حلاوة الروح !!

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 7 - 1 - 2006

كلما أردت أن أكتب بعيدا عن السياسة أفشل ربما لأن الحال المتدهور الذى وصلنا اليه بسبب انهيار عالم السياسة فى مصر وربما لأن صوت السياسيين من كل اتجاه هو الأعلى هذه الأيام وربما لأنى ضحية عالم فاسد من السياسة تحكم فى مصير وارادة المصريين طوال عشرات السنين وأحكم قبضته الأمنية حول أعناق المصريين عن طريق سياسة استخدام ذهب المعز وذهبه وسياسة فرق تسد وهما سبب فرقة وضعف كافة جموع الشعب المصرى فى مواجهة هذه العصبة التى تحكم مصر , لذا فقد استسلمت للكتابة عن هموم الوطن ومصائبه التى تسبب فيها أولئك العجزة منزوعى الضمير والمواهب والكفاءة مما جعل الوطن أسير أفكار متخلفة فى عالم الحريات وحقوق الإنسان والشفافية فى الادارة فكان المآل للحال الذى صرنا فيه من فساد وظلم واستبداد وهو ماتبدى فى مواقف كثيرة حرصت عليه تلك العصبة التى احتلت هذا الوطن بعيدا عن ارادة شعبه, منها:

1- تغيير وزارى مضطرب أخرج النمازج الصالحة التى أثبتت أنه من الممكن أن نجد وزيرا يحب مصر !! فكان خروج دكتور أحمد جمال الدين – وزير التعليم- دكتور عمرو عزت سلامة – وزير التعليم العالى-والدكتور عصام شرف- وزير النقل- وهذا ان دل فيدل على أن هؤلاء أنقى وأطهر من أن يستمروا فى وزارة بيع مصر وذلك لأسباب كثيرة أهمها أن هؤلاء أبناء الحزب الوطنى ولجنة سياساته !! رغم صومهم وصلاتهم !! ورغم أن أحدهم أبن خالتى –وهو ما يشرفنى ويشرفه- وأن هؤلاء لم يستمروا أكثر من عام ونصف وهو ما يخالف طبيعة الحكم التى جعلت من بعض الكارهين المكروهين وزراء لسنوات طويلة اعتمادا على سياسة الاستقرار والعناد لذا فإن استبدال هؤلاء يمثل كشفا لحقيقة النظام الكاره لمصر والمصريين فكان وجودهم كشفا لفساد من سبقوهم حتى حازوا حب واحترام الصغار الذين ظلموا طوال السنوات السابقة فكان الكشف عن مافيات وزارة التربية والتعليم خط أحمر –حذرت منه الوزير فى مقال عقب تعيينه فى آفاق عربية- وكأن وقوف عمرو سلامة ولقائه مع وزير الداخلية للإفراج عن أساتذة الجامعات المعتقلين واهانتهم خط أحمر وكأن وقوف عصام شرف أمام بيزنس رجال الأعمال ومساندة سائقى المترو فى موقفهم من الإعتداء على زميل لهم أيضا خط أحمر بدا فيه الوزراء يناصرون أبناء الشعب ضد إرادة العصبة التى تحكم شعبا بالحديد والنار !! والأنكى هو نظرة لجنة السياسات لأبنائها فهى لاتثق بهم ولاتقدرهم ولا تدافع عنهم وهى بذلك لجنة لا أمان لها ولاثقة فيها حتى من أبنائها وهى بذلك البديل الأسوأ ونشكرهم فقد وصلت الرسالة !!

2- حفظ التحقيق فى اعتداءات يوم الاستفتاء الذى انتهكت فيه أعراض المصريات فتيات وسيدات بشكل فيه استفزاز لاتقل عن استمرار وزيرى التزوير و الكوارث (الداخلية والعدل) ولا يقل عن فعل هذه العصبة التى هربت مسشار الخزى والعار الذى زور نتيجة دائرة العزة والكرامة الى باريس فى بعثة لمدة عامين ولايقل عن التباطئ فى التحقيق مع ضباط الشرطة الذين اعتدوا على القضاة وأبناء الشعب الناخبين وأبناء الوادى السودانيين ضيوف مصر هذا الاستعلاء فى تناول القضايا واستشعار أهميتها للرأى العام هو ما يجعلان نتيقن أن ما يتخذ من قرارات فيه توفيق من الله لإنهاء هذا النظام والسخط والغضب يلاحقه ويدعو عليه ولآه من دعوة المظلوم .. مساكين هؤلاء يعيشون غرور القوة (حتى اذا ازيينت الأرض وأخذت زخرفها أتاها أمرنا) وتلك بداية النهاية –لقد أقيل حسن الألفى بعد مذبحة الأقصر لأن الضحايا كان أبناء الست البيضا من أسياد العصبة ولم يتم مجرد محاسبة العادلى بعد مذابح طابا وشرم الشيخ والانتخابات والمهندسين وغيرها أعجز عن حصره الآن لأن الضحايا من أبناء الشعب مصر و السودان ولاحول ولاقوة الابالله

3- ضاقت سبل الحياة الكريمة أمام الشباب فوجدنا الحاصلين على الشهادات العليا يعملون جرسونات وفى النظافة وفى الأسواق وبعضهم يمسح الأحذية من أجل لقمة عيش شريفة وهو ماتسبب فى مزاحمة الفئات الأقل تعليما والأميين فى أرزاقهم وأعمالهم مما زاد من خطر اللجوء للعنف والسرقة وارتكاب الجرائم كلما ضاقت فرص الحياة الكريمة , ماذا نفعل بالله عليكم لا العمل بالسياسة والأنشغال بالهم العام نافع وله فرصة ليعبر عن نفسه ولا هؤلاء الذين طلقوا الحياة بكل أشكالها عدا لقمة عيش شريفة وسكن بسيط يتاوى الجسد المنهك ولاعمل متاح يسمح ببدء حياة الكفاف لأى شاب حتى هؤلاء افتقدوا السند والمعين لأنهم قد خدعوا فى نظام لاقيمة للإنسان كإنسان عنده لذا تبدو أقدار الله فى أن يجتمع كل هؤلاء على الوقوف صفا واحدا أمام هذه العصبة التى أفسدت الدنيا والدين وهو ما تجلى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة , ولعل هذا وراء قرار تأجيل الانتخابات المحلية القادمة فى شهر أبريل الذى لم يصدر بعد ومازال فى الكنترول ولكن عليهم ان يدركوا أن الله محيط بما يدبرون ويمكرون ويمكر الله وهو سبحانه خير الماكرين

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق