د. جمال حشمت يكتب ... مصر لن يضيعها الله

توالى الأحداث بشكل سريع يجعل من متابعتها عبئا فضلا عن الغموض الذى يكتنفها أحيانا فيجعل من مهمة الوصول للحقيقة أمرا صعبا ! ومن أسف أن هناك تعتيما إعلاميا أو تحريضا إعلاميا أحيانا فى اتجاه لايدفع لإستقرار أو تهدئة الأوضاع على الساحة السياسية والأمنية ! وقد زاد الجدل حول أزمات وخسائر وكوارث تحدث فى مصر دون أى إنجاز يذكر بينما أخرون ينظرون الى ما يحدث باعتباره تجاوزات تعرقل التنمية الحقيقية التى يجب أن تبدأ بشكل طبيعى بعد انتخاب رئيس مصر ووضع دستور دائم ووجود مجلس تشريعى يقوم بالمهمة التشريعية والحقيقة أن مصر بلد لاتماثل غيرها فى تاريخها العريق وطبيعة أهلها الواعية المسالمة وثقافتها المتنوعة وقد زادتها تورة 25 يناير تميزا فى مواجهة التسلط والقمع ونهب ثرواتها ! ورغم حالة الفوضى التى تسود البلاد ويقودها جيش البلطجة الذى صنع على عين النظام البائد لاستعماله ضد خصومه استعجالا لقصاص بدأت خطواته مؤخرا بتعيين نائب عام جديد بعد خروج كل المتهمين من قيادات النظام المخلوع براءة من قضايا فشنك لم ترق لمستوى الجرائم التى ارتكبت فى حق مصر طوال أكثر من ثلاثين عاما ! وغضبا من عدالة اجتماعية لم تتحقق لشعب توقف عن الانتاج الحقيقى طوال عامين بينما لم يخرج أداء أى حكومة تولت أمره حتى الآن عن الروتين الذى تعود عليه الشعب المصرى حيث التفكير من داخل الصندوق والأداء ضعيف فى مجمله بلا إبداع ولاقدرة على اتخاذ قرارات جريئة تحاصر الفساد وتشدد الرقابة وتوفر احتياجات البسطاء !!!    


من الإنصاف أن يذكر الإعلام النقاط المضيئة فى هذه المرحلة الانتقالية لينشر الأمل فى مستقبل افضل ! لكن هل من يركز على الأحداث المثيرة ووقائع الفوضى ومشاكل الشعب المزمنة يبغى خيرا لمستقبل مصر ؟! لماذا لم يركز الإعلام على اللجنة المشكلة لتنمية سيناء وما تم فيها حتى الآن؟ لماذا لم يذكر الإعلام الخطوات التى تمت فى لجنة تعمير محور قناة السويس ليتحول لمركز لوجيستى عالمى ومنطقة تجارية مليونية وصناعية متقدمة على مساحة أكثر من 15 الف كيلو متر مربع !؟ لم يتابع الإعلام موافقة الرئيس على بدء تنفيذ مشروع الفرافرة الجديد ولا مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس على مساحة 6 كم مربع والذى تم توقيع عقده باستثمارات 1,5 مليار دولار ويوفر حوالى 40 الف فرصة عمل بعد أن أصدر الرئيس قرار سحب 26 مليون متر مربع من أراضى المستثمرين غير الجادين منها 8,5 ملايين لهيئة المجتمعات العمرانية إضافة الى سحب ما يزيد عن 41 مليون متر مربع بشرق بور سعيد !! لم يذكر إعلام الفتنة اتفاق انشاء أول مصنع اليكترونيات لشركة سامسونج فى الشرق الأوسط فى بنى سويف وقد قارب بنائه على الانتهاء ! لم يذكر احد أن مساحة الأرض المزروعة من القمح قد زادت ب204 الف فدان عن العام السابق مع زيادة سعر التوريد للفلاحين عن كل قنطار ! لم نجد منصفا يتحدث عن إعفاء 44 الف فلاح من ديون تقدر ب 1,5 مليار جنيه وزيادة معاش الضمان الإجتماعى ليستفيد منه 1,5 مليون مستفيد ! لم يذكر أحد من الإعلاميين ممن أثاروا بيع عقارات وأراضى ميدان التحرير والمسماة إعلاميا ب "أرض إيجوث" أن التحقيقات التى تمت مع الجانب الفرنسى مكنت نيابة الأموال العامة من استرداد الأرض لصالح الدولة دون اللجوء الى تحكيم دولى !! لم يهتم أحد ممن يتحدثون عن كرامة المصريين بالإفراج عن 700 معتقل مصرى فى السجون السعودية مع وقف الحملات الأمنية ضد العمالة المصرية المخالفة فى الأردن وتسفيرها مع الإفراج عن المصريين المحتجزين بها !! واخيرا لم يصدر احد فى صحيفته أو برنامجه المنح التى قدمت لمصر من ألمانيا وفرنسا وتركيا وقطروالاستثمارات من ايطاليا مليار يورو ومن السعودية 2 مليار دولار ومن قطر 18 مليار ! وافتتاح الطريق الدولى بين مصر والسودان وافتتاح فرع للبنك الأهلى فى الخرطوم وتوقيع 8 اتفاقات باستثمارات بلغت 5 مليارات مع الصين .


وأخيرا لمراجعة النفس لدى كل من يمارس إعلاما لا يتسم بالموضوعية والمصداقية أنشر المبادئ التى يجب أن تراعيها القنوات المصرية العاملة بالمنطقة الإعلامية لكى تتم المحاسبة بناءا عليها وقد وقعوا عليها منها :


1-  عدم المساس بالمصلحة القومية للبلاد

2-  الالتزام بالتعليمات التى تصدرها الحكومة فى أوقات الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية

3-  الالتزام بالموضوعية وعدم بث الوقائع بصورة مشوهة أو مبتورة وتحرى الدقة فى توثيق المعلومات والعرض المتوازن للأداء

4-  احترام خصوصية الأفراد والمؤسسات وعدم التشهير بهم أو تشويه سمعتهم

5-  الالتزام بما توجبه التشريعات من المحافظة على حقوق الغير وبصفة خاصة حقوق الملكية الفكرية فيما يبث من مواد

6-  الالتزام بحق الرد والتصحيح على ما سبق بثه من وقائع

7-  عدم الإعلان عن أى منتجات أو مستحضرات طبية وأساليب علاجية إلا بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة

8-  عدم بث أى مواد إعلامية من شأنها الحث على التطرف وإثارة الفتن والحض على كراهية أو ازدراء الأديان

9-  عدم بث أى مواد إعلامية أو إعلانية تتعارض مع قيم المجتمع ومبادئه وأخلاقياته وبصفة خاصة تلك التى تتضمن مشاهد جنسية

10- عدم بث مواد إعلامية أو إعلانية نفرق بين الأفراد على أساس العرق أو الدين أو اللون أو الجنس أو المساس بذوى الاحتياجات الخاصة


تلك الضوابط التى يجب أن تلتزم بها القنوات الفضائية ومن يخرج عليها من حق أى مواطن أن يقاضيها ، أضف الى ذلك ميثاق العمل الإعلامى العربى الذى يضم 26 بندا يمثل التزام الإعلاميين العرب بما جاء فيها وهو جزء من العقد بين الفضائيات ومدينة الانتاج الإعلامى ومهما كانت معاول الهدم فإن مصر صامدة بشعبها الواعى الصابر ولن يضيعها الله سبحانه وتعالى والأمل فى غد مشرق يملؤ قلوبنا واليقين فى تجاوز مرحلة الفتن والفوضى راسخ والله غالب على أمره لكن المنافقون لا يعلمون


دكتور محمد جمال حشمت

أستاذ جامعى ونائب الشعب

20 فبراير 2013

إضافة تعليق