أعتقد أن هناك هما لدى كل الأحزاب المصرية الفاعلة والحقيقية وأعتذر فأنا أوجه حديثى للجادين من هذه الأحزاب ليست تلك المنشقة على بعضها حيث يرى كل قيادى فيها أنه الأحق بالرئاسة والقيادة ودليل ذلك إنشقاق يتلوه إنشاء حزب جديد ! المهم أرى والله أعلم أن على الأحزاب المحترمة أن تنشغل بنفسها وأن تجتهد لحل مشاكلها الداخلية قبل أن تنطلق للتحدى الخارجى المتمثل فى الانتخابات البرلمانية ثم المحليات بعد ذلك وهى مواقع لتحمل المسئولية بشكل جدى للمساعدة فى بناء مصر التى نحلم بها جميعا كل على هواه ومصر تسع الجميع ان شاء الله ! أقول ذلك ولا أستثنى حزبا واحدا بما فيهم حزب الحرية والعدالة ، لهذا أقول أن الحزب الذى يريد أن يخوض غمار الانتخابات القادمة لابد أن يكون واعيا بالمهمة الجادة التى سينشغل بها والزمن الذى يعمل فيه والمناخ الذى يمارس فيه نشاطه والشعب الذى سيعرض نفسه عليه كما يجب أن يعى أن البرلمان القادم لن يكون كأى برلمان سابق فلسوف يتولى هذا البرلمان مهمته الحقيقية لأول مرة منذ عشرات السنيين من حيث الرقابة والتشريع ولن ينشغل كثيرا بتفاصيل الخدمة اليومية لمشاكل المواطنين حيث ستتحمل المحليات هذا الهم لذا فإن الاستعدادات الداخلية من استكمال هياكل وتوزيع المهام طبقا للخبرات والكفاءات ووضع معايير الاختيار وعمل دورات الارتقاء والتنمية البشرية مع الإعداد النفسى والعلمى لمهمة نائب بجد يجب أن تكون هى الشغل الشاغل لكل الأحزاب الجادة هذه الأيام !!
من المهام المطلوبة :
1- دراسة المهمة القادمة للبرلمان فى ضوء إعادة صياغة التشريعات التى تحتاجها مصر وتحديد الأدوار الرقابية
2- دراسة الأوضاع المحلية فى مصر وترتيب الأولويات التى تشغل المصريين ومعرفة احتياجاتهم
3- دراسة الوضع الإقليمى لمصر وتطلبات المرحلة وحجم التحديات التى تمر بها مصر بعد الثورة
4- دراسة تجليات الثورة المصرية وتأثيرها على البعد الدولى ونتاج ذلك على السياسة الداخلية والخارجية لمصر
5- دراسة المزاج العام للشعب المصرى وحجم أحلامه وأمنياته الواجبة التحقيق ومعرفة الممكن منها مع عامل الزمن
6- دراسة حجم التحديات الداخلية التى تواجه العمل السياسى بشكل عام فى مصر فى ضوء المنافسة القوية ورغبة البعض فى إفشال التجربة الديمقراطية الوليدة
7- تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف فى كل حزب من حيث البرامج والعلاقات والتواجد فى الشارع وسط الجماهير
8- تقييم التجربة البرلمانية السابقة لمن شارك فيها والنظر بعين الانصاف فى الأداء البرلمانى الذى تم للكتلة إجمالا ولكل نائب على حدة
9- تقييم الأداء الإعلامى ومدى مناسبته وتأثيره فى التجربة البرلمانية السابقة حيث كان للإعلام دورا مؤثرا شوه صورة البرلمان والنواب أمام جماهير الشعب التى تابعت بكل شغف ما يدور داخل المجلس
10- وضع معايير واضحة يمكن قياسها وتطبيقها لاختيار مرشحين مناسبين للمرحلة وللمهمة مع إجراءات تتسم بالشفافية فى الإختيار لخلق حالة من التبنى داخل الحزب تلتف حول المرشحين بقناعة تامة تحقق النجاح مع أى مجهود يبذل
11- تبدأ دورات التأهيل الجادة على أيدى متخصصين لتشمل العلاقات العامة والتنمية البشرية والعلوم السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية والتأهيل النفسى والإعلامى لكل المرشحين مع وضع اختبارات لتصفية الاختيارات
12- وضع برنامج انتخابى يركز على الدور الحقيقى للبرلمان وأثره على حياة المصريين بشكل مركزى كى يفرق المواطن المصرى البسيط بين نائب البرلمان ونائب المحليات وهى خطوة هامة للتطور الديمقراطى فى مصر الثورة
هذه هى نصيحتى لكل الأحزاب القائمة بكل حب وإخلاص لعل الله يجعل من لعنة المحكمة الدستورية فى حل أول برلمان حر بعد الثورة خيرا كثيرا ولينقلب السحر على الساحر لتجنى مصر برلمانا أقوى وأجرأ يضم خيرة أبناء مصر من كل الأحزاب والتوجهات الذين اختلفوا فى الوسائل واجتمعوا على حب مصر
دكتور محمد جمال حشمت
أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان المصرى
27 أغسطس 2012