى فقد رسم الرأى العام خطوطا يسير عليها المسئولين لم تكن موجودة من قبل وهو ما يجعلنا نأمل فى أن هؤلاء الوزراء ممن أغضبنا وجودهم سيتغيرون حتما أو سيحاكمون لزما !
الوزارة التى يحكمون عليها قبل أن تعمل مظلومة والوزارة التى تمر أيامها دون أن نرى منها كل أسبوع انجازا نلمس أثره فى الشارع المصرى ظالمة اللهم بلغت اللهم فاشهد
دبوس مشبك :
ماحدث على الحدود المصرية من الإعتداء على الجنود المصريين أثناء الإفطار عمل صهيونى خسيس مدعوم من عملاء يطوفون فى الفضائيات المصرية سقطت أقنعتهم أخيرا ومازالوا يمارسون التحريض تحت اسم النخبة !!
دكتور محمد جمال حشمت
أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان
5 أغسطس 2012م