خطاب السيسي بين الحقيقة والبهتان

قلنا مرارا أننا أمام انقلاب عسكري بدمى مدنية واليوم تأكد أن من يدير البلاد هو قائد الانقلاب ، قلنا أن إقصاء الرموز المؤيدة للشرعية وعلي رأسهم رئيس الجمهورية المنتخب وإغلاق كل المنافذ الإعلامية هدفه تزييف الحقائق وتشويه التاريخ دون فرصة متاحة للرد ! فمن يرد علي ما ادعاه من أكاذيب! ، لم يحدثنا عن موقف الخارج الداعم لانقلابه وكيف تلقت إسرائيل الإنقلاب واعتبرت السيسي بطلا قوميا لدي الإسرائيليين وبالتالي يفند ادعائه بأن ما فعله استجابة لإرادة شعبية ! ولأنه لم ير إلا إرادة واحدة تخدم الدور المطلوب منه لم ينشغل أو يعلق علي الملايين الذين مازالوا في الشوارع منذ أربع أسابيع كأنهم ليسوا من شعب مصر وهي ذات الرؤية الأمريكية الصهيونية وهذا يكذب ما ادعاه من أنه يأتمر بأمر الشعب المصري ! ، قلنا وحذرناه من خطورة الانقلاب علي أمن مصر القومي والجيش المصري الذي يراد له أن يكون مثل جيشي باكستان والعراق ! فقط يحارب الإرهاب والعنف في الداخل دون رؤية للعدو الخارجي لذا فهو البطل القومي لليهود الذي أخرج الجيش المصري من مواجهة التوسع الصهيوني في المنطقة ! وها قد أعلن ذلك بطلب تفويض شعبي لمواجهة عنف و إرهاب المتظاهرين السلميين ، لقد دعي مؤيدي الانقلاب للنزول يوم الجمعة بعد فشل تجمعهم منذ 30 يونيو لينقلب علي الشرعية واليوم يدعوهم الي النزول ليفوضوه في قتل مؤيدي الشرعية بتهم العنف والإرهاب رغم أنهم هم الضحايا حتي الآن!! قلنا اختفي الأمن لحماية أرواح وممتلكات الشعب طوال عامين وزاد الفتور بعد انتخاب الرئيس ولم نجد استجابة لإستغاثات الناس ! 


اليوم نجد استعدادات كاملة من الجيش والشرطة للضبط والربط ومنع الفوضي بل وقهر المصريين وعودة التلفيق والاستعلاء والإهانة ! فمن المسئول عن الأرواح والممتلكات التي ضاعت وأهدرت طوال الفترة الماضية !! صنفان لم يتحدث عنهما السيسي في خطابه الشهداء الذين قتلوا برصاص جنوده ومعاونيهم ومعهم المصابين فلا كلمة عزاء ولا ترضية ولا اعتذار كما لم يتحدث عن البلطجية الذين عاثوا في الأرض الفساد قتلا ونهبا وفسادا ربما لأنهم كانوا معه في مهمة رسمية وكان الأولي أن يكون التهديد لهم ولمن وراءهم لو كانت الوطنية  والصدق والأمانة هي مصادر الهام السيسي!! وتبقي رسائل هامة لعلها تصل لأصحابها


الشعب المصري الذي رأي دماء الأبرياء تهدر بدم بارد غير مأسوف عليها فقط لمطالبتهم بعودة الشرعية ! والدعوة لحرب أهلية يسعي إليها السيسي لسفك مزيد من دماء المصريين تستدعي نزول المصريين فعلا ولكن رفضا للمخطط الممول من الخارج لإعادة مصر الي عصور الظلام

المؤيدون للإنقلاب الذين حصروا خلافهم مع شخص الرئيس وبعد أن اتضح أن الدستور وكل مظاهر الشرعية قد تم الانقلاب عليها ! عليهم أن يعيدوا حساباتهم لصالح مصر ومستقبلها حيث يمكن احتواء كل خلاف علي قاعدة الشرعية لا الإنقلاب


الجيش المصري الذي هو جزء من خير أجناد الأرض لا تسمحوا بتغيير عقيدتكم العسكرية في مواجهة العدو الحقيقي الي مواجهة أبناء شعبكم المسالم الحر تحت أي دعاوي كاذبة من العنف والإرهاب عشنا في ظلها عشرات السنيين لم تجلب لنا إلا الشقاق والظلم والكراهية والخراب والتخلف وقد انتهت بثورة 25 يناير الي الأبد ان شاء الله


المؤيدون للشرعية عليهم النزول بصدور مفتوحة لإخوانهم المعارضين أو الجيش بسلمية تامة تقهر نوازع الشر عند بعضهم وتمنع مظاهر الغل أو اللجوء للعنف عند المحترمين منهم وهم كثير ان شاء الله ثابتين موقنين بنصر الله


أخيرا إلي التاريخ الذي يسطر الآن بإرادة ودماء المصريين الأحرار وهم يرفضون الكذب والخداع وبيع مصر لأعدائها بثمن بخس سندفعه وأبنائنا من كرامتنا ومن حريتنا ومن أرزاقنا ونحن مصرون علي استعادة حريتنا حتي لو فقدنا أرواحنا عسي أن يتقبلها الله وهي تشكو ظالما مستبدا أزهقها بغير حق وما حملنا في قلوبنا لكل الناس إلا الحب والاحترام والتقدير والسعي لخدمتهم عبادة لله لا نرجو من أحد منهم جزاءا ولا شكورا وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولي ونعم النصير


د محمد جمال حشمت

أستاذ جامعي ونائب بالبرلمان

24 يوليو 2013م

إضافة تعليق