منذ أن أعلن بعض الناشطين السياسيين الذين ينتابهم إحساس نفسى بالغضب من تواجد الإخوان أو الحرية والعدالة بقوة فى حياة مصر والمصريين – وهم لا يعلمون أن ذلك من قبل أن يولد أحدهم بعشرات السنيين – لكنهم فى غيظ قد يصيبهم ببعض الأمراض النفسية المزمنة والتى قد لا يفلح فيها علاج خاصة بعد أن انكشفت حقيقتهم وخبايا كراهيتهم للوطن قبل أن توجه للإخوان ! كما قد تصيبهم صدمة كبرى لو أن ما يدعون اليه يوم 24 أغسطس فشل ولم يظهر بالمظهر الواجب فى مواجهة أعدائهم الاستراتيجيين وهم الإخوان !!
العجيب أن كل القوى الشبابية والأحزاب المحترمة أعلنت مقاطعتها لهذه الدعوة المشبوهة ولم أجد صداها إلا لدى نفس الطقم الذى خاض انتخابات البرلمان والرئاسة لمناصرة الثورة المضادة من فلول الوطنى ( محليات وشعب وشورى) وأمن الدولة ومتعهدى البلطجية فى كل مكان وتصلنى يوميا استعدادات من هؤلاء بالأسماء أحيانا وبأماكنهم أحيانا اخرى لإثارة حالة من الشغب بل أن بعضهم يعملون فى شركات يريدون توريط أبناء شركتهم فى هوجة 24 تحت دعوى أن لهم مطالب فئوية يريدون المطالبة بها واتوبيسات السفر جاهزة !! بل والبعض يستعد لتعديات على الممتلكات والمواطنين وكما رأينا بعضهم أمام مدينة الانتاج الإعلامى يعتدون على الإعلاميين وهم يرتدون تى شيرتات الحرية والعدالة إمعانا فى التخفى !!!!!! وقد يتكرر هذا الغباء ! وهناك فريق من هؤلاء ينتسبون الى المحامين يستعدون – من باب المغالطة- لرصد اعتداءات الإخوان على الثوار رغم أن الدعوة من الثوار لحصار مقارالإخوان !!!!!!
وعلى كل الأحوال تم الرصد وإبلاغ الجهات الأمنية فى الدولة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية سلمية التظاهرات وحماية ممتلكات الدولة والمقرات التى تم الإبلاغ بطلب حمايتها من شغل البلطجة المتوقع من هؤلاء !! حيث تحولت الدعوة من حشد المصريين الى حشد القوى السياسية ثم الى حشد الكارهين للإخوان حتى وصلنا الى حشد البلطجية والدعم قائم لشرائهم فى أى وقت !! يبدو أن هناك من طالب بالانتخابات الحرة مرارا ثم كفر بها اليوم ! ونحن إزاء ارتفاع أسهم السياسيين أصحاب المرجعية الاسلامية فى الشارع العربى والمصرى لا نرى وسيلة أخرى لتداول السلطة فى مصر سوى الصندوق الانتخابى ولا أعلم فى حياتى التى قاربت على الأربعين عاما فى العمل السياسى أن البلطجة من ضمن وسائل الجذب لانتخابات حرة ونزيهة !
ولا أعلم سوى أن هذا الأسلوب الإعلامى والسياسى والحركى الذى يتم الآن هو أسلوب الفاشلين المفلسين الذين لا يجدون لديهم خيرا يقدمونه الى شعبهم ووطنهم فأقسموا على مهاجمة العاملين المنتجين والإساءة اليهم وتشويه صورتهم ومحاسبتهم على نواياهم وهم لايدركون بعد ذلك أنهم الخاسرون بمنطق العقل والتاريخ فلقد سقطت دولتهم التى قامت على البلطجة ولن يسمح المصريون لها بالاستمرار أو بالعودة لتسيطر على حياتنا مرة أخرى لكن الأغبياء لا يفهمون ولا يعوون ولا يتفكرون فبئس الدعوى وبئس الداعون والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون
دكتور محمد جمال حشمت
أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان