تحية واجبة لكتائب التحرير ـ د. محمد جمال حشمت

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 10 - 7 - 2006

" كان لازمته إيه الإحراج ده ما كان من الأول !؟" "كده الريس فضحنا وبقى شكلنا وحش " " ياعم هوه مين اللى بيأمر ما يثبتوا على رأى ولا بهدلتنا دى مقصودة!؟" كانت هذه عينات من تعليقات أعضاء مجلس الشعب من الحزب الوطنى الذين تم شحنهم بأوامر الإلتزام الحزبى للوقوف فى وجه الإخوان والمعارضة فى مجلس الشعب لتمرير قانون حبس الشعب المصرى وحماية المفسدين المعروف بقانون النشر والمشهور بقانون الصحافة وذلك عقب سماعهم بتدخل الرئيس وإلغاء عقوبة الحبس بعدما وافق عليه نواب الأغلبية فى جلسة الأمس فقط وبعد توجيه الإهانات للصحافة والصحفيين ونقابتهم وهو موقف تمايز فيه الناس بين صالح وطالح ومابين راغب فى الإصلاح الحقيقى وراغب فى رضا الحاكم بأى ثمن !! وفعلا عندهم حق !! حاجة تكسف !

 يعنى 24 ساعة بدرى مش كان بقى شكلهم – النواب وأعضاء السياسات – أحلى وألطف بدل الكلام المثير الذى سيتم كشفه من خلف الكواليس ليفسر ما حدث خلال ال24 ساعة التى سبقت القرار القنبلة ! الذى أثبت أنه لا قيمة لنواب أغلبية أو لمجلس شعب من أساسه !! كما اتضح من قرار الرئيس فى قضية آلاء التى أثبتت أنه لا وزن ولا قيمة لوزراء أو مسئولين فى مصر فالكل ينفذ التعليمات بغشومية شديدة لامجال فيها للعقل أو المنطق أو الموائمة أو أى شكل من أشكال السياسة , لذا أتوجه بهذه التحية لكتائب التحرير

لا أقصد بكتائب التحرير الخاصة بعز الدين القسام أو الأقصى أو غيرها من كتائب المجاهدين فى فلسطين الغالية بل كتائب التحرير فى مصر المحبوسة المحاصرة المهانة على المستوى الشعبى والمستوى الرسمى والموضوع باختصار خاضع لتعريف كلمة الإحتلال وكم من شعوب محتلة أراضيها ولكن إرادة شعوبها لا سلطان لأحد عليها من أى مكان ! وكم من شعوب تعيش حياة الوطنية بعيدا عن مظاهر الاحتلال العسكرى وتبدو مستقلة ولكن إرادة شعوبها مغلولة مكبلة ! وإزاء هذا التعريف أرى – وكما ذكرت منذ أكثر من 3 سنوات فى ثلاث مقالات متتالية بجريدة آفاق عربية – أن إحتلال الإرادة أشد خطرا على الشعوب من إحتلال الأرض وأن الإحتلال الوطنى الناتج عن إستبداد وفساد وقهر الحكام لشعوبهم لهو أكثر ظلما فى حق الشعوب من الإحتلال الأجنبى الذى يفجر طاقات المقاومة والرفض له لديها , وفى ضوء هذا المعنى أرى أن فرصة النظام المصرى فى الوقوف بجد وبصورة مؤثرة وحاسمة أحيانا بجانب الشعب الفلسطينى منعدمة لأن إرادة النظام المصرى مرهونة للغرب ولا يملك القدرة على الخروج عن رؤية هؤلاء للقضية الفلسطينية كمثال نتيجة الضعف أمام رغبات الخارج وغير خاف أن مما يضعف من موقف النظام أمام هؤلاء هو غياب الرصيد الشعبى والتأييد الجماهيرى له وسط الشعب المصرى وطبعا معروفة الأسباب وملخصها تفرد الإرادة الرئاسية وقهرها لإرادة الشعب المصرى بكافة فئاته فى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وقانون السلطة القضائية وقوانين النشر - الخاصة بحماية اللصوص وتنمية الفساد دون رقيب أو حسيب- و ليس ببعيد ما حدث من حراك لكل فئات المجتمع ضد فرض الإرادة الحكومية والتى لم تمنح المصريين أى أمل فى تغيير أو إصلاح بل كانت نسخة أسوأ مما نحن فيه !! حتى إلغاء الحبس تم بإرادة رئاسية لفضح الإرادات المسلوبة لنواب الأغلبية الذين جاءوا على جثث المصريين , ملطخين بدماء أبناء الشعب المصرى الصابر !!

من هنا أقدم كل معانى الإحترام والتبجيل لقضاة مصر – وقد صاروا طبقا لتعريف رئيس مجلس الشعب جماعة محظورة !! – ولكل الصحفيين الشرفاء الذين يؤمنون بأن الكلمة سلاح يحتاج الحكمة فى استعماله كما يحتاج الشجاعة أيضا ولكل أساتذة الجامعات الذين غلت أيديهم فى جامعاتهم فانهارت وخرجت من التقييم العالمى وتأخرت فى التقييم العربى والإسلامى !! كما أذكر بكل التقدير النقابيين فى مصر والذين لم تبدأ معركتهم مع النظام بعد , وهو الذى يحاول نشر بذور الفتن والخلاف بينهم ليضمن استمرار سيطرته وفرض إرادته على نقاباتهم , كما لا أنسى طلاب مصر الشجعان فرس الرهان ورأس الحربة فى معركة الإصلاح وكذلك العمال الذين دفعوا الثمن غاليا أمام نهب ثروات مصر وبيعها بأبخس الأسعار للمعارف والحبايب ولا ننسى فلاحى مصر الذين كفروا بالتعليمات الحكومية و التى تسببت فى خسارتهم الجلد والسقط بعد زراعة القمح –باعتباره سلعة استراتيجية وزراعته مهمة قومية – ثم لم يستلمه أحد إلا بعد قهر إرادتهم وتم إستلامها بأبخس الأثمان !! إذن ما الحل لمواجهة هذا القهر المتعمد لإرادة الشعب المصرى !؟؟

 أرى والله أعلم أنه لا يفل الحديد إلا الحديد والمعنى مرتبط بالإرادات بالتحديد !! ويجب على كل فئة أن تبدأ بتطهير نفسها من المرتزقة والفاسدين وسطهم من خلال الرصد وعمل سجل للمواقف والأعمال التى ترهن إرادة فئته للنظام الذى لا يرقب فى مؤمن إلا ولا ذمة !! وحسنا فعل القضاة ونرجو أن يستكملوا طريقهم بكل قوة حتى يراجع صاحب كل نفس ضعيفة نفسه قبل أن يقدم على بيع إرادته بثمن بخس !! والدور على الصحفيين وهم فى حاجة إلى توحد أكثر كى يصير لغضبتهم قوة نافذة وهم يملكون سلاح الإعلام والتواصل مع كل فئات الشعب- وهنا أرجو أن يكون للصحافة الإليكترونية شعبة أو لجنة تهتم بها وتجمع أصحابها على كلمة سواء فيما يخص حرب الإرادات وما أخطرها من حرب – إن الأيام القادمة حبالى بكل جديد وليس كل جديد نافع أو مقبول ولعل إرهاصات الفكر القادم قد أوضحت معالمه وأرست مبادئه وأرهبت أعدائه (لا سمح الله من المعارضين!!)

الوقت يمر والنظام يستعمل كل أسلحته من كذب وتزوير وتلفيق بواسطة رجال أمنه ونوابه ومسئوليه على كافة المستويات فإذا كان كل أولئك تحت سيطرة إدارة واحدة فالواجب يقتضى أن يتحد كل من ذكرت فى جبهة واحدة قوية لتدير معركة إسترداد وتحرير الإرادة الشعبية المصرية ! فالنظام لايواجهه إلا نظام ولسوف يتأخر النصر فى تلك المعركة بقدر ما يتأخر التوافق بين أبناء مصر المهمومين بسوء أحوالها , وضرورة هذا التوافق أنه يصعب من ملاحقة الحكومة لأبناء كل فئة لو توحدت مواقفهم فيمكن مثلا نشر كل مستندات الفساد وخراب الذمم المالية للمسئولين فى وقت واحد بشكل واحد عبر كل الصحف المعارضة والمستقلة ولنتنازل عن السبق الصحفى مؤقتا فى سبيل مواجهة إرادة فاسدة !! دعونا نعلنها بأعلى أصواتنا يا أصحاب الإرادات المحتلة إتحدوا وإلا ...لايلومن أحد إلا نفسه اللهم بلغت اللهم اشهد

إضافة تعليق