خايفيين ليه؟!إن الله يدبر لنا

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 29 - 10 - 2005

حركة المرشحين خاصة الاخوان المسلمين فى الشارع المصرى تبدو عند الكثيرين منهم كأنها حلم غير قابل للتصديق فقد تعود الإخوان قبل كل انتخابات أن يتركوا بيوتهم ومصالحهم ويذهبون بعيدا تحسبا لاعتقالات تمتد لتشمل كل الدوائر التى يخوض فيها الإخوان الانتخابات ولذا كان يخرج من صفوف الإخوان قيادات شابة تتولى إدارة الانتخابات وتزداد خبرة جبرا فى الوقت الذى يتفرغ فيه الإخوان فى المعتقلات للدعاء لإخوانهم المرشحين والدعاء على الظالمين المستبدين !! ويتم كل هذا بعلم النيابة ورجالها دون أى تدخل تطبيقا لمقولة المستشار طارق البشرى وهو يصف لى ما يحدث كل عام انتخابى وهو أن الحكومة والنظام يهدر بل ينسى الدستور والقانون طوال شهرى الانتخابات كل خمس سنوات ليضمن أغلبية كاسحة فى البرلمان تتيح له السيطرة على مقاليد الأمور دون أى تهديد لاستقرار أفراده فى مناصبهم وسلطاتهم !!! أما ما يحدث هذا العام –بعد رزالات وتقطيع يفط وحاجات صغيرة عيب نتكلم عنها- من انهاء الوجود الأمنى المكثف واختفاء الحصار المضروب على جولات المرشحين بل والموافقة على عقد المؤتمرات الحاشدة فى غياب التواجد الأمنى المستفز لهو أمر يحتاج الى تحليل ودراسة كى نستطيع أن نتوقع كيف تفكر الحكومة والحزب الذى لم يتغير فى أفكاره الكثير ولم يختفى من أشخاصه العديد ممن أفسدوا الحياة السياسية فى مصر طوال عشرات السنين الماضية!!

الأمر قد يبدو مريبا لأن هذا الجو من الحريات يتيح للإخوان المسلمين بأن يطرحوا رأيهم بوضوح وصراحة على جمهور الشعب المصرى وهو ما يلاقى استحسانا وقبولا وتأييدا من الجمهور الذى حرم عشرات السنين من معرفة ما يدور فى وطنه على الملأ بل فى الشارع والجميل فى الأمر أنه رغم تواجد الآلاف فى الشوارع لم نجد ما خوفنا منه الأمن المصرى على مدار السنوات الطوال الماضية من شغب واندساس المغرضين وسط التجمعات والخوف على أمن البلد واتضح أن من كان يهدد الأمن هم المعنيون بحفظ الأمن !! المهم هل هناك ما يبرر الخوف أو القلق الذى ينتاب الاخوان بصفة خاصة فى هذا المناخ الجديد؟!! ويبدو أن رجال أمن الدولة قد استجابوا لما طلبته منهم منذ أكثر من 3 سنوات حيث نصحتهم حين سألونى كيف نربك الاخوان ؟ وذلك بعد أن عبت عليهم استعمال وسائل عنيفة وبالية تجعل الإخوان أكثر تماسكا وأشد حبا لدعوتهم , لذا كان ردى عليهم بحبحوها شوية على الإخوان وها قد تمت البحبحة !!! ولكن باستقراء الفكر الجديد الذى يرغب فى الاستمرار فى حكم البلاد بصورة عصرية بدلا من الصورة الغبية التى تعودوا عليها طوال الخمسين عاما الماضية أتوقع أن التزوير سيستمر ولكن بشياكة كما يظن أنصار العصرنة والعولمة وهذا يعنى الابقاء على الفاعليات مع رصد كافة العناصر النشطة والمؤثرة فى الحركة عسى قد تفشل سياسة الانفتاح وترجع ريما لعادتها القديمة !!! وكذلك بعد العبث بجداول الانتخابات سيبقى الإخوان والمحبون والمتعاطفون خارج السجون بينما تقفز أسماؤهم خارج الكشوف الانتخابية !!!!!! مع توزيع بعض الحكوميين من القضاة أو من الهيئات القضائية فى الدوائر الملتهبة لحسم الانتخابات بها وذلك باللعب فى النتائج والأرقام ..... ورغم كل هذا أظن أن مواجهة هذه الألاعيب من السهل بمكان حيث لايمكننى البوح بما يمكن أن يفسد على الحزب الوطنى آماله وتطلعاته التزويرية الفاسدة ولكن فليعلم أساطين هذا الحزب الفاسد إن كان لهم من يدبر للشعب الأعزل فهناك من يستطيع أن يجعل تدميرهم فى تدبيرهم وكفانا أن الله يدبر لنا بعد أن اطلع على هذه القلوب وما قدمته فى سبيله وهى ترجو رحمته وتخشى عذابه والله أكبر من كل كبير ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق