دعوات وتساؤلات

دكتور محمد جمال حشمت : بتاريخ 4 - 2 - 2006

أبدأ بدعوات خالصة من قلبى وقلوب كل محبيه بالشفاء العاجل والرحمة جزاء ما قدم من تفان وصدق وشجاعة فى خدمة دينه ووطنه ذلك هو الأستاذ عادل عيد المحامى النائب المحترم الذى مازال مثلا أعلى لى ولكل المحبين لوطنهم خاصة فى أدائه فى البرلمان الذى اتسم بالحكمة والعقل والمهارة والقوة وهو الآن يصارع الموت فى العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة بالأسكندرية ,زرته وجدت فيه الشموخ وهو على فراش المرض ورغم عدم قدرته على التركيز إلا أنه يشكولى من الممرضة التى لاتعامله بما يستحقه من إحترام واجب يحدثنى وهو فى غيبوبته باللغة العربية معاتبا أن هذا أمر لايليق عيب معاملتى بهذا الإستخفاف !! 

وقد تكون الممرضة بريئة لخطورة حالته وتعليمات الأطباء لكنه عزيز كريم لاتخرج منه العيبة , قوى فى لحظات مرضه الأخير يرجو رحمة ربه , يفوق للحظات ليشكر زيارتى ثم يعود لصمته , وقفت أتأمله وهو القاضى الذى طالته مذبحة القضاة عام 1968 فما لان ولااستكان وعندما عاد للقضاء بحكم قضائى رفض العودة وعمل بالمحاماة أستاذا لامعا وعندما عمدت حكومة السادات لفرض رسم 3 تعريفة لعمل تمثال لعبد الناصر رفع قضية يرفض فيها الإجبار والتمثال والزعيم وكسب القضية ودخل البرلمان ووقف وقفته ضد كامب ديفيد وأصحابها وهم فى أوج قوتهم حتى تم حل البرلمان واستمر عطائه بكل عزة وفخر وخاض آخر جولاته الإنتخابية 2005 وخسر البرلمان عادل عيد المحامى النائب المحترم ولم يخسر هو شيئا, وكنت قد ذهبت إليه ليكتب لى مقدمة الجزء الثانى من كتابى(مذكرات نائب من مصر) وكان المستشار طارق البشرى هو من قدم لى الجزء الأول وكان عادل عيد على نفس الوزن والقيمة فكان سعيدا بى وكنت أكثر سعادة منه وعندما هممت بإهدائه نسخة منه كان قد وصل الى العناية المركزة !! أدعو الله له بالشفاء والرحمة ولاتنسوا عظيما عاش بيننا ودافع عننا ورفع رؤوسنا عشرات من السنين لم يهادن حاكما ولم يطمح فى منصب ولم يلين أمام ظالم إسمه عادل عيد المحامى .

ثانيا : أدعو الله أن يؤيد حماس بمدد من عنده يلهمهم جادة الطريق ويرشدهم الى الحق ويثبتهم عليه ويجنبهم كيد الكائدين ونفاق الأقربين وفساد الناصحين وكنت قد أجريت إتصالا مع الأخ خالد مشعل أهنئه باسمى وإسم ابناء الشعب المصرى خاصة فى دائرة دمنهور وزاوية غزال وقد عزمت على عرض إقتراح بترك تشكيل الحكومة مؤقتا للأقلية حتى تتضح الأمور لكنه أكد على أن تكليف الشعب الفلسطينى واختياره لحماس قد ألقى عليهم مسئولية وأنهم سوف يتحملونها بكل قوة , فلم أعرض ماعندى ودعوت لهم الله بالتوفيق وأبلغنى تحياته وكل من معه لشعب مصر والإخوان فى كل مكان , ولم أفهم حتى الآن حقيقة الدور المصرى الذى صرح به مدير مخابراته من أن الرئيس الفلسطينى سوف يفرض شروط قاسية على حماس قبل السماح لها بتشكيل حكومة مثل نبذ الإرهاب والإعتراف بإسرائيل , فى الوقت الذى نفى فيه أبو مازن أن يكون قد اشترط على حماس خلال محادثاته مع الرئيس المصرى على حماس الإعتراف بإسرائيل أولا قبل أن يكلفها بتشكيل حكومة جديدة !! تعجبت بإسم من تتحدث مصر ومدير مخابراتها ولم يطل بى العجب عندما وجدت أمريكا هى التى تشترط هذا وتصر عليه !!

ثالثا : أتساءل بكل صدق ماذا يريد أحمد نظيف أن يقوله خاصة فى حديثه للنيوزويك التى أقر بها واعترف فيها بالتزوير فى الإنتخابات النيابية الأخيرة قائلا" إن النسبة كان يمكن أن تصل الى 40% " ردا على سؤال للجريدة حول (أنه لولا تدخل الحكومة المصرية فى الجزء الأخير من العملية الإنتخابية لحصل الإخوان على نسبة أكثر من الأصوات) , وهو اعتراف نضمه الى بلاغنا للنائب العام المصرى الذى يعينه رئيس السلطة التنفيذية ويشرف عليه وزير العدل ضد رئيس اللجنة العامة بالدائرة الذى زور النتيجة بعد إتصالات سياسية عليا لصالح المسكين الذى قبل التزوير ولايستطيع إلا الدفاع عنه بصورة هستيرية نلمسها فى كلماته ونبرات صوته وتوتر إنفعالاته كلما هلت طلعته فى الفضائيات أو خطت يده فى الصحف والمجلات وصار عنده كل من يثير الموضوع دون إتهام له من الإخوان أو تبع جمال حشمت !!ألم أذكر من قبل أن هذا المقعد ملعون لمن اغتصبه فقد أصابته اللعنة ,فأين سيذهب من حساب الله وقدره ؟!!

كما نضم الى هذا البلاغ المقدم منا بجانب بلاغ الحملة الوطنية لمراقبة الإنتخابات وبلاغ نادى القضاة الذى يضم شهادات 151 قاضيا من رؤساء اللجان فى ذات الدائرة, نضم دليلا جديدا عبارة عن صورة تجمع المسكين الذى قبل التزوير والمستشار الذى قام بالتزوير فى حفل خاص فى الثلث الأخير من شهر مارس 2005 أى قبل ثمانية شهور من يوم الإنتخاب وهذا يعنى إكتمال أركان جريمة التزوير وتأكيد النية عليه , وقد تحولت أمانة وقدسية الإنتخابات الى شأن خاص و على رأى المثل صار زيتنا فى دقيقنا وحسبنا الله ونعم الوكيل

وأرى بصفة شخصية أنه بناء على ماسبق فى ثانيا وثالثا فإن خيار الترشيح فى كل الدوائر فى مصر سيكون أمرا حتميا فى كل إنتخابات قادمة مثلما فعلت حماس ولكن يبقى سؤال هل يجب حضور أبو مازن أم حكومة إسرائيل أم أمريكا للإشراف عليها ؟!!

رابعا : ستستمر مهازل الحكومة المصرية التى اهدرت أرواح المصريين فى الشوارع وأمام اللجان الإنتخابية وفى السجون والمعتقلات وفى وسائل النقل العام بدأ من سامل أكسبريس الى الكارثة الأخيرة السلام 98 وضحاياها أكثر من ألف و400 من خيرة أبناء الشعب المصرى منهم الحجاج ومنهم العاملون العائدون بفرحة اللقاء وغرق كل هؤلاء ولاقيمة لهم طالما النظام فى آمان وحركة تنقلاته فى سلام وينحرق الشعب الصامت الغلبان, تعازينا لأهالى الشهداء الذين انضموا الى قافلة ضحايا الحكومة المصرية فى عهد الكوارث التى دخلت موسوعة جينزبسبب قتلى الإهمال والعنف الحكومى من أبناء الشعب خلال الـ 25 عاما الماضية

خامسا : تساؤل الى المعنيين بحقوق الإنسان أيهما يفوز فى قلوب هؤلاء ؟ محبة الدولار أم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ والسر فى هذا السؤال هو أننا لم نسمع صوتا لمراكز حقوق الإنسان المختلفة على كثرتها فى مصر !! فى قضية سب رسول الله وحالة التحدى والإستعلاء التى إنتابت الحكومات الأوربية وموقفها الهزيل فى مواجهة الإعتداء على عقيدة المسلمين فى الإعلام الأوربى ! لقد صارحتهم مرة فى ندوة من ندوات مركز حوار حول قضية التمويل الأجنبى وهل له تأثير فى المواقف التى تتبناها هذه المراكز وهل هناك أجندة غير معلومة لنا ترتب أولويات هذه المراكز طبقا لأهداف مانحى التمويل ؟ وضربت مثلا بحقوق الشواذ والزواج المثلى وما قد يخطط له من وضعها فى ترتيب متأخر لحين تسنح الفرصة ؟ فنفوا جميعا ولكن شاء الله أن ينفضح وينكشف المستور عندما بدأ السباب ولم نجد صوتا منهم أو قانونا عند الأوربيين يمنع هذا فى الوقت الذى تكثر فيه قوانين حماية اليهود والعقيدة الصهيونية وتقوم الدنيا ولاتقعد عندما يشكك أحد فى الهولوكوست بينما لاأحد يدافع عن الإسلام ونبى الإسلام صلى الله عليه وسلم فتلاقت الأهداف على حساب الإسلام العظيم الذى يكشف المنافقين ولايتحمله المتلونون ويبوء بحمله الفاسدون الظالمون, ويصبح الأمر أكثر وضوحا عندما نعلم أن الدانمارك وحدها تمنح المنظمات المدنية الأهلية فى العالم العربى فقط منحا ومعونات تبلغ قيمتها مليار 748 مليون دولار سنويا !! حد يقدر يرفع صوته!! , خابوا وخسروا وبح صوتهم الى الأبد وسيبقى هذا الدين بإرادة الله وحب المخلصين البسطاء ظاهرا مابقى الليل والنهار ويوما ما صار قريبا سيخبو ليل الظلم والجبروت ويبزغ فجر العدل و النصر والتمكين وما ذلك على الله ببعيد .

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق