الدروس لن تنتهى!!

بقلم / د. جمال حشمت

سبتمبر 19, 2005 

جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية صدمة للجميع المعارضون لأن ما ذكرته لجنة الانتخابات الرئاسية ذات الحصانة الالهية أكثر من الحضور الفعلى الذى لم يتجاوز على أحسن تقدير 15% رغم الشحن الذى قام به الحزب الوطنى بالتهديد والوعيد أو الرشاوى والوعود!! أما مسئولى الحزب الوطنى فقد أصابهم القدر على أم رأسهم لأن تدنى نسب المشاركة بعد التزوير لاتشرف أى رئيس فضلا عن رئيس فاز فى آخر اسفتاء فى سبتمبر 1999 بنسبة 94% من عدد حضور بلغ 79% من اجمالى عدد الناخبين !!!!!!

طبعا فضيحة تؤكد على أنه رغم كل ما تم من استعدادات ومجهودات فقدرة الحزب وشبابه أصحاب التيار التجديدى على الحشد والإقناع ما زالت بدائية !!وقد واجهوا الموقف باعتباره أول تجربة حرة شفافة حقيقية مما يؤكد على أن كل ما سبق من حكم وتسلط قد كان فاقدا للشرعية !!! وأن ما حصل عليه يادوب كفاية عليه وهو على كل الأحوال بداية لمرحلة جديدة نرجو أن تستمر ونحن أبناء المعارضة الوطنية ممكن أن نتحمل فيها بعض التصرفات الطائشة والنتائج غير المرضية والتي لا تؤثر با لسلب على مجمل التجربة وعلى أن نستشعر أن هناك خطوات إلي الأمام مع مزيد من الحريات واستعادة الحقوق ومحاسبة المفسدين وإزاحة المنافقين ولو بالتدريج لامانع, بصراحة نريد تحول سلمى لمناخ الديمقراطية والشورى في كل حياتنا والبديل صعب وخطير لأن التغيير قادم والعاقل من اتعظ بغيره والسفيه الغبي من اتعظ بنفسه !!!

ولعل أهم ما سبب القلق للحزب الوطني أنه وجد نفسه بعد كل ما أنفق أمام إشكالية الانتخابات البرلمانية وكيفية إخراجها بدون ممارساته السابقة الفاضحة !!!أنا شخصيا مشغول له للإجابة على هذه الأسئلة:

01 كيف يقنع بعض الشخصيات المحترمة بالترشح على قوائمه وتحت لوائه بعد أن أساء الحرس القديم الاختيار لنواب لا يفقهون شيئا سوى السعي وراء مصالحهم وشهواتهم ؟

02 كيف يسمح لبعض الأحزاب بالحصول على النسب المقررة في الدستور (76) لكي يتمكنوا من ترشيح قيادات للرئاسة القادمة رغم ما بدا من ضعف ووهن على هذه الأحزاب الورقية بما فيها حزب الوفد ؟ !!!

03 كيف يحول بين الإخوان المسلمين وبين النجاح في الحصول على عدد من المقاعد قد تتجاوز رغبته وتهدد أغلبيته وتعصف باستقراره؟ وذلك دون أن يمارس معهم ما كان يمارسه فيما سبق !!!

04 كيف ترتفع نسب المشاركة لتتجاوز ال5% و20% في الانتخابات البرلمانية كعلامة نجاح وإنجاز لجيل الإصلاحيين الذي بدأ في استعمال العلم والتخطيط لادارة سياساته الجديدة ؟

الواضح أن النتائج الرئاسية كانت صدمتها ووقعها على رأس الحزب الوطني أكثر مما تحتمل وتحتاج إلى دراسة منه !!

أما نحن فنعلم أن الحزب الوطنى قد انتهت صلاحيته وأنه لايرجى شفاؤه وأن جينات الاستبداد والتسلط قد تمكنت من الجيل الجديد ونسأل الله أن يخيب الله ظننا فى هذا الحزب الفاسد المفسد اللى يادوب بينجح ب 17% من أصوات الشعب المصرى بعد التزوير!!!

دكتور محمد جمال حشمت

نائب بالبرلمان السابق

E.mail:drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق