برنامج حزب الإخوان كما نتمناه ! ـ د. محمد جمال حشمت

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 28 - 7 - 2007

كثر الحديث حول برنامج الإخوان وحزب الإخوان فى السنوات الأخيرة وبين مناخ خارجى يحذر الإخوان من مجرد التفكير فى انشاء حزب أو حتى إعلان برنامج له تارة وأخرين يناشدون الإخوان لإعلان الحزب وبرنامجه ليتضح للجميع موقف الإخوان التفصيلى بعيدا عن الشعارات الضخمة الموغلة فى العمومية وبين مناخ داخلى يرى عدم الجدوى من انشاء حزب فى ظل المطاردة والحصار الحكومى للإخوان وسوء المناخ السياسى وآخرين يجدون خطورة لاختزال الجماعة بتاريخها فى حزب سياسى وآخرين يريدون أن ينفصل العمل السياسى باعتباره نشاطا ضمن أنشطة الجماعة فى شكل حزب سياسى حتى لو كان تحت التأسيس بعد تقديم برنامج سياسي يعلن على الملأ !! وزادت سخونة الحديث بعدما نجح حزب العدالة والتنمية فى زيادة وجوده فى الشارع السياسى التركى وتمكن من تشكيل حكومة بمفرده بعد انتخابات حرة كانت مهرجانا واحتفالا من الشعب التركى بديمقراطيته التى نضجت على أيد الإسلاميين الجدد فى حزب العدالة !

كل ما نرجوه فى برنامج الحزب الذى طال انتظاره أن يراعى عدة أمور إجمالية وتفصيلية بغض النظر عن موقف الحزب الوطنى المزوراتى ولجانه المختلفة ( سياسات وأحزاب) من الإخوان وبرنامجهم وحزبهم !

1- أن يصاغ بلغة سياسية بعيدا عن الصيغات التراثية الدينية - رغم مرجعيته الإسلامية- كى يفهمها الجميع ولكى يتجمع عليها كل من يقتنع بها بغض النظر عن مرجعيته أو ديانته هو ! وهى مهمة لاشك فى صعوبتها

2- أن يقدم رؤية واضحة لمصرالمستقبل مغايرة تماما لمصر الحالية التى هرب منها أبناؤها واستعر منها بعض مواطنيها وحزن عليها كل شعبها وانكفئت على نفسها فلا أصلحت حالها ولا أبقت على وضعها الأقليمى والدولى المستحق لها

3- أن يقدم تصورات متميزة لقضايا الداخل والخارج لم يتقدم بها أحد من قبل وهى ما تحتاج معه آليات محددة يجب أن تذكر للإنتقال من حال البؤس الذى نحياه الى حال الكفاية لا الكفاف لكل المصريين

4- البعد عن المبهم من الأفكار والتصورات والغامض من الحلول المطروحة التى قد تفهم على أكثر من وجه

5- توضيح الرؤية العامة فى كل مجال ننتقل بعده لتصورات واقتراحات محددة يمكن من خلالها تغيير الواقع الذى نعيشه فى مدة زمنية محددة إن أمكن

6- بالنسبة للوضع الاقتصادى لابد من وضع تصورات لعلاج المشكلات المزمنة فى الاقتصاد المصرى بسبب أداء حكومات الحزب الوطنى والتى أهمها انخفاض معدلات الادخار القومي وضعف التكوين الرأسمالي والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدني معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي، وحدة الفقر الاقتصادي، وتفاقم مشكلة البطالة، والارتفاع الجامح في الأسعار، وتمويل العجز المستمر فى الموازنة العامة عن طريق القروض وما يترتب عليها من العبء المتزايد للدين العام الداخلي والمديونية الخارجية، وزيادة الطاقات الإنتاجية العاطلة وضعف الإنتاجية، وضعف القطاعات السلعية (الزراعة والصناعة والتعدين والتشييد والبناء)، وتدهور مستويات القطاعات الخدمية (النقل والمواصلات والتخزين، والتجارة والمال، والسياحة، والصحة والتعليم، والخدمات الاجتماعية والثقافية والإعلامية)، وزيادة تلوث البيئة، وتفشي الفساد والاختلال المتزايد في الميزان التجاري والعجز المزمن في ميزان المدفوعات، والاعتماد المتزايد على الخارج والتبعية الاقتصادية وكذلك ضعف الموارد السيادية وانهاء الإعتماد على المعونة الأمريكية التى تدعم الاقتصاد الأمريكى لا الإقتصاد المصرى !!

7- التأكيد على أن هذا البرنامج برنامج وطني خالص يقوم على أسس الحرية والعدل والمساواة فى دولة وطنية دستورية مدنية تحترم القانون يصون ويحفظ الأسس التى قامت عليها وتقدس الحريات ليجد فيه كل مصرى نفسه, يتعبد البعض به لله فى نفس الوقت الذى يحقق به البعض آماله وأحلامه !

هذا ما نتمنى أن نراه قريبا فى برنامج حزب الإخوان المسلمين كى يصبح نقلة نوعية لأداء الإخوان وأفكارهم وللمصريين الذين يروا فى الحركات الإسلامية عامة وفى الإخوان خاصة الأمل الأخير للإصلاح بعد فشل كل من أتيحت لهم الفرصة فسقطوا فى أوهام الشرعية وشباك السلطة ترغيبا وترهيبا ولم يقدموا شيئا لشعبهم ولا لوطنهم سوى الكلمات والسباب والصراخ!! يومئذ يفرح المسلمون وغيرهم بنصر الله ليستمتع الجميع بخيرات الله فى مصر ويشف صدور قوم مؤمنين والله على كل شئ قدير

نداء من داخل السجون:

كلما زرت الإخوان فى سجون مبارك تعظم فى عينى تلك الدعوة التى ربت هؤلاء على مختلف أعمارهم وبيئتهم فما من مكان زرته إلا وأجد من يأخذنى على جنب بقوله لا مهادنة ولا تزلف ولا تنازل بسبب وجودنا هنا فنحن فى أحسن حال أعانكم الله فى الخارج ! فلا تنشغلوا بنا ولا تعتبروننا نقطة ضعف لكم بل قولوا كلمة الحق وقفوا وقفة الحق ولا تخشون فى الله لومة لائم ، فأجد نفسى بجوارهم صغيرا وفى كنفهم فقيرا فاستمد منهم القوة والحب والشموخ والاعتزاز بالانتساب لله منهجا وسلوكا وأخلاقا وحرى بدعوة تضم مثل هؤلاء أن تعلو وتسمو وأن يحقق الله على أيديها الخير كل الخير لمصر وشعبها ، فهل نكون عند حسن ظنهم ونلبى نداءهم؟

(دبوس مشبك)

1- رشحت مصر الدكتور مصطفى الفقى ، نائب دمنهور ، والمطعون فى عضويته بشهادة المستشارة نهى الزينى وعشرات القضاه الآخرين لمنصب رئيس البرلمان العربى ، كما تقدم لشغل نفس المنصب إثنان آخران أحدهما من تونس والآخر من الأردن.ولكن الخارجية المصرية سحبت ترشيح الدكتور مصطفى الفقى لاحقا بسبب إعتراضات دبلوماسية تقدمت بها عدة دول على ترشيحه لمنصبِ الرئيس، مبررين الرفض بأنَّ عضويةَ الفقي في البرلمانِ المصري مشكوكٌ في صحتها وهو ما يُضعف الهيئةَ التى سيكون على رأسها (جبهة انقاذ مصر 27 يوليو 2007م).

2- كان كثير العتب على نواب الخدمات وكثير الضجر من التخفى وراء التدين حتى وصف أهل دمنهور بأنهم مصابون بهوس دينى لغلبة مظاهر التدين عليهم!! وكان يعرض نفسه كمقدم خدمات استراتيجية تحل المشاكل من جذورها بعيدا عن الخدمات الشكليةالتى يغرق فيها نواب الخدمات! ! ورغم كل ده ذهب- فى حراسة الشرطة كالعادة - لمسجد السد العالى بدمنهور ليعلن على الأهالى تبرعه بعمل تجديد فى دورة المياه للمسجد وبعض مساجد دمنهور( كمشروع قومى) !! لا أدرى لماذا تذكرت الآن أن هناك متبرعا بالقاهرة هدفه الوحيد الإنفاق على تجديد دورات المياه فى المساجد - لأى مسجد فى مصر يطلب منه ذلك- لوجه الله!!

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق