الأمانة والخيانة فى مصر الكنانة

دكتور محمد جمال حشمت - hishmat@gmail.com

 2008-12-12

فى القاموس المحيط :‏ أن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فلا يَنْصَحَ، خانَهُ خَوْناً وخِيانَةً وخانَةً ومَخانَةً، واخْتانَهُ، فهوخائن  وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ أما الأمين فقد جاء معناها اللغوى ‏:‏ ضِدُّ الخِيانَةِ، وقد أمنه واستأمنه وائتمنه ، وقد امُنَ، ككَرُمَ من الكرم وحسن الخلق ، فالخيانة هى عدم قبول النصح أو هى أن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فلا يَنْصَحَ، وخائنَةُ الْأَعْيُنِ‏:‏ ما يُسارِقُ من النَّظَرِ إلى ما لا يَحِلُّ، باختصارالخيانة هى التخلى عن الوفاء بالعهد واستحلال غير ما يستحق والأمانة هى النصيحة المخلصة ، هى استفراغ الجهد وعمل ما يجب عمله من عمل صالح وما يجب قوله من قول ناصح ,

 أعلم أن تهمة الخيانة نقطة شائكة غير مقبولة لدى البعض ممن يتولون أمرنا بغير حق شرعى أو كما يحب البعض أن يقول : يحكومننا بشرعية القوة لا بقوة الشرعية وهم فى ذلك كالحرامى الذى يسرق وينهب ثم لا يطيق أن يسمع من أحد أنه حرامى أو سارق فبينما تتعاظم الكلمة فى أذنه تتصاغر الفعلة أمام عينيه !!!

 نحن مجبرون الآن على رؤية مظاهر الخيانة وتسميتها باسمها دون مواربة وسأترك للقراء تقرير من هو الخائن الذى فرط فى حقوق أبناء وطنه ولا أطالب بتحديد الأمناء والسرد القادم لن يكون أغلبه بكلماتى  :

(كشف مفتي الجمهورية السابق الدكتور نصر فريد واصل النقاب عن رفض مسئولين بالحكومة المصرية تطبيق مشروع قدمه للقضاء على مشكلة البطالة في مصر خلال عشرة أعوام. وقال الدكتور واصل خلال لقائه بطلبة الفوج الثالث من طلبة الجامعات في معسكرأبو قير: إن "مشروعي كان يقضي بتشغيل الشباب في تجميع واستثمار أموال الزكاة وأكّد مفتي الجمهورية السابق أن تطبيق الشريعة الإسلامية يواجه معارضة شديدة وبصفة خاصة فى مصر، مشيرًا إلى أن الشريعة هي الحلّ الجذري لكل مشاكل الخليقة  وقال: "لو تمّ تطبيق الشريعة لما وجد جائع ولا عاطل ولا لصّ ولأنصف الناس فيما بينهم ولساد مبدأ العدل والإنصاف"، كما يقول المثل لو أنصف الناس لاستراح القاضي ولأصبح الأخ عن أخيه راضٍ. بحسب صحيفة "المصري اليوم)

ثم تحدث المستشار البشرى ليلخص لنا ما يحدث فى مصر قائلا :(واعتبر البشري أن "ما يحدث في مصر الآن هو الإدارة بالفساد أو الإدارة بالإفساد، وهي وسيلة من وسائل الإدارة هدفها أن تفسد القائمين من حولك في مجالات معينة حتى يكونوا طوع أوامرك، حرصا على ما يكسبونه تفاديا لتهديدهم بما اقترفوه من مخالفات".وتابع: "يبدو لي كما لو كان القائمون على النظام يتبعون سياسة البيع لدواعي السفر كما لو كان إحساسهم بأنهم في سباق مع الزمن حتى يستطيعوا أن يفعلوا أكثر الأشياء الممكنة في أقصر مدة زمنية ممكنة لأنهم ببساطة لا يضمنون المستقبل ولا يضمنون البقاء وهذا شعور يبدو أنه قائم بداخلهم)

وفى ظل حصار خانق من العدو الصهيونى على قطاع غزة واستباحة لكافة الأرض الفلسطينية خرجت مصر لتعلن أنها لن تسمح بتجويع غزة ثم استسلمت لضغوط الخارج وصارت الشريك الأكبر واليكم هذا الخبر قبل يوم عرفة " وبعد منع ثلاث قوافل شعبية لكسر الحصار وعشرات القوافل من لجان الإغاثة والجمعيات الأهلية ونواب برلمانيين غربيين من الوصول الى معبر رفح المصرى حيث ذكر مصدر أمنى مصرى ان قواته ضبطت قطيع أغنام اليوم قبل تهريبه إلى قطاع غزة عبر احد الأنفاق كانت السلطات المصرية قد أحبطت خلال الأيام الأخيرة عمليات تهريب مماثلة لاثنين وثلاثين رأس عجل وخمسة وأربعين رأس خروف وقال مسؤول امني مصري انه تمت مصادرة نصف مليون لتر من الوقود كانت معدة للتهريب إلى القطاع. ) نيوز فلسطين انتهى الخبر المؤسف!!!!!!!!!!!!!!

 الحصار فى ازدياد على الشعب المصرى نفسه وهذا الخبر يؤكد نظرية العقاب على النوايا حيث قامت قوات  الامن بإختطاف مصطفى خليل الناشط بحركة كفايه بالمنصورة  ، مصطفى تم اختطافه من محل لبيع الاقمشة بتهمة انه "ينوى كتابه لافتات لاضراب يوم 6 ابريل  على هذا القماش  !!

أخر النكت التى تتحفنا بها الحكومة التى فقدت عقلها هى اعتقال لجلود الأضاحى بعد أن تم ذبح وتجميع أكثر من 500 قطعة كانت فى طريقها للبيع للصرف على الفقراء والمحتاجين فى أحد أحياء الأسكندرية لكن الحكومة التى تريد احتكار كل شئ بدون مقابل لم يعجبها العمل التطوعى الذى قام به شباب الحى فاستولت على كل الجلود التى تم تجميعها بعربات الأمن المركزى وسط حصار شديد !!!!!!!!!!! فهل يمكن بعد ذلك أن نثق فى مثل هؤلاء المسئولين الذين فضحونا على مستوى العالم بتلك العقلية الإقصائية التى لا تثق حتى بنفسها؟

ولايمكن أن نغفل هنا ونحن نتحدث عن الأمانة والخيانة موقف الشعب المصرى أيضا حتى لا نحمل النظام البائس الذى يتحكم فينا كل تقصيرنا وما نحن فيه - رغم مسئوليته - لكنه للأسف وجد من البعض منا أذان صاغية بل وجد من باع وطنه لأجل مصلحته ومنا من ارتبط به وبالتالى دافع عنه وأطال فى عمره ونسأل الله أن يحشرهم مع من أحبوا !

ولا ننسى أن المهمل فى عمله والمقصر فى النصح والضعيف عن قول الحق فى موضعه والآكل للحرام والمستحل أعراض الناس ومحترفى الكذب والنميمة كل هؤلاء شاركوا الظالم والمستبد والفاسد خيانته للأمانة التى تحمل مسئوليتها ولاشك أن التوبة بشروطها وتغيير النفس للأفضل فى حق الجميع مطلوبة وضرورية ، كما أظن أن الإجابة وضحت فيا ترى من يقف ضد حقوق المواطن المصرى الأساسية ؟ ومن ضيع حاضره ومستقبله غير هذا النظام الذى خان الأمانة التى وكلت اليه بغير حق وسط صمت شعبى تجاوز المألوف فى كل الدنيا ؟ ما المطلوب غير حركة كل فئة للمطالبة بحقها بصورة سلمية مهما كلفها الأمر ولاشك أنه لو تحرك الجميع ستلتقى كل هذه الفئات على مطلب وحيد وأكيد لا خلاف عليه وهو تطهير مصر من حكامها والمسئولين فيها بعد كل هذه المصائب التى مرت وتمر وستمر على مصر فى ظل هؤلاء الفاسدين الظالمين المستبدين

وكل عيد وأنتم بخير لكن لا خير للخائنين ولا بركة لهم فى رزق أو ولد  اللهم آمين

إضافة تعليق