لعلها خرق سفينة أو قتل غلام

الحق والحق أقول أن خيار الله لنا فيما حدث من تزوير لإرادة الشعب فى الانتخابات البرلمانية كان يحمل الخير بعيدا عن اغتصاب حق أهل دمنهور وزاوية غزال ثلاث مرات خلال عشر سنوات فى اختيار نائبهم لقد كان فيما حدث دروس ومعاني عظيمة خاب وخسر من لم يدركها فقد كان الثمن دماء سالت وأعراضا وحريات انتهكت وقد تحتاج منا في يوم من الأيام كتابا موثقا مثلما أصدرنا جزأين من كتاب "مذكرات نائب من مصر" أحدهما عن الانتخابات البرلمانية(1995,2000,2003) والثاني عن التجربة البرلمانية خلال الفترة من ديسمبر 2000 وحتى ديسمبر 2002" ولكن في عجالة كانت المثالب تتركز فى :

1- تأكيد التحالف غير المقدس بين الخارجين عن القانون من بلطجية ومسجلين ومسجلات خطر وقوات الأمن المكلفة دستورا وقانونا بحفظ الأمن والاستقرار فى ربوع الوطن ورغم أنهم مسجلين ومعروفين لدى جهاز الشرطة وسجلات المباحث الا أن الشرطة أخطأت وبالصدفة فى كل ربوع مصر !! وقبضوا على أبنائنا من شعب مصر الطيبين واتهموهم بالعنف والبلطجة ومنع الناخبين (يعنى أنفسهم) من دخول اللجان !!!

2- استفراد وزير العدل ووزير الداخلية باختيار القضاة وأعضاء الهيئات القضائية لرئاسة اللجان العامة والفرعية ونظرا لأنهم من الحزب الوطنى فقد كان الاختيار يصب فى النهاية لصالح مرشحى الحزب الوطنى خاصة فى دوائر رموزهم ومسئوليهم كما حدث فى دوائر الدقى ومدينة نصر والباجور والزيتون ودمنهور وغيرها من الدوائر وهذا أكد المخاوف التى أبداها نواب الاخوان والمعارضة والمستقلين من عدم حيادية اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات البرلمانية وهو أمر يجب اعادة النظر فيه حيث لم يثبت جدية هذه اللجنة فى حل أى مشاكل واجهت الناخبين أو المرشحين أو القضاة أنفسهم

3- الأداء السئ للصحف الحكومية المعروفة بالقومية وانحيازها السافر لمرشحى الحزب الوطنى وكذلك الفضائيات المصرية المملوكة للدولة وكان سقوط مرشحى الحزب الوطنى هو سقوط حقيقى لهذا الاعلام الكاذب المضلل الذى استباح كل المحرمات فى التعريض بالمعارضين خاصة الاخوان مثلما حدث فى برنامج العار "حالة حوار" ولاننسى سقوط كثير من الرموز السياسية والفكرية والثقافية فى نفس المستنقع وفضح حجمهم وفكرهم الذى كان يؤجر مفروشا لمن يدفع أو يخشى منه !!

كما كانت أهم المعانى والدروس العظيمة تتمحور حول:

1- ازدياد حالة التجاوب الشعبى وارتفاع مستوى الايجابية عند مختلف فئات المجتمع مما أكسب الأداء الانتخابى حصانة فكان الشعب بنسائه قبل رجاله وفتياته قبل شبابه وأطفاله قبل كباره هم حائط الصد ضد البلطجة والتزوير وهو ما أرعب النظام البوليسى الذى يحكمنا بالخوف والحديد والنار دون أن يعمل حسابا لهذا الشعب وحقوقه وكان ما كان فى محاولة منه لوقف هذه الروح الجديدة التى كان يكذب نفسه دائما عندما يلحظها بين صفوف الشعب !

2- الحياد الأمنى الذى صاحب المرحلة الأولى فى الدعاية الانتخابية وهو ما أتاح للشعب المصرى أن يعرف الاخوان عن قرب ومنح الاخوان فرصة عرض ما لديهم دون توترات أمنية أو ملاحقات غير انسانية ومن الانصاف أن نعد هذا من الايجابيات التى ناقضها ألأمن عندما صار الأمر متعلقا بالأصوات والنجاح من عدمه !!

3- سقوط أقنعة كثيرة كان يتترس خلفها كبار فى كل المجالات فكانت هذه الانتخابات وما حدث فيها خاصة فى دائرة العزة والكرامة (دمنهور وزاوية غزال) حدثا كاشفا لمن خدعنا كثيرا بالحديث عن الثوابت والقيم والعدل والحرية والشفافية والمصالحة حتى اقترنت أسماؤهم بالنفاق والضعف والتزوير والكذب والظلم فحق عليهم الغضب الشعبى وغضب الله أخزى وأشد !!

4- لقد تسبب بعض القضاة فى اهدار ارادة الجماهير فى ثلاث انتخابات (1995,2003,2005)مضت فى دمنهور ولكن أيضا قضاة هم الذين وقفوا وقفة رجل واحد لاظهار الحق والانتصار اليه عام 2000 و2005 فقد كان القضاة هم فرس الرهان وهم الفائزين فى هذه المرة التى أمسكوا فيها بالمزور متلبسا بجريمته فمن ينقذه منهم ؟!! كفاهم شرفا وفخرا أن من بينهم امرأة مثل الدكتورة نهى الزينى التى تقدمت بشهادة دخلت بها التاريخ من أعظم أبوابه,هنيئا لهم هذا الشرف فى مقابل من قبل بالدنية فى دينه وشرفه فصار العار يلاحقه ويلاحق ذريته وهكذا فقد رفعت هذه الانتخابات أقواما وأسقطت أقواما والله يعلم وانتم لاتعلمون

5- زادنى شرفا أن أكون ضحية مزمنة لهذا النظام بدون أسباب معلومة اللهم قولة حق أو وقفة صدق مما أتاح لى فرصة الاستماع لكلمات التأييد أو قراءتها من كل بلاد العالم وأنا المغمور الذى لايستحق كل هذا الثناء أو الاعجاب ولكن الله يسخر جنوده كيفما يشاء ولله فى خلقه شئون وقد أكرمنى الله بكلمة حق لكثير من الكتاب والصحفيين والمفكرين أخشى أن أذكرهم فأنسى منهم البعض مثل ا عزت السعدنى وا مكرم محمد أحمد وا ابراهيم عيسى وا مجدى مهنا وا مصطفى بكرى وا مجدى شندى واد صفوت العالم ود عمرو الشوبكى ود ضياء رشوان وا محمد السيد سعيد ود يحى الجمل وا فريد الديب و.. و.. وغيرهم كثيرون أشكرهم على كلمة حق ربما خوفا على رمز من السقوط ولكنها صرخة ضد الظلم والفساد الذى طال أغلى ما نملك وان نسيت فلن أنسى كلمة أرسلها لى أخ حبيب عبر الأثير قال فيها" لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير فلعلها سفينة تخرق أو غلام يقتل !"

دكتور محمد جمال حشمت

إضافة تعليق