الرد المتين حول حكمة تغيير المياين !

عند قراءة هذا المقال قد أكون قتيلا أسأل الله فيها الشهادة والقبول أو أكون سجينا بغير حق مثل كل مساجين هذا الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم فى مصر الكنانة وفى كل خير إن شاء الله أو طليقا خارج مصرإذا قدر الله ذلك ، وقد شاء الله لى الخروج من مصر بشكل رسمى غير ثبوتى أى أنه فى ظل انتشار الرشوة والمحسوبية وتمركز الفساد فى المؤسسات الأمنية لا تحدثنى عن حدود محكمة ! فقد مكن فساد القيادات العسكرية من فتح حدود مصر للعدو الصهيونى بمالم تفرضه اتفاقات كامب ديفيد !!! وقد وجدت أن سجنى لن يفيد قضية مصر التى سرقها الانقلابيون واستباحوا دمائنا بدعاوى كاذبة مل منها العالم كله وهو المتربص بنا  - لكن تعمل ايه فى الغباء إذا استحكم !! – 

فقررت تغيير الميدان ولم اتنازل عن مواجهة الفساد ولم أغير الهدف  !! فقط تغير الميدان الى أن تعود مصر لأبنائها وشرعيتهم التى بذلوا فيها الغالى والرخيص !! لقد مرت مصر بأحداث جسام ملخصها أن الذين سرقوا مصر من عشرات السنين تحت قبضة قيادات فاسدة فى الجيش المصرى توارثوا مصر تحت قوة السلاح والفساد وأن ثورة يناير جاءت مفاجأة لهذا النظام الفاسد فأربكته وحاول تفادى قدرتها على إسقاط كل النظام فقبل بإسقاط رأسها – على بابا – للحفاظ على الجسد –الأربعين حرامى- ! وتعددت محاولات إفشال الثورة فى كل الأحداث التى مرت فى وقت تولى المجلس العسكرى حتى انتخابات الرئاسة التى أنقذها من التزوير قانون أقره برلمان الثورة يسمح بفرز أوراق كل لجنة فى مقر اللجنة فى وجود كل المندوبين ولجان المراقبة وأجهزة الإعلام !! 

ولأن الارتباط وثيق بالمشروع الصهيونى الأمريكى فالدعم قائم والتخطيط لإعادة مصر الى سيطرة العسكريين بدأ مبكرا فى تآمر داخلى واقليمى ودولى انتهى بانقلاب 3 يوليو 2013 !!  وقد من الله على أن أكون أحد قاطنى ميدان رابعة العدوية منذ 6 يوليو حتى 14 اغسطس  الساعة السادسة مساءا قرب نهاية المذبحة ! وقد جعل الله من كل مصرى فى هذا الميدان مدرسة تتعلم منها  التجرد والإخلاص والشجاعة واليقين والقوة والصبر والصمود ، وقد كنت أمر على الخيام لا لأتكلم أو أوضح الموقف الحالى بقدر ما كنت أتزود باليقين والعزم والزاد للإستمرار فى طريق استرداد الحق والحرية والشرعية ! لقد كانت أيام رابعة لها وهج استشعرته وعشت فيه أياما هى من أيام الله ، وكنت أطلب ممن يعملون فى مجال الدرسات الانسانية أو الاعلامية المتواجدين فى رابعة بتسجيل هذه المشاهد واللقطات الإيمانية والانسانيىة والتى لن يجود الزمان بها لوقت طويل ! لم يمنحنى الله فى مجزرة الفض سوى خرطوش فى الظهر واليدين والرجلين من الخلف ولم يقدر الله لى الشهادة ربما لنقص استحقاق أو لتقدير رب العزة ! ولقد استمر وجودى فى منازل بعض شرفاء مصر ممن لا ينتمون للإخوان المسلمين فترة من الزمن شعرت فيها بالعجز أمام هذا الزخم الشعبى العظيم الذى حذرنا الانقلابيين منه كثيرا عندما كنا نسأل ماهو رد الفعل لو تم فض الاعتصامات فى النهضة ورابعة ؟ كنا نرد أن كل ميادين وشوارع مصر ستتحول الى ميدان رابعة ! ولم أكن أتوقع أن تمتد الى كل أنحاء العالم ! ! 

ولا أعتقد أن كتابة المقالات فقط هو كل ما يمكن تقديمه لذا فكرت فى النجاة من القوم الظالمين وليس خوفا من السجن الذى ذقناه كثيرا ولم يعد يرهبنا ! وفى ظل حالة من العجز الانقلابى عن تقديم حلول تبدأ بالاعتراف بالخطيئة التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى ، انتهاءا بإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه! لقد تيقنت أن مشاركتى فى فاعليات الثورة لن يتم إلا من خارج مصر فى هذه الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن ، كنت أود الانضمام الى  المصادر الاعلامية التى تتسم بالمصداقية لعرض مالدى من حقائق وأخبار ولفضح حالة الهوان والكذب التى يمارسها الإنقلابيين على مختلف ألوانهم من سياسيين وإعلاميين ونخب فاسدة وصلت للسلطة فوق الدبابات !! 

كنت أود المشاركة فى الوفود التى تشرح حقيقة الأحداث موثقة جازمة بحجم الجرم الذى وقع فيه الانقلابيين ولايجدون مخرجا منه الا بمزيد من التورط فى دماء المصريين التى صارت لعنة تطاردهم حتى فى منامهم " ان تكونوا تالمون فإنهم يالمون كما تألمون ووترجون من الله ملايرجون " لذا حاولت تقديم المزيد مما أملك ناصيته وأجيده واجتهدت ووفقنى الله والحمد لله رب العالمين  ! ومن العجيب أن عودة إدارة الأمن الوطنى بكامل أفرادها الذين تم إبعادهم أو فصلهم أو حتى سفرهم للخارج !! إنما يدل على الرغبة فى القضاء على كل جاءت به ثورة يناير ومحو أثارها والتربص برجالها لذا لم أستغرب مذكرة قدمت من مباحث البحيرة (أمن وطنى وجنائى) ضدى تتهمنى بحرق مبنى ديوان محافظة البحيرة !!! 

يوم 14 أغسطس رغم وجودى فى ميدان رابعة وسط الدماء بسبب نيران الخونة من الجيش المصرى والداخلية !! ونسى هؤلاء أنهم من أرسلوا البلطجية المعلومين يالإسم والشهود عليهم حاضرين لحرق الديوان والموظفين متواجدين ! ونسى هؤلاء أنى من أنقذت نفس المبنى الديوان العام من الحريق يوم 28 يناير 2011 مما جعل المحافظ وقتها اللواء محمد شعراوى ومفتش أمن الدولة اللواء طارق هيكل يتصلان بى يوم 29 يناير لشكرى على ما فعلت وطلب محاولة تهدئة الأمور !!! بل زاد فجور هؤلاء الذين نصبوا انفسهم حكما وهم خصوم فقدموا اتهامات تمثل حقدهم وغباؤهم فى نفس الوقت امام نيابة خانعة مشاركة فى إثم الانقلاب لا تلك من أمرها شيئا !!  

فمثلا من تلك التهم الموجهة الى فى 9 قضايا خلال شهرين !! ما يلى : القتل والشروع فى القتل والانضمام الى جماعة محظورة ومقاومة السلطات واتلاف ممتلكات عامة وخاصة والتعدى على موظفين عموميين وتعطيل سير وسائل النقل وتعريض الأمن والسلم الاجتماعى للخطر وحرق مركبات شرطة والتحريض والتمويل واستئجار بلطجية وحيازة أسلحة وإشاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام وتمويل شباب الإخوان وتحريضهم على إشاعة الفوضى ومدهم بالأسلحة والمتفجرات محلية الصنع وتأليف عصابة لترويع المواطنين" !!!!!

هذه هى التهم التى لفقتها لى وزارة النفاق ونشر الرعب ومن الواضح أنها جرائم ارتكبتها الوزارة نفسها وتاريخها يشهد بذلك ! أما أنا فالله أعلم بما فى قلوبنا من حب وخير لهذا البلد الطيب عبادة لله تعالى و نسى هؤلاء أننا من تحمل تصرفاتهم الشاذة الى تنم على كراهية لهذا الوطن وأهله وأنهم سبب كل خراب وتأخر فى مصر طوال عشرات السنين السابقة !! على كل الأحوال لا أجد ما أقوله سوى ماقلته من على منصة رابعة " أن المصريين هنا فى رابعة يصنعون التاريخ " ومازالوا ، فليس أمامهم إلا رفض القائم الذى فرض نفسه بقوة السلاح ومواجهته بسلمية تناسب حركة الشعوب ولا شك أنها منتصرة بإذن الله  ، ليس أمامنا كمصريين سوى عدم الاعتراف بما تم وما ترتب عليه من قرارات وإجراءات وهذا أمر يفسد عليهم انقلابهم ! ولاشك أن بعد إراقة دماء المصريين بهذا البرود وإدارة المعركة مع الشعب المصرى بهذا الغل والاستخفاف فإن عدم التسليم بالأمر الواقع الذى يود الانقلابيون فرضه يعطى الأمل فى كسرهم وتراجعهم ، ومحاسبة هؤلاء الذين أمروا ونفذوا وحرضوا وصمتوا وبرروا قتل إخوانهم المصريين !

وأخيرا أشهد الله شهادة صدق أنى انضممت الى جماعة الإخوان"المحظوظة" منذ عام 1977 ووجدت بينهم مالم أجده فى أى مكان على كثرة ما ذهبت ، وجدت الحب المتدفق والذوق الرفيع والخلق الحسن والشهامة والتكافل والوطنية وحب الوطن وعرفت فيهم شخصيات من أنبل وأعظم وأكرم المصريين ورغم أنى اختلفت مع الإدارة أحيانا فى بعض المواقف والقرارات إلا أنها كانت فى إطار العمل الجماعى واختلاف الرؤى باختلاف الأفهام والخبرات وهى علامة صحة فى أى تنظيم فقد قلت بكل حرية واستمعت الإدارة بكل أريحية، وأشهد الله أن العنف قولا وفعلا لم يكن له أثرا فى هذه العلاقات الانسانية رفيعة المستوى ، وليس من المعقول ان تنتهج جماعة العنف مع مجتمع هو مادة نشاطها وهو مصارف الخير الذى تحمله وهو الوسيلة الكبرى كى تنال رضا الله تبارك وتعالى بخدمة شعب عانى من حكامه ولم يرفع قدرته على المقاومة إلا مجهودات الاسلاميين عامة والإخوان المسلمين خاصة ! وفى النهاية هوسندها وسترها فى كل الاستحقاقات الانتخابية فى العمل الأهلى أو النقابى أو الخدمى أو السياسى البرلمانى ! فكيف تمارس عنفا مع شعب أولاها ثقته فى كل مرة تطلب الشهادة منه !!!  

وكل ما ارجوه منهم ومن كل المصريين الذين عرفتهم وتعرفتم عليهم ممن بقوا على عهدهم فى مناصرة الحق وحازوا شرف رفض الانقلاب ! من أسرة وعائلة وزملاء وأصدقاء ومرضى وأقارب وجيران ومحبين أن يسامحونى إن أخطأت فى حق أحدهم أو تسببت فى مشكل لأى منهم دون قصد منى ! أما من خدمتهم عبادة لله ولم يراع أحدا منهم - وقت الفتنة - لحظة وداد أو جهدا قد بذل وظنوا فى شخصى ظن السوء خوفا أو عمدا فإنى أوكل أمرهم لله كل حسب نيته يحاسبهم بعدله ! وأرجو من الجميع أن يدعو لى فى مكانى الآن حيث يشهد الله أن أحبهم جميعا وأنى لم أحمل فى قلبى يوما ما غلا أو حسدا أو كبرا لإنسان ، فقد كنت بفضل الله متصالحا مع نفسى بشكل كبير وكنت متحررا من الحاجة لأحد غير الله عفوا وسترا ورحمة ومغفرة ! جزى الله كل من أخذ بيدى يوما ما أو منحنى ثقته أو تعشم فى خيرا ، فقد اجتهدت والأجر على الله ولم أدخر وسعا فى خدمة أحد أو مساندته أو دعمه بما يرضى الله تبارك وتعالى عسى أن يشفع ذلك لى عند رب كريم  وسنكمل بإذن الله طريقنا الى الحرية والكرامة والعدل والشرعية مهما كلفنا ذلك من مشاق والله على ما أقول شهيد


دكتورمحمد جمال حشمت

نائب بالبرلمان المصرى

ديسمبر 2013م

نائب الشعب

إضافة تعليق