الطموح القاتل!

دكتور محمد جمال حشمت : بتاريخ 12 - 11 - 2005

لم أكن أتصور أن الطموح قد يودى بصاحبه الى التشتت والتردد والانفلات من الثوابت التى تضبط أداء أى انسان شريف, لذا فقد كانت فرصة انتخابات مجلس الشعب التى نخوضها دون حرص شخصى بل نجد أنها أمانة ثقيلة فى مناخ فاسد ظالم مستبد انقلبت فيه الموازين وصار المعروف فيه منكرا والخطأ فيه صوابا !!! 

فدائرة مثل دائرة دمنهور وزاوية غزال باتت الحكومة مصرة على اغتصابها مرة ثانية ، دائرة ملتهبة استحقت من وزارة الداخلية وبعض الجهات السيادية اجتماعات مكثفة لوضع سيناريو الاغتصاب هذه المرة بصورة جديدة ومخالفة للمرة السابقة فى 8/1/2003 وقد ساعدهم فى ذلك طموح مرشحهم الذى وصف موقعه فى الدور المسحور فى مقالة شهيرة بالأهرام وكنت ممن يعجبون بمقالاته خاصة فى منتصف التسعينات عندما كانت تعلو عنده مجموعة القيم ولم يكن تشغلنا خصوصيات هى ملك لصاحبها ولكن عتدما يصير شخصية عامة وصاحبة فكر واجتهاد ورؤية لابد أن تمحص حياته وتصبح واضحة للجميع والشاهد فى هذه المقدمة أن خوض انتخابات نيابية عن الحزب الوطنى وما يحمله من معانى وما يضمه من رموز وما يمثله من نهج وسياسة انما تضع صاحبها تحت بنود أخرى ليس من بينها أى قيمة أو فكر أو اجتهاد أو رؤية بل تتنحى هذه المعانى وتظهر منظومة أخرى من الاستعلاء والمن والأذى والكذب والافتراء والتضليل ومخاطبة المصالح وأمانى النفس , لذا لم أستعجب عندما سمعت مرشح الحزب الوطنى الذى يتنصل من الانتساب له فى كامل دعايته وقد تخطى معايير المفكر المنصف الواثق من نفسه المعتز برؤاه وأفكاره واجتهاداته الذى لايتغير مع الأهواء أو متطلبات الطموح المشروع وقد وصفنى بأنى سارق للدائرة من أبنائها وأنى سارق لانجازات غيرى من نواب الحزب الوطنى وأنى طبيب أيه فهمنى فى السياسة ولابد أن أعرف حدودى وأنه باتصالاته مع الوزراء عرف أن ما عددته من الانجازات لم يتحقق !! وأن شعار الاسلام هو الحل يمزق الدائرة !وأنه لاداعى لاستعراض القوة كما كذبنى عندما ذكرت حادثة انتحار الشاب عبد الحميد شتا الذى لم يعين فى الخارجية المصرية لأنه غير لائق اجتماعيا وأن هذا لم يحدث عنده علمت أن المفكر عندما خاض الانتخابات فى هذه الدائرة ووجد مالم يصدقنى فيه من اصرار لأهالى الدائرة البسطاء ومتوسطى الحال والشباب وكثير من المثقفين على استرداد كرامتهم التى أهدرتها الحكومة فى 8 يناير ورغم حجم الاغراءات الحكومية وأموال الشعب التى تنفق على أيد مرشح الحكومة !! 

لذا لم نتعجب عندما وجدنا فى الكشوف التى حصلنا عليها بحكم قضائى حوالى 19 ألف صوت قيد جماعى فى الدائرة وترتيبات أمنية للضغط على الناخبين وترويعهم لاختيار مرشحهم مع ما صاحب ذلك من شطب لبعض المئات من الأصوات ولخبطة آلاف الأسماء وما سيصاحب ذلك من تعاون قضائى على شاكلة المستشار حسين الحداد الذى زور انتخابات الرمل ودمنهور ثم حصل على مكافئته مساعدا لوزير العدل لشئون مجلسى الشعب والشورى .. سكرتارية يعنى !!! 

ورغم ذلك فقد استعددنا لكل ذلك جيدا دون أى صدام ولكن بقوة لنحرم المزورين من جنى ثمارهم للمرة الثانية لندد ثانية أن الله يدبر لنا ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولاحول ولاقوة الا بالله

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق