قراءة في تفسير الأحداث عقب ثورة 25 يناير (4)

ما زال مخطط المجلس العسكري الذي تولى حكم مصر في الفترة الانتقالية فيما تم سرده حتى الآن هو التمهيد لتحسين صورته والحرص على إبراز أهمية دور القوات المسلحة باعتبارهذه القيادات مسيطرة على مفاصل الجش المصري وتحتمي به، بل وتخطط للعودة مرة ثانية لحكم مصر حتى لو تلبست العودة بثوب ديمقراطي !


كذلك يستمر الأداء الأمني الذي كان سببا في ثورة المصريين في 25 يناير 2011م في تسيد الموقف قتلا وتآمرا وعنفا كانت دماء المصريين فيها رخيصة بلا ثمن حتى لو نتج عن ذلك فتنة أو فوضى !! وهو ما يفسر أن ما حدث فيما بعد في كل المذابح بدءا من مجزرة الحرس الجمهوري الأولى والثانية والنصب التذكاري ورمسيس الأولى وفض اعتصامي رابعة والنهضة ورمسيس الثانية غير ما جرى من مذابح في كل محافظات مصر المنصورة والأسكندرية والسويس وبور سعيد والمنيا وسوهاج والجيزة وباقي المحافظات كان أمرا معتادا تدربوا عليه طوال الفترة الانتقالية !!! نتابع معا ما حدث بعد ذلك :


المرحلة الثامنة

في الفترة ( من 9 إلى 30 سبتمبر 2011 )

(من قبل أحداث السفارة الإسرائيلية إلى قبل أحداث ماسبيرو)


1- الشارع المصري :

1- قيام قيادة المخابرات العامة المصرية بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي للقيام بأعمال تعرضيه تصعيديه على الحدود المصرية الفلسطينية بهدف :

أ‌- نقل حالة الاحتقان والغضب المصرية والتي تكاد تصل إلى الانفجار من المسرح الداخلي إلى المسرح الخارجي .

ب‌- إعطاء الفرصة لتفريغ الطاقات السلبية المكبوتة في نفوس الشعب المصري .

ت‌- إشعار الشارع المصري بأن ناقوس الخطر الإسرائيلي يدق من أجل دفع الشعب بكافة طوائفه معنويا إلى الائتلاف مع المجلس العسكري .

ث‌- صرف أنظار جميع القوى الثورية عن الاستمرار في مطالبة المجلس العسكري بتنفيذ مطالب الثورة .

2- قيام عناصر الـ dirty works groups بخامس عملية قذرة وهي التنسيق مع عناصر المباحث العامة لتجميع البلطجية المأجورين ودفعهم للاعتداء على وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة بهدف :


أ‌- تثبيت فكرة أن الثوار ما هم إلا عناصر من البلطجية المدفوعين من جهات خارجية بهدف تنفيذ أجندات خاصة من أجل تقسيم البلاد .

ب‌- بث اليقين في القلوب بما لا يدع مجالا للشك بصحة تلك المخططات بدليل اعتداء المتظاهرين على وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة أحد أعمدة الدولة المستهدفة .

ت‌- إيجاد المبرر السياسي لإعادة تفعيل قانون الطوارئ والذي يمثل أحد أهم الأسلحة الرئيسية اللازمة لاغتيال الثورة وذلك بتقويض الثوار .

3- قيام أقسام العمليات النفسية بكافة الأجهزة الأمنية بتوجيه كافة وسائل الإعلام لتغطية الأحداث وعرضها وتحليلها بالشكل الذي يوافق ويلاءم المخطط الممنهج .


2- القوى السياسية :

1- قيام كافة أقسام البحث بكافة الأجهزة الأمنية باستطلاع ردود الأفعال داخل الشارع السياسي وكتابة تقارير رأي عام ترفع إلى المستوى الأعلى .

2- قيام عناصر العمليات النفسية بالمخابرات الحربية بتجنيد بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل المطرب أحمد سبايدر وذلك لعمل دعاية بيضاء ورمادية وسوداء على جميع مواقع التواصل الاجتماعي تصب في بوتقة التقسيم الثوري وتشويه كافة الفصائل السياسية .


3- القوات المسلحة :

 قيام إدارة المخابرات الحربية برفع تقارير رأي عام لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفيد بضرورة عقد مؤتمرات توعية على كافة المستويات مع أفراد القوات المسلحة يتم التركيز من خلالها على خطورة المخططات والأجندات الخارجية والتي تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية بإسقاط الداخلية والإعلام والقضاء والقوات المسلحة آخر عمود قائم بالدولة .


المرحلة التاسعة

في الفترة ( من 1 أكتوبر إلى 17 نوفمبر 2011 )

(من قبل أحداث ماسبيرو إلى قبل أحداث محمد محمود)


1- الشارع المصري :

1- قيام أقسام العمليات النفسية بالمخابرات العامة وبالتنسيق مع مكتب مخابرات أسوان والمحافظة بإثارة أزمة طائفية تتعلق بمبنى كنيسة قديمة تسمى كنيسة ماري جرجس بقرية الماريناب بمدينة إدفو بمحافظة أسوان وذلك بدعوى أنه لابد من إزالة مبنى الكنيسة لأنه مخالف ولا يوجد أي تصديق يفيد عكس ذلك الأمر .

والهدف من ذلك :

أ‌- إثارة الرأي العام القبطي بخلق حالة من الاحتقان للاستفادة منه مستقبلا وكما سيتبين .

ب- خلق حالة من التوازن داخل الشارع السياسي حتى لا يطغى التيار القبطي على التيار الإسلامي بعد محاولات إفقاد التيار الإسلامي شعبيته من خلال الأجهزة الأمنية .

ت- استخدام فزاعة الفتنة الطائفية لتلجيم التيارين الإسلامي والمسيحي

ث‌- الاستمرار في تنفيذ مخطط التقسيم الثوري من خلال تباين الآراء بشأن الحدث .

ج‌- محاولة استثمار ردود الأفعال بشأن الحدث للخروج منه بمكاسب سياسية تصب في صالح المجلس العسكري .

ح‌- استثمار الحدث في إلهاء الرأي العام وتوجيهه بعيدا عن الاستمرار في ملاحقة المجلس العسكري ومطالبته بتنفيذ مطالب الثورة .

2- قيام أقسام العمليات النفسية بالأجهزة الأمنية بتوجيه بعض وسائل الإعلام لتغطية الحدث وتحليله على النحو الذي يوافق الأهداف الأمنية .


3- قيام قسم الـ dirty works groups بسادس عملية قذرة وهي التنسيق مع المباحث العامة لاستقطاب مجموعة من البلطجية المسجلين بسجلات وزارة الداخلية ودفعهم إلى منطقة ماسبيرو والتي تجمع بها آلاف المتظاهرين من الأقباط المعترضين على أحداث الماريناب وقيامهم بتقسيم أنفسهم إلى مجموعتين ، المجموعة الأولى أندست وسط المتظاهرين وقامت بإطلاق أعيرة نارية باتجاه عناصر القوات المسلحة ، والمجموعة الأخرى قامت بالارتكاز في منطقة على مقربة من عناصر القوات المسلحة وقامت بإطلاق أعيرة نارية باتجاه المتظاهرين الأقباط .


والهدف من ذلك هو إنتاج شرارة تؤدي إلى إشعال اشتباكات دموية بين المتظاهرين وبين عناصر القوات المسلحة .


4- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه كافة وسائل الإعلام المختلفة لتغطية الحدث تغطية مباشرة وتوجيه بعض وسائل الإعلام المحلية بتوجيه نداءات استغاثة لنجدة الجيش المصري الذي يقتل على أيدي المسيحيين في ماسبيرو .


ويهدف ذلك المخطط إلى استدراج مختلف فئات الشعب المصري وخاصة التيارات الإسلامية للدخول في مواجهات مع المسيحيين لإشعال نار الفتنة الطائفية بالبلاد وذلك بهدف


أ‌- إعلان الأحكام العرفية وبما يضمن استمرار بقاء المجلس العسكري في السلطة إلى أجل غير مسمى .

ب‌- اقتناص قادة التيارات الإسلامية من خلال الاعتقال باعتبارهم أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع حريق الفتنة الطائفية .

ت‌- الحد من قوة التيار المسيحي لعمل توازن سياسي .

ث‌- الاستمرار في تنفيذ مخطط التقسيم الثوري .

ج‌- تشويه فكرة الثورة من خلال عرض وإبراز مخاطر توابعها .

ح‌- استخدام فزاعة الفتنة الطائفية لإرهاب الرأي العام .

خ‌- استكمال تنفيذ مخطط تأهيل القوات المسلحة للتبرؤ التدريجي من الثورة والثوار ومن ثم الانجذاب اللاإرادي لموالاة المجلس العسكري .د‌- الإجهاض التدريجي لفكرة التظاهر والاعتصام لما يترتب عليهما من أحداث دموية .

ذ‌- التخليق التراكمي لقوة معنوية دافعة تقوم بدفع الرأي العام للميل إلى الاستقرار والقبول بأي طرح سياسي يطرحه المجلس العسكري .

ر‌- التوجيه المعنوي اللامباشر للشارع المصري إلى عض أصابع الندم على رحيل النظام السابق وبما يصب في بوتقة أمل إعادة إنتاجه واستنساخه مرة أخرى .


2- القوى السياسية :

قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه الإعلام إلى استثمار أحداث ماسبيرو في اختزال قوة التيار المسيحي وذلك من خلال :

أ‌- التنويه الإعلامي بأن المسيحيين هم قتلة الجيش المصري بماسبيرو .

ب‌- الترويج الإعلامي إلى أن المسيحيين يطالبون بالتدخل الأجنبي من أمريكا وبريطانيا من أجل الحصول على حقوقهم الوطنية .

ت‌- الترويج الإعلامي إلى أن مصالح المسيحيين السياسية تتفق مع مشروع التقسيم الشرق أوسطي الجديد والذي يتضمن تقسيم البلاد إلى دولة قبطية ودولة إسلامية ودولة نوبية .


وذلك بهدف شحن الرأي العام ضد التيار المسيحي وتطبيقا لمبدأ فرق تسد بما يخدم مخطط  التقسيم الثوري لإضعاف قوى التوحد الثوري .


3- القوات المسلحة :

1- قيام عناصر البحث بالمخابرات الحربية باستطلاع الرأي العام داخل القوات المسلحة وردود الأفعال حول أحداث ماسبيرو وكتابة تقارير رأي عام ترفع للمستوى الأعلى .

2- قيام مدير إدارة المخابرات الحربية بتفعيل وتنشيط كافة سبل تنظيم التعاون ما بين إدارة المخابرات الحربية ومركز الشئون النفسية وإدارة الأزمات واللذان يتبعان للمؤسسة العسكرية تبعية مباشرة .

3- قيام جميع أفواج وأقسام العمليات النفسية داخل القوات المسلحة بعمل دعاية رمادية تفيد بأن المجلس العسكري لا يطمع في السلطة وإنما يتحين بفارغ الصبر الوقت الذي سيقوم فيه بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة .


المرحلة العاشرة

في الفترة ( من 18 نوفمبر إلى 15 ديسمبر 2011 )

(من قبل أحداث محمد محمود إلى قبل أحداث مجلس الوزراء)


1- الشارع المصري :

1- قيام عناصر البحث بكافة الأجهزة الأمنية بكتابة تقرير رأي عام أفاد التعليق النهائي بتلك التقارير أن الرأي العام في الشارع المصري بات مؤهلا على الصعيد المعنوي للمطالبة بإسقاط المجلس العسكري وأن الحسم والقوة هما السبيلان الوحيدان لإخماد الرأي العام .

2- قيام عناصر dirty works groups  بسابع عملية قذرة وهي التنسيق مع المباحث العامة لاستقطاب بعض البلطجية المأجورين لمساندة قوات الشرطة في شارع محمد محمود .

3- قيام عناصر dirty works groups بثامن عملية قذرة وهي التنسيق بين إدارة الحرب الكيميائية بالقوات المسلحة وبين وزارة الداخلية وذلك لإمداد قوات الأمن المركزي ببعض غازات الأعصاب والدم والغازات الكاوية المحرمة دوليا لاستخدامها ضد المتظاهرين .4- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه كافة وسائل الإعلام للتعتيم على تفاصيل الأحداث وتسليط الأضواء على ردود أفعال المتظاهرين تجاه قوات الأمن المركزي فقط .

5- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه كافة وسائل الإعلام للترويج الإعلامي أن المتظاهرين في أحداث محمد محمود ما هم إلا عناصر من البلطجية تحاول اقتحام مبنى وزارة الداخلية والاعتداء عليه وعلى العاملين به .


والهدف من تلك العمليات

أ‌- استقطاب الثوار إلى مواجهات دموية عنيفة من أجل تأجيل موعد إجراء انتخابات مجلس الشعب إلى أجل غير مسمى .

ب‌- الرد الإيجابي الفعال على تهديدات حازم صلاح أبو إسماعيل في خطبة 18 نوفمبر .

ت‌- توجيه ضربة مضادة للثوار باستخدام أسلوبي الردع المادي والردع المعنوي .

ث‌- محاولة التأثير الإيجابي على الرأي العام لدعم فكرة أن هؤلاء المتظاهرين وممن يسمون أنفسهم بالثوار ما هم إلا عناصر من البلطجية الممولين خارجيا من أجل إسقاط وزارة الداخلية لإسقاط الدولة .

ج‌- الاستمرار في تنفيذ مخطط شيطنة الثورة والثوار .

ح‌- الاستمرار في تنفيذ مخطط التقسيم الثوري من خلال تباين الآراء بصدد الحدث .


2- القوى السياسية :

1- قيام أقسام العمليات النفسية بالأجهزة الأمنية بتوجيه كافة وسائل الإعلام إلى إعلان أن موعد إجراء انتخابات مجلس الشعب سوف تجرى في مواعيدها المحددة والمعلنة وذلك بهدف تحفيز جماعة الإخوان المسلمين على عدم المشاركة في مظاهرة محمد محمود لحرصهم على الاستقرار

2- قيام أقسام العمليات النفسية بالأجهزة الأمنية بتوجيه كافة وسائل الإعلام لتسليط الأضواء على عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرات محمد محمود وذلك بهدف :

أ‌- اختزال شعبية جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري بإظهارهم في ثوب الطامعين في السلطة  مما يؤثر بالسلب على موقفهم في انتخابات مجلس الشعب .

ب‌- استمرار تنفيذ مخطط التقسيم الثوري لإفشال الثورة .

3- قيام عناصر البحث والعمليات النفسية بكافة الأجهزة الأمنية بإمداد الإعلامي توفيق عكاشة ببيانات ومعلومات مكذوبة لعمل دعاية سوداء مضادة كالآتي :

أ‌- اختزال شعبية الثوار وذلك بعرض مواقف مصطنعة ومدبرة ومحبوكة دراميا لسلبيات بعض البلطجية الممولين والمندسين وسط الثوار .

ب‌- فصل الثورة عن الثوار بتمجيد الثورة وشيطنة الثوار لعزل الرأي العام عن الشارع .

ت‌- التلاعب بمشاعر المشاهدين بالتبسط في أسلوب العرض من أجل استمالة قلوبهم واستعطافهم ومن ثم السيطرة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم ودس السم لهم في العسل .

ث‌- خداع الرأي العام بإبراز فكر مكذوب و مصطنع وهو الرأي والرأي الآخر المختلق وذلك بدعوة الجماهير للتجمع بميدان العباسية والدفع بعناصر مأجورة تعمل على جذب الكثير من المضللين والمخدوعين إعلاميا وذلك لاختزال قيمة ميدان التحرير من خلال تفعيل آلية الثورة المضادة في ثوب الثورة الأصلية .

ج‌- اختزال شعبية جميع القوى السياسية من خلال الأخبار المكذوبة والملفقة بحبكة درامية.

4- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه بعض وسائل الإعلام لإبراز مدى أهمية المجلس الإستشاري الذي دعا المجلس العسكري إلى تشكيله .


3- القوات المسلحة :

1- قيام كافة أقسام العمليات النفسية بالمخابرات الحربية بعمل استطلاع للرأي العام داخل القوات المسلحة عن ردود الأفعال المختلفة حول أحداث شارع محمد محمود .

2- قيام أقسام العمليات النفسية بالمخابرات الحربية بعمل دعاية رمادية تفيد بأن القائد العام للقوات المسلحة قد أمر هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة بإعداد مخطط للارتقاء برواتب ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة وكذلك أصدر القائد العام أوامره إلى اللواء طارق البرقوقي مدير صندوق مشروعات إسكان القوات المسلحة بإعداد مشروع عاجل لإسكان جميع الضباط الذين لم يحصلوا على شقق سكنية وذلك بهدف استقطاب الرأي العام داخل القاعدة العريضة من أفراد القوات المسلحة لمساندة القيادة العامة معنويا ودعمها عسكريا إذا تتطلب الأمر .


للاطلاع على سلسلة المقالات السابقة:

 

قراءةفى تفسير الأحداث بعد 25 يناير (1)

 

قراءةفي تفسير الأحداث بعد 25 يناير(2)

 

قراءةفى تفسير الأحداث ما بعد 25 يناير (3)

 

قراءةفي تفسير أحداث ما بعد ثورة 25 يناير (5)

 

قراءةفى تفسير الأحداث عقب ثورة 25 يناير(6)

 

قرءاةفي تفسير الأحداث بعد ثورة 25 يناير (7)

 

ماذابعد تفسير أحداث ما بعد ثورة 25 يناير (8)

إضافة تعليق