للمرة الألف من المستفيد؟

تلك قاعدة معلومة من الضرورة بالعقل والمنطق

وفِي خضم هذه المعركة التي يزداد عدد المستهدفين فيها يوما بعد يوم ويزداد قطرها العالمي وهذا يستلزم تهيئة الأوضاع بإحداث مؤمرات تسهل عملية اتخاذ القرار كما حدث دائما طوال التاريخ وعندما نتناول تفسير ما حدث من حوادث للإخوة المسيحيين في مصر وما تلاها مؤخرا من غارة جوية علي ليبيا في تطور خطير لإباحة التدخل في شئون الدول الأخري بدعاوي كاذبة دعونا نعدد أوجه الاستفادة مما حدث:

- نظام السيسي الانقلابي ضحي بأرواح الاخوة المسيحيين مرة أخري دون أي محاسبة لمقصر و دون ان يوجه البابا رأس الكنيسة اتهاما واحدا  للامن او  طلبا واحدا بإقالة القيادات التي فشلت في حماية المسيحيين في كل مرة وكأن من فعلها هم المسئولين عن حمايتهم  !  والهدف الحصول علي دعم دولي لمصر السيسي طبقا للخطة الجديدة  (لقاءات ترامب في السعودية ) في مواجهة الارهاب  ليسمح لها بمهاجمة أكثر من بلد (او كما قال في أي مكان)  وهو ما حدث في ليبيا لحساب حفتر حيث نفي مجلس شوري مجاهدي درنة علاقتهم بأي حدث في مصر وان القذف كان لمناطق آهلة بالسكان المدنيين !!

- نظام السيسي العميل تحت مظلة مواجهة الارهاب والشر وأهله وباسم الحفاظ علي الشعب المصري يشغل مصر كلها في الاعتقالات والقتل وتلفيق التهم للأبرياء ولن يبذل مجهودا لرفع معاناة الشعب المصري الحياتية أو الأمنية وعلي كل المستويات فلا صوت وقتها يعلو علي صوت مكافحة الارهاب الذي ظهر بشكل قوي بعد الانقلاب العسكري

- نظام السيسي الخائن كما وصف نتنياهو من قبل بأنه قادر علي قيادة المنطقة وانه يثق فيه ناشد الرئيس المأزوم في بلده  ترامب بقيادة حملة ضد الارهاب لأنه يثق فيه ! ولأنها سبوبة ومبرر استمراره في حكم وقهر المصريين  دون الالتزام بتقديم أي حل لمشاكلهم  بعدما تأكد فشله اقتصاديا واجتماعيا والاهم ما علاقة تحذير السفارة الامريكية قبل الحادث بيوم لرعاياها بالابتعاد عن الشوارع العامة!

- الاتهامات الجاهزة السريعة للإخوان وربطهم بتنظيمات متطرفة تكفر الاخوان نفسهم! وطبقا للخطة الجديدة فقد تم إضافة قطر وتركيا في باقة واحدة لحصار الأصوات التي تعترض علي مؤامرة إفشال ثورات الربيع العربي والتي تشق طريقها في الوجود الدولي بشكل قوي

- لاشك ان إسالة دماء الأبرياء في بداية شهر رمضان المبارك  يثير حالة من الفزع والرعب في نفوس شعب يعاني من الحرمان تزداد معاناته بعد اجراءات رفع الفائدة او الاستعداد لاستبدال العملة المحلية قبيل انهيارها ! وبالتالي فلا مجال لشكوي أو مطالب لأي فئة مهما اشتدت  الشكوي او زاد الصراخ

- في ظل هذا الصخب والحملات الإعلامية المتحاملة علي الاخوان وفِي ظل الحزن علي ارواح الأبرياء الذي فرطت فيهم قيادة الكنيسة كما أيدت وحرضت علي قتل المسلمين في رابعة والنهضة ورمسيس والمنصة والصمت علي التصفية التي تتم حتي اليوم  خارج وداخل السجون يمكن وقتها تنفيذ بعض احكام الاعدام لأبرياء  في السجون المصرية ظنا منهم أن ذلك أمر له قبول شعبي !

هذا ما قد يحققه نظام الخائن العميل فماذا يحقق هذا الحادث الجبان لجماعة الإخوان المسلمين  تحديدا؟!

هل من مصلحة الإخوان حرب أهلية او فتنة طائفية؟ ولماذا لم تتم  من قبل؟ مالذي قد يفيد الاخوان  بقتل المسيحيين  وهم الذين تعامل معهم الاخوان بشفافية وكنا نوابا للشعب المصري كله دون تفرقة؟ هل هذا يخدم الاخوان في سعيهم لمنع  دول كبري من ادراج الجماعة كمنظمة ارهابية ؟

 هل هذا العنف يحقق حرص الاخوان علي تحديد الخلاف مع الانقلابيين حول الثورة والحريّة وحقوق الانسان ودولة القانون  أم يفسده ؟!

في النهاية :

*المستفيد هو المسيطر علي الارض والسلطة وتنقصه  الوطنية ويحقق لاعداء الوطن ما لم يحلموا به

*المستفيد هو من يستشعر الحرج في شرعيته بين شعبه ويبحث عنها بالعنف والارهاب وفرض الأمر الواقع

*المستفيد هو من فشل في إدارة دولة بحجم مصر وأهدر مواردها  وضيع حقوقها التاريخية  في الحدود والمياه والغاز للبحث عن الشرعية أو خيانة لقيمه كما فعل من قبل !

*المستفيد هو من يبحث عن مبرر لوجوده  في عالم ساعد علي انشاء جماعات ارهابية ليسوق لشركاته لصناعة الأسلحة لاستنزاف اموال المنطقة  وآخرها ٤٣٠ مليار دولار من دولة واحدة في المنطقة وفِي النهاية يقتل بها اصحاب الأموال من شعوب المنطقة ! وهنا يصبح الفعل المحلي خادم لهدف إقليمي ودولي

الموضوع لا يحتاج  لذكاء لكنه يحتاج لغباء ونسيان  وأحقاد وغيرة وكراهية تتملك النفوس فتصدق مايقال لها  وتدافع  عن باطل والنتيجة هي رضا هؤلاء المغيبين ببيع أخرتهم بدنيا غيرهم

يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

إضافة تعليق