مفاوضات سرية مع الشعوب لم لا ؟!

دكتور محمد جمال حشمت - g.hishmat@gmail.com

 2008-12-03

قرأت على بريدى الإليكترونى رسالة من مجهول وما أكثرها تلك الرسائل لكن أغلبها تحمل حكم وطرائف ونكت وحقائق وملاحظات يمكن لها أن تكون مادة ثرية لأى صحفى أو كاتب ومن تلك الرسائل التى لا أعرف صاحبها وأحفظ له حق ملكيته الفكرية تلك التى كانت تحت عنوان دروس مجانية أنقل منها :

يقف مدرس الجغرافيا في الفصل الدراسي لتلاميذ المرحلة الثانوية فيقول

تقع مصر على الخريطة.. وأحيانا تقع من الخريطة

وتقع إسرائيل في حضن أمريكا.. ولكنها تقع من الخوف من حزب الله

وتقع بريطانيا في ذيل أمريكا كما تقع هي وأمريكا في العراق على جذور رقبتهما

وتقع السلطة الفلسطينية في حفرة الخلافات

وتقع ليبيا في الكتاب الأخضر

وتقع لبنان دائما في الحرب الأهلية

كما تقع الصومال من الجوع

وتقع أمريكا على المحيط وعلى أنفاس العالم كله

ويقع العالم كله من الضحك على أمة العرب !!!

أما مدرس اللغة العربية فيقول لتلاميذه

الفاعل مرفوع.. فوق الشعب..

أما الشعب فهو دائما مفعول به..

لكن المعترض فمجرور.. إلى المعتقل..

والفتحة هي حركة الإعراب التي تؤدي إلى فتح الحساب في البنك السويسري أحيانا

وفتح السجون وأبواب المحاكم أحيانا أخرى..

والمبتدأ طيب دائما

لكن الخبر شديد السواد مكون من كلمة واحدة في وضع المثنى مرفوعة وعلامة الرفع العلم الأمريكي..

أما الدخل القومي للبلد العربي فمضاف إليه.. أي إلى الحاكم

أما حروف النداء فالهدف منها أن يقف الحاكم العربي لكي يقول لخزائن دولته: افتح ياسمسم .

 انتهى

وكل ما قيل صحيح مائة بالمائة هناك استحلال لقهر الشعوب العربية من قبل حكامهم فمثلا

النظام الحاكم فى سوريا يعتقل معارضيه ويرمى بهم فى غياهب المعتقلات حيث أصدرت محكمة 'الجنايات الأولى' في دمشق حكماً بسجن 12 قيادياً في المجلس الوطني لإعلان دمشق لمدة سنتين ونصف (مع تخفيض الحكم من 6 سنوات) بعد إدانتهم بتهم 'إضعاف الشعور القومي'، و'نشر اخبار كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الأمة واضعاف الشعور القومي وايقاظ النعرات العنصرية والمذهبية والانتساب إلى جمعية سرية بقصد قلب كيان الدولة السياسي والاقتصادي'. واشتمل الحكم أيضاً على تجريد الملاحقين من حقوقهم المدنية , ومن المعلوم أن المجلس الوطنى لإعلان دمشق يطالب بالحريات والديمقراطية ومحاربة الفساد الذى انتشر فى سوريا هابطا من مؤسسات الدولة العليا ومن فيها من رجال أعمال !!

كذلك النظام التونسى الذى يحارب شعبه بل والنساء منهم  فى سبيل منع ارتداء الحجاب ! غير ما فعله بالرجال من سجن وتعذيب وحرمان من الحقوق الإنسانية الأساسية !

أما فى مصر فحدث ولاحرج بعد أن صارت الإدارة بالبلطجة هى التى تناسب مناخ الفساد الذى استشرى وتحولت الدولة من دولة حماية الى دولة جباية ترمى مسئولياتها الأولية على القطاع الخاص بعد أن فتحت له الباب فى وراثة الدولة ومؤسساتها بأبخس الأثمان مع إرهاق دائم لمواطنيها متمثلا فى تدنى مستوى الرواتب مع ارتفاع مستمر فى أسعار كل شئ بدأ من الغذاء والكساء والدواء الى الخدمات من ماء وكهرباء وغاز غير الرسوم والتأمينات التى تزيد 1%شهريا رغم أن المعاش هزليا ،أضف الى ذلك الزيادات المستمرة فى رسوم الدراسة فى المدارس والجامعات الحكومية كل عام !! مما يعنى باختصار انعدام وجود نظام حقيقى  شرعى يخدم الشعب بل هو لقهره وحصاره واستنزافه من أجل أن يبقى الحاكم وذريته وحوارييه المنتفعين من وجوده !

والعجيب أن كل الأنظمة العربية التى تمارس إذلال شعوبها وتمنع معها فرص التواصل والحوار ، تقيم حوارا علنيا أو سريا مع الكيان الصهيونى وكل أعداء الأمة !! وياليتها تفلح فى فتح حوار مع أبناء الوطن من أجل المصالح العليا للوطن للمشاركة والتعبئة والخدمة العامة التى تقوم على أكتاف الجماهير!  و عندما تتحمل الأنظمة المسئولية وتعانى مع شعوبها وقتها لن يشتكى أحد أو يتمرد أو يعارض ! لكن القنوات المفتوحة مع الأعداء دائما والمسدودة مع الشعوب دائما تفسد على الجميع الحياة فلن يتمتع الظالم بحكمه ولن تحصل الشعوب على حريتها وكرامتها كل ما نطالب به هو خوض مفاوضات بين الحاكم والمحكوم حتى لو بدأت سرية من قبل أن يتمنى الحاكم لو أنه لم يضيع الفرصة فالتاريخ يكتب فى الأوطان وليس خارجها وعلى الباغى تدور الدوائر

إضافة تعليق