لماذا العناد ؟

دكتور محمد جمال حشمت - g.hishmat@gmail.com

 2008-11-28

سؤال طبيعى نتوجه به الى نظام الرئيس مبارك ! لماذا يريد الرئيس ونظامه ولا أقول وحزبه لأنه أصلا مفيش حزبه ! خلينا نتكلم جد شوية ، مبارك معروف عنه العناد بل أنه وصف نفسه مرة أنه دكتوراه فى العناد ! وقد كان هذا مقبولا عندما كان الرئيس بكامل صحته وقدرته على متابعة كل التقارير المقدمة اليه ! أما الآن فلماذا وهو طاعن فى السن ، مغيب بفعل من حوله عن الواقع والحقائق ؟

فهل نفهم أن النظام  قد ورث هذا العناد ؟!

 ودليل ذلك أن ما من مكان زاره الرئيس أو مر عليه إلا ويتبارى الجميع فى تغيير الواقع من شوارع وأرصفة ومنازل وميادين ولو استطاعوا تغيير الطقس أحيانا لفعلوا كل مرة فعلهم فى نصب الخيمة المكيفة أم أربعة مليون جنيه !

وهذا دليل على أمرين الأول أن من حول الرئيس يريدوه مقتنعا بما يرفعوه من تقارير له تجعل البحر طحينة والأسفلت زجاج والأشية معدن لأ دهب والله ياريس والناس مبسوطة حتى الأطفال والمواطنين الذين تم شحنهم من المدارس والمحليات والمخبرين الزيادة أهم فى استقبالك ! الثانى أن من يتحكم فى الزيارة هى مؤسسة الرئاسة التى تتابع كل خطوة وخطة لتحركات الرئيس بل الآن كل الأسرة الحاكمة حفظهم الله جميعا ...!!

إذن القرار- رئاسى - لتزوير الحقيقة حتى أمام الرئيس الذى يرى مصر كلما تحرك كالجنة الفيحاء ! فإذا وصلت له أخبار المعارضين والغاضبين دون أخبار كوارث حكومته وإذلالها للشعب المصرى فله أن يتعجب لتخرج منه القرارات التى يبغاها من حوله من قيادات لها الآن – حصريا – حق توصيل ما تشاء من أخبار وحق إصدار القرارات التى جعلت الشعب المصرى كله فى كفة وهؤلاء الغلابة وعبيدهم وحراسهم فى كفة أخرى !

لكن لماذا العناد فى قضية علمية كمنع قوات الأمن من التواجد والتأثير داخل الجامعات المصرية ؟ ولماذا العناد والإصرار على بيع الغاز المصرى بثمن بخس للكيان الصهيونى بعد الفضيحة التى أحاطت بالنظام الذى أنكر من قبل دوره فى عقد صفقة العار؟ ولماذا العناد فى إحكام غلق معبر رفح فى وجه شعب جائع عطشان لا يجد الدواء ويحرم من أساسيات الحياة والتى أعتبرته الأمم المتحدة  جريمة إبادة جماعية ضد شعب أعزل رغم شعور الشعب المصرى بكافة طوائفه بضرورة مد يد المعونة لشعب عربى مسلم وذلك من أجل تصفية حسابات سياسية أو رغبة شديدة فى عمالة مدفوعة الأجر لقوى أجنبية !!!

يبدو أن إجابة السؤال صعبة على نظام تورط كثيرا ويبدو أنه سيضطر للإستمرار فى عناده حتى يهلك وصدق الله العظيم عندما وصف حال المعاند حين تستوى عنده الحياة بالهلاك  كما فى دعاء الكافرين المنافقين " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، فامطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم " لكن ماذا نقول ؟ إن لله فى خلقه شئون

إضافة تعليق