د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 5 - 11 - 2005

ما زلت حتى الآن متخوفا من قدرة الحزب الوطنى على التلاعب بارادة الأمة ولو بشكل عصرى ورغم ما ذكرته سابقا من الحالة الغريبة التى يحياها الشارع المصرى الذى يتفاعل مع الانتخابات البرلمانية القادمة أكثر من كل المرات السابقة فى مناخ جديد تتحجم فيه عصى الأمن رغم كل التجاوزات ,ولكن مع كل هذا فقد لعب الفار فى عبى عدة مرات سأقتصر على ذكر مرتين فقط منهما الأولى عندما ذهبت لاستلام الكشوف الانتخابية من مديرية الأمن وبعد اجراءات غرمتنى 100 جنيه سلمونى اسطوانة مدمجة CD نسخة غير أصلية لاتتكلف سوى 3 جنيه ,أما ما فيها فهو حق صار لكل مواطن صاحب مصلحة بعد تعديل القانون يمكنه المطالبة بها وعندما طلبت نسخة من الكشوف مختومة بخاتم النسر الذى صار رمز الشرعية فى مصر !! انتفض السادة الضباط من كل الرتب كأن عقرب لدغهم موضحا أن الاسطوانة لاشرعية لها طالما ليست أصلا من وزارة الداخلية وجرى حديث طويل أثبت عجز المديرية كلها عن تسليمنا الكشوف خاصة بعد لقاء مدراء الأمن بوزير الداخلية !! ولم نجد بدا من اتخاذ الموقف القانونى الذى يمليه علينا الحدث ! المرة الثانية التى لعب فيها الفأر بل واستكان فى عبى !! عندما وقعت فى يدى نسخة من خطة التحرك الحزبى لانتخابات مجلس الشعب 2005 تحت عنوان (عملية برلمان المستقبل) أحضرها لى صاحب محل فول وطعمية وجدها فى أوراقه رغم انها سرية للغاية كما هو مكتوب عليها !! وأعجبنى حجم الجهد المبذول فيها والنظام والترتيبات المتدرجة وتحديد الاختصاصات والصلاحيات وكذلك مستوى المتابعة الخ ..... حقيقة فرحت أن الحزب بدأ يلعب سياسة !!والأهم دور الشباب ولكن هناك عبارات كتبت تدل على أن الحزب الوطنى مازال هو الدولة ولم ينفصلا وبالتالى الباقى هم ولاد الجارية وهو أمر بعيد عن الانصاف والعدل وتربية خاطئة للشباب على العمل من خلال امكانيات الدولة دون أى مجهود يذكر !! من الأمثلة على ذلك بند فى صفحة 17 نصها (تقوم مجموعات العمل مجتمعة بترشيح 50 اسما على الأقل (مجموعة الـ 50) من واقع الجداول الانتخابية التى تم تصويرها كحد أدنى بدءا بأسماء الحضور فى الاجتماع والتى من المفترض أن تشمل العدد الأكبر من أعضاء الحزب...الخ ) وهذا يعنى أن لديهم نسخة من الكشوف التى رفض وانتفض السادة اللواءات عندما طالبتهم بها والنموزج الثانى الذى أثار خوفى هو نموزج رقم (6) وهو معونن بعنوان يثير الغضب ( بيان مجمع بعدد أصوات الذين أدلوا بأصواتهم لصالح مرشحى الحزب منذ بداية التصويت حتى الساعة المعنية) ثم وضع جدول فيه خانة للساعة (كل ساعة) ثم عدد الأصوات للفئات والعمال ) !!! واستغربت بعدد أكبر من علامات التعجب التى وضعتها حيث أنه من المعلوم أن الانتخابات سرية التصويت فكيف للمندوب أى مندوب أن يعرف لمن صوت الناخب إلا إذا كنا قاعدين قعدة عرب أو كان مندوب الحزب الوطنى هو اللى بيحط الأصوات !!! أمور كثيرة أخرى ربما أذكرها فى حينه من واقع خطة الحزب العملية المغموسة فى زيت الطعمية !! الحقيقة أن هناك ثقة زائدة لدى الحزب الوطنى وجهاز أمنه فى اخراج انتخابات نزيهة وتناسب طلباته واحتياجاته والسؤال الذى نبحث له عن اجابة فى أوراقهم وأدائهم هو كيف يتم ذلك ؟ نجتهد ونبذل كل الجهد ونحن نؤمن أنهم يمكرون والله خير الماكرين وأننا بطاعتنا واستعانتنا بالله نوقن أن الله يدبر لنا لأننا لانحسن التدبير أمام دولة سخرت كل امكاناتها لانجاح مرشحييها الذين آساءت اختيارهم أو وضعهم فى أماكنهم والله من ورائهم محيط

drhishmat@yahoo.com