إن شاء الله سينتصر المصريون ـ د. محمد جمال حشمت

الإخوان و6 إبريل

لم أفهم من تصريحات قيادات الإخوان حول إضراب 6 إبريل امتناع جمهور الإخوان عن المشاركة مع كل القوى السياسية والاتجاهات التى أعلنت عن مشاركتها ونظمت فاعليات الإضراب، بل فهمت – بغض النظر عن الأسباب والبعض منها موضوعى- أن على كل الإخوان المشاركة إما سلبا بالإمتناع عن ممارسة أى عمل يومها أو إيجابا بالمشاركة فى الوقفات السلمية التى ستتم فى معظم محافظات مصر بأشخاصهم دون الزج باسم الجماعة إحتراما لسياسة إتخاذ القرارات المعتمدة داخل الجماعة ولاشك أن إيجابيات المشاركة لكل أبناء الشعب المصرى دون تسميات أو تقسيمات تمثل الحد الأدنى فى معركة استقلال الإرادة الشعبية ، فيكفى أن أكون مصريا كى أرفض نظام الحكم الذى استولى على مقدرات الوطن لفترات طويلة بعيدا عن رغبة وإرادة الشعب المصرى ! وهى بداية جيدة فالتدرج سنة كونية للخروج من إلف الضعف والخوف والأنانية والنفاق التى انتشرت بفعل فاعل وسط الشعب المصرى لعشرات السنين الماضية

الاسلام هو الحل

نعلم جميعا أن العدل دائما فى ضمير القاضى وليس فى نص القانون والواقع يثبت ذلك يوميا عندما يقام العدل بضمير القاضى الذى يملك بين يديه نصا قانونيا ضعيفا أو مضطربا والعكس صحيح نعانى منه كلنا فى مصر ومعلوم أيضا أن العدل والحرية باختصار الإسلام هو القادر على تربية هذا الضمير ورعايته وصونه وقد ذكرت ذلك كثيرا لبعض كبار المسئولين المصريين عندما كان العتاب على البعد الأخلاقى فى العمل السياسى وتداخل الدين فيما لا يجب أن يكون وقد تذكرت ذلك عندما قرأت هذا الخبر الذى نشرته المصرى اليوم فى 2 إبريل 2008م الذى يقول " اتفق نواب الوطني والمعارضة، خلال جلسة مجلس الشعب أمس، حول وجود أزمة حقيقية في رغيف الخبز، لكنهم اختلفوا حول أسبابها، ففي حين حمل نواب المعارضة والمستقلون الحكومة وأجهزتها مسؤولية الأزمة، وطالبوا بإقالتها، أرجع نواب الوطني السبب إلي وجود أزمة ضمير، وطالبوا بتكاتف الشعب مع الحكومة لحلها." وهذا إعترافا ضمنيا لا يمكن الفرار منه بأن الإسلام هو الحل !! لكن تقول لمين !!

حال الشعب بين الإنجاز الضائع والإيجاز الرائع !

أعجبنى شعارات انتفاضات الشعب المصرى بالذات عندما رددت" قالوا شعارهم فكر جديد.. والأسعار بتزيد بتزيد، قالوا لجنة السياسات.. سرقت كل الانتخابات". فمنذ ظهور لجنة السياسات والاقتصاد يتحسن ولاشك والاستثمارات تتزايد بلا شك- فقط لديهم - لأنهم أصحاب المصلحة الوحيدة وهم صادقون مع أنفسهم حيث لا اعتبار للشعب المصرى عندهم ولا اعتبار لحالته المعيشية المتدهورة ،وكذلك فى ظل تلك اللجنة المشئومة يستمر تزوير الانتخابات وتستمر سرقة إرادة الشعب بطرق مبتكرة تعتمد على الوسائل التى استقدموها من حزب العمال البريطانى رغم تاريخ الحكومات المصرية الضخم فى التزوير والبلطجة والكذب وانتهاك الحريات !! لقد لخصت تلك الشعارات وغيرها وأوجزت حال الشعب المصرى فى ظل هؤلاء .

من يحظر من ؟

كثرت فى عهد نظام حكم الرئيس مبارك الجماعات المحظورة وكأنه من كثرة المنع لم يعد أحد يأمن على نفسه من التهمة حتى فوجئنا فى السنوات الأخيرة بأن نادى القضاة محظور لأنه غير مسجل فى أى وزارة من وزارات مصر باعتباره شأنا قضائيا كان يجب أن تتضمنه مواد قوانين السلطة القضائية التى رفضها النظام المصرى بكل عناد !! ثم بدأت ذات التهمة تظهر عند القبض على بعض الإخوة من حركة كفاية هذه الأيام ! وحتى الآن لم نقرأ وصف المحظورة على مجلس شورى الجماعة الاسلامية مثلا والذى قد تنشر بياناته أحيانا فى الجرائد الحكومية ! كما لم نقرأ وصف المحظورة على غرفة التجارة الأمريكية فى مصر حيث لا تخضع الغرفة لإتحاد الغرف التجارية أو وزارة التضامن الاجتماعي بإعتبارها غرفة مستقلة تم تأسيسها في عام 1981 بإدارة جورج دباكي من شركة روكويل العالمية بهدف تمثيل رجال الاعمال الامريكين في مصر لتبني قضايا تخص مصالح الامريكيين في مصر وانضم إليها مجموعة من رجال الاعمال المصرين وعن دور الغرفة الامريكية فى ضرب الاقتصاد المصري نتابع ما عبر عنه السفير الامريكي في خطابه في 2006 أثناء الاحتفال الذي قامته الغرفة بمناسبة تولي بعض أعضائها مناصب وزارية والذي أعرب فيه عن رضاه عن الدور الذي لعبته الغرفة في تطوير الاقتصاد المصري من وجهة نظره والذي تمثل في رفع يد الحكومة عن الدعم وخصخصة بعض الشركات واستطاعتها عرض احد أكبر البنوك المملوكة للدولة للبيع والذي تم بيعه بعد ذلك وتعويم العملة المصرية!!!

إذن الرسالة التى تجب أن تصل للرعايا أن منح الشرعية وحظرها بيد النظام والشلة التى تسيطر مع رجالها على مقاليد الأمور فى كافة مؤسسات الدولة ويبدو من اليوم ان شاء الله سيستعيد المصريون حقهم فى منح الشرعية لمن يستحق ونزعها بإذن الله ممن أساءوا لهم طوال السنوات الماضية لكن لا يحسبن أحد أن الأمر سهل المنال بلا تضحيات أو تنازلات من كل المخلصين والجادين فى إنقاذ مصر مما هى فيه ! بل هو العقل والحكمة والإخلاص " وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"

إضافة تعليق