قذائف الحق..الى متى الحصار أيها العار؟

دكتور محمد جمال حشمت - g.hishmat@gmail.com

 2008-11-28

عندما انظر الى حالنا فى مصر وحال الفلسطينين فى غزة لا أجد فارقا فى المعاناة ولا فى الحصار المفروض على كلانا ولا فى مؤامرات الحكام الذين سلموا إرادتهم الى أعداء الأمة لكن هناك فارقا كبيرا لا تخطئه عين الخبير يمكن تلخيصه فى كلمات الشاعر الفلسطينى محمود درويش رحمه الله عندما أعلن بكل ثقة بعد معاناة عاشها وتخاذل عانى منه بقوله : " كل الأرض محتلة إلا الأرض المحتلة "

حقا فأهلنا فى فلسطين تحت إحتلال أجنبى هجم عليهم من الخارج وتكاثر واستوطن  لكنهم أصحاب إرادة حرة وقدرة على المواجهة تآمر من أجل إضعافها عملاء الداخل وأعداء الداخل والخارج لكنهم صامدون بصورة مدهشة لا يمكن تفسيرها بشكل مادى لأن الحصار من حولهم طال وشارك فيه الجميع !

أما نحن كشعب  مصرى فنواجه نوع من الإحتلال الوطنى الذى انتزع بقاؤه بنزع حريتنا وإهدار كرامتنا ووجد أن استمراره مقابل سرقة إرادتنا  وأن صك تأمين حياته ممول من الخارج لا من أهل مصر فانبطح أمام أعداء الوطن واستعلى بجبروته على أبناء الوطن ، ذلك ملخص الحالة البائسة التى نحياها فإذا أضفنا الى ذلك سوء الحالة الاقتصادية وانهيار مقومات التنمية الحقيقية من تعليم وبحث علمى وثقافة وعدالة وحرية وشفافية  ،

 نجد تميز الشعب الفلسطينى الحر فى الأرض المحتلة عما نحن فيه وربما هذا هو ما دفع النظام المصرى من المشاركة الفعالة لأول مرة فى تاريخ مصر فى حصار للشعب الفلسطينى وسجن وتعذيب أبناؤه فى مصر بل وقتلهم داخل أنفاق الحياة التى حفروها بأظافرهم لكسر جزء من الظلم الذى يحاصرهم ويمنع عنهم الماء والطعام والدواء ولا يستجيب لإستغاثتهم بل يتدخل ضد محاولات الشعب المصرى لكسر هذا الحصار الجائر بغلق كل منفذ برى يذهبون اليه بل ومنعهم من الحركة داخل بلدهم وهم فى الطريق لمد يد المساعدة لإخوانهم وأبنائهم فى غزة أكثر من مرة ! وصدق خطيب غزة عندما قال " الحمد لله الذى جعل لغزة بحرا " تأتيهم منه المساعدة من قبرص على أيد نشطاء من شعوب الغرب الذين مارسوا حريتهم فى بلادهم حتى دخلوا غزة ونحن هنا فى مصر ممنوعون بفعل هذا النظام الفاسد من مد يد المساعدة لإخواننا فى ممارسة مشينة تسجل لأول مرة فى تاريخ العلاقات المصرية الفلسطينية مما يعطى مصداقية لمقولة أن تحرير فلسطين يبدأ من مصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

إضافة تعليق